أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني














المزيد.....


العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5232 - 2016 / 7 / 23 - 18:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني


من الأشياء الملفتة للنظر في النصوص الدينية تلك الأقسام التي يوردها النص عن لسان الله ويريد بها لفت نظر الإنسان للدلائل العميقة بمضمونية القسم، فليس كل قسم يعني أن الله يقصد به التوكيد أو إدخال الاطمئنان التام في قلب المؤمن كي يثق بكلام الله وهو الثقة المطلقة عنده بلا قسم ولا يمين، المهم أن بعض هذه المفردات المقسوم بها تعود لمفاهيم زمنية أو تتعلق بالزمن أو الحكمة منه، الشيء الغريب أن بعض مفسري الكهنوت يفرغون المعنى بأراء أعتباطية تروج لمفاهيم ذاتية الغرض منها تأصيل فكرة خاصة أو صرف المقاصد عن مفاهيم مطلوبة.
{والعصر} هذا المفهوم الزمني الذي يرد في النص الديني بصيغة القسم أجده أكثر أنفتاحا على عقل الإنسان من مجرد قسم عادي، إنها أشارة حقيقية مقرونة بهدف وتوكيد وألفات نظر لقضية كثيرا ما رافقت الغالب من النصوص الدينية وهي التعويل على الحركية في معنها السيروري (الزمن)، الله وبالتأكيد كما ورد هنا منصوصا يدرك أن الزمن هو القدر الحاكم على الوجود وهو معيار الحركة فيه، ويربط بين المعيار المادي والنتيجة المستهدفة بعبارات أخرى وردت أيضا كثيرا في النصوص وهي مقياس حساب النتائج الفوز والخسارة الفلاح والفشل وأخيرا معيار القبول والرفض {إن الإنسان لفي خسر }.
إذن هناك معادلة خفية بالنص تقول أن الزمن طريق للربح كما هو طريق للخسارة ولكن بتوسط عامل أخر عامل يتعلق بالإنسان وبما ينتج وليس له علاقة بغيره، الزمن يمر ويعبر النقاط التي يسير عليها الإنسان وكل نقطة تسجل عليه خسارة لأنه يفقدها دوما بلا تعويض، هذه الخسارات المتراكمة سببها أن الحركة عند الإنسان لا تساوي حركة الزمن، لذا فكل فرق بين الأثنين هو خسارة حقيقية، هذا كقانون عام ونعرف أن لكل قانون عام هناك قانون خاص في الضد منه ولكنه يعط نفس المعنى ولكن بالمقابلة الضدية يسمى عند البعض بالأستثناء {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}، إذن العمل هو نقيض للخسارة بمعنى أنه يستوعب الزمن وحركته وينتج فيسبب لنا الفلاح أو الفوز.
ليس كل عمل هو تجاوز لأزمة الخسارة وليس كل فعل إنساني قادر على مجاراة الزمن واللحاق به من دون أن نفرط بالفوز، هنا يشترط النص محددين مهمين أو لنقل معيارين مهمين الأول الإيمان بقضية العصر(الزمن بمعناه الراهنية) وهذا الإيمان ضروري للتفريق بين مراحل الزمن وخاصة الذي يوازي حركة ووجود الإنسان، وثانيا أن يكون هذا العمل صالح بمعنى أنه يستهدف الإصلاح وأن لا يكون فاسدا منذ البداية، العمل الصالح هو العمل القادر على نقل الإنسان من دائرة القوة الإيجابية إلى دائرة الفعل الإيجابي المصلح والإصلاحي والقابل للأستثمار.
ترابط العمل مع تحديد النوعية والهدف منه يجب أن تكون أولويتنا القصوى حتى لا نخسر أكثر مما خسرنا وأن نضيع الفرص المتتالية للحد الذي لا يمكن لأحد أن يجسر المسافة بين الوجود والزمن، هذا إذا سر الصيغة القسمية التي وردت في النص الديني وهي محورها أحترام الزمن بدل الأنتظار أو تقبل الخسارة على أنها قدرنا الوجوبي، طبعا الفرق كبير جدا بين مقصدية النص ودلالاته العقلية وبين ما يفهم الكهنوت الذي يعيش ظاهرية النص وأفق دلالاته المحدودة بالبناء اللفظي له.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات عاشق .... مسافر مع الحروف
- صندوق جدتي وسفينة نوح
- قوة الأصالة الأجتماعية ونجاحها في مواجهة التغيرات الفكرية وا ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي ودورهما في بلورة ...
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح3
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح1
- أول الخطوات .... أخر الكلام
- مرة أخرى الإنسان خالقا ......
- لعنة موت متنقل
- الخديعة
- صناعة الفعل وتطور مفهوم الإرادة
- رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال
- من هو الله؟.2
- من هو الله؟.
- وما زال في جيبه رصاصة
- مفهوم الملك والملكية دستوريا ومفهومها في الإسلام
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح4


المزيد.....




- أمينة خليل والسعدني وشاهين بمسلسل -لام شمسية- في رمضان
- أحمد الشرع يكشف ما بحثه مع محمد بن سلمان في الرياض: -لمسنا ر ...
- نعيم قاسم: تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد 23 ف ...
- إيران تسدل الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو ...
- ترامب يقر بتداعيات حرب الجمارك وشولتس ينتقد تقسيم العالم بحو ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعودي في الري ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن -مدينة صاروخية- جديدة تحت الأر ...
- إسرائيل تفجر عددا من المنازل في مخيم جنين (فيديو)
- إعلام: نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بتأييد خطته لمواصلة الحرب ع ...
- وزارة النقل الأمريكية تصف نظامها لمراقبة الحركة الجوية بأنه ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني