أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر














المزيد.....

ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5231 - 2016 / 7 / 22 - 03:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحمل صاحب الإرادة والعزيمة في ذاته أملا لا ينقض، يحمل آمالا معبّرة عن رغبة دفينة فيه، فيتألّم بقسوة في سبيل اللحاق بأفقه الذي يرى فيه طوقا لنجاته، يعمل بجدّ، يحبُّ بلا خوف، يقاتل بشراسة ورحمة معا، ينحتُ الصخر من أجل الاجهاز على عقباته، يداري أفراحه بسنابل الحصاد طمعا في الرضى، ويعيد حساباته كلما تثاقلت قدماه، يعزل ذاته باستقالة فورية إن ما هي خانته، يجمع شتاته بعد كلّ إنكسار، وما أشدّ الانكسارات وقعا على الروح الحية حينما يكون مصدرها "ملجأ" الإنسان وأمانه!!
لمّا تتلمذتُ على يدي "أفيرواس" تعلمتُ بأنّ العالم والجاهل بينهما مسافة تضاهي تلك التي تفصل كوكب الأرض عن المشتري، لربما هي أطول أكثر، وكلا الحياتيْن لها مميزاتهما، وخصائص تجعل من الجهّال أدوات للعلماء في كلّ الأزمان، فلا يجوز أن نعيش في عالم بلا عبيد وأسياد؛ لكن!
أن يصبح الثقل الروحي مادة نزاع ودوران، أن تسيطر على الأيام نزعات الحجاب والمتثاقلات الصاغرات، أن يندب الفرد حظه فقط لأنه ولد في الظرف الخطأ وعلى الأرض الخطأ وعبد الآلهة الخطأ، أن يحمل كلّ منا صولجان سليمان بيده اليمنى وسيف أخيل بيده الأخرى، هذه كلها لدليل على أنّ الخنجر ذو ثمانية رؤوس وقع على ظهري حتى نزفت عيوني دمعا، وخطّ قلبي قصيدة الحزن ليترجمها عقلي غرورا كغرور المورسكيين في مواجهة حملة الصليب.
لم يكن سهلا أبدا أن يشقّ الفرد طريقه وحيدا وسط الضباب على أرض سكانها أكثر همجية من سكان الأمازون، لم يكن سهلا على الاطلاق أن يتفتت الصخر ليخرج من صلبه نهرا مبدعا يحاول الحفاظ على صفائه مهما كلفه ذلك من ضرائب وعقوبات، لم يكن في المتناول أن يصبر عمقي في كل ما مرّ به طمعا في زاوية يتخذها عرينا يحميه هو ومن أحبه دون أحد آخر، لم يكن من اليسر أن أكون إنسانا على أرض القراصنة المنحطين كهذه.
لقد صاغت السماء تعاليمها الذرية منذ البدء، ولكنني لم أحضر جلسة المصادقة عليها لدى اتخذوني كافرا بطقوس الآلهة، ثم سبحوا بحد ذكراي بعدما وسموا صدري بخريطة الأبدية حينما علّقوا جسدي على محراب نفاقهم، لم يقدر الموت على خطفي منهم، فهم أكثر قسوة من الموت ذاته، لم يحملوا لي سوى موظف يعتقد أنه ملك على سلطان من نبيذ يرحب بي في عالم "الجحيم" قائلا: "أهلا بك في "لالجيري" الجزائر"؛ وأية جزائر يقصد؟ هل هي جزائر الداي الحسان العربيد؟ هل هي جزائر أجدادي الذين خسروا من أجلها كل ما يملكون بسبب وشاية أمير اليوروهات والدينارات العتيد؟ هل هي جزائر الصورة والرقم على ورق لا يسمن ولا يغني من جوع؟ أم أنها جزائر الشعارات والتديّن؟ لربما هي جزائر الحفلات والتقليد؟ .. لا أعلم.
لطالما كرهتُ النفاق، ومقتُ المنافقين، حاربتهم بفؤادي وقلبي وعمقي وكل ما يصل إلى روحي قبل أي أمر آخر، أن تكون كاذبا فذاك شأنك، أن تكون متلاعبا بالحياة فتلك خطاياك وحدك، أن تلعب دور الذكي فتلك ميزتك الوهمية أنت، لكن أن تنكر جرمك فقط لعدم وجود إثباتات مادية على ما تقترفه في حقي، فتأكّد أنني لا أستسلم، أفضل الموت على طريقة "هكتور" بدل الاستسلام للغباء المخدر، ويوما ما، مهما بدى بعيدا، سأجلس وأرتب الأحداث بأدلتها المادية الصارخة، لأحصل على ما فاتني من غذاء الروح، من الحقائق كما وقعت على الأرض، ويومها تأكّد: لن أسامحك.
للحقيقة شمس أزلية تنبع من نار هيرقليطس، هي من سلالة الربة هيرا حين طوت تعاليم زيوس وراحت تغرد بعيدا عن عرشه، عندئذ تذكرت أن ابناءها سيصبحون عاقين مثل أمهم العاصية، من يحدد الصواب والعصيان؟
الشعور، المشاعر، الأحاسيس أو العواطف، هم أعضاء دائمين أمام سلطان الذات مهما كلفها من نجوى، وهي بذلك تدفع بيقينها نحو الفناء، فحين يلغي الضمير وجوده ذاتيـا، تسري الروح الأزلية في الوجود تلقائيا، وهي بذلك تحافظ على أناقة الجمال المتواجد حتى يبقى للحياة معنى، وللأمل مضمون.

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة
- معاني أسماءنا المكتوبة على جبين نيويورك
- التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة
- سرقة الزمن كأداة للاضطهاد الجماعي والبؤس الروحي بين أزمة الأ ...
- أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا
- بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله
- مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف
- دعاء الفحم
- ومع ذلك هناك ألم
- المسابقات الاكاديمية الجزائرية: حتى أنت يا بروتوس!؟
- ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟
- جوزفين (Joséphine): بإمكاني ان أوجد في الغرفة وخارجها في الو ...
- أرقام الرهبنة الثقافية
- تفاصيل العودة إلى التدبير، طلقات نحو جسد الماهية
- تسوّلٌ دقّ باب الفلسفة، ابتعد لأرى الشمس


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر