أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - لماذا (انجرليك)..وليس (علي ابن ابي طالب)














المزيد.....

لماذا (انجرليك)..وليس (علي ابن ابي طالب)


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5229 - 2016 / 7 / 20 - 03:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تجد العديد من المواقع ووسائل الاعلام الخليجية - وخاصة الموازية منها- اي غضاضة في اعادة النشر المكثف لتقرير مجهول النسب والكاتب "قواعد أمريكية جديدة في العراق لاستعمار بلاد المسلمين وضرب مشروع الخلافة", ولا جديد في هذا, ولكن هذه المواقع نفسها كانت بحاجة لاستحضار الخزين الاكبر من انعدام الحياء وهي تؤطر النص بصور احدى القواعد العسكرية الامريكية المنتشرة كالدغل على ارض ومياه وسماء دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد يكون هذا الفعل نموذجا جيدا للواقع الاعلامي والسياسي العربي الذي لا يشترط -بغالبه- العناية بمثل هذه التفاصيل اثناء تناول اي موضوع يخص العراق والعراقيين, فالامر لا يحتاج عادة الا حشو النص ببعض العبارات الطائفية والدس المستتر -بل والمعلن غالبا- للعبارات المهينة المسيئة لكرامة ووحدة الشعب العراقي, ليجد اي نص او مقال طريقه الى النشر واعادة النشر بالحاح ودأب حد الانتفاخ .. فالاهم اولا واخيرا هو انه لا احد يحاسب ولا احد يهتم بما يقال -حتى ان كان تدليسا بواح- اذا كان الامر يتعلق بالعراق..
كثير من النصوص -بل والموقف الاعلامي والسياسي للعديد من دول الاقليم- تتحدث بروتينية -وفجاجة -عن انتشار مزعوم للقواعد الامريكية في العراق وما يمثله ذلك من "استعمار بلاد المسلمين" واعادة تدوير للاحتلال, مما يؤدي الى "تمَكَّن الكفار من حكم المسلمين مباشرة", في اندساس وتعامي ساذج عن التزاحم الفظ للقواعد العسكرية مسبقة الدفع على ارض المسلمين "الاقحاح" دون العناية حتى بتبرير ذلك التواجد ولا مناقشة التناقض ما بين ذلك التوسع المفرط في نشر القواعد الاجنبية في "بلاد المسلمين" وضخامة فاتورة المشتريات العسكرية ..
نقرأ للدكتور هيثم مزاحم في معرض تناوله للقواعد العسكرية الأميركية في العالم, ان دول الخليج العربي تستضيف الاف الجنود وترسانة ضخمة يورد تفاصيلها واماكن انتشارها في جميع دول مجلس التعاون, ناهيك عن "تنويع" قائمة الدول التي تتواجد جيوشها على ارض ومياه الخليج حد ان تكون لتركيا قاعدة عسكرية في قطر, دون ان يؤثر ذلك الى رتابة الحديث عن "الاحتلال"الامريكي لارض الرافدين.
والمستغرب هنا ان يجد مثل هذا القيء الاعلامي المزمن اذانا صاغية لدى صانع القرار السياسي العراقي الذي يبدو انه يتأثر بشدة بهذه الافكار حد بناء سياساته بصورة مفرطة على قاعدة استرضاء الدول الوالغة بدم وكرامة ومقدرات العراقيين, ويتجلى ذلك بوضوح من خلال العناية المفرطة بتنكب كل المسارات التي لا تجد لها هوى في نفوس دول الغبن الجغرافي حتى تلك التي لها تأثير مباشر على امن وسلامة البلاد والعباد, ونجد غالبا شيء من الحرص على تسليك مواقف تلك الدول -بالصمت والتغافل والتهاون- حتى ما كان منها يتعارض مع مصالح العراق العليا.. بل ان بعض مواقف الحكومة العراقية تسهل على بعض دول الجوار ابتزاز قوى التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش والتكسب السياسي في مفاصل تكون عادة على حساب الجانب العراقي.
فالتهديدات التركية المتكررة بمنع الطيران الدولي من استخدام قاعدة انجيرليك الا تحت قائمة من المطالب التي تصل حد وضع الاشتراطات على مستقبل العراق ووحدة اراضيه ومستقبل عمليته السياسية, تثير السؤال عن الداعي لكل هذه الكلفة السياسية الباهظة مع امكانية -وقد لا يعجب هذا القول الكثير- استخدام القواعد العسكرية العراقية -كقاعدة بلد او علي بن ابي طالب مثلا- لانطلاق هجمات الطيران الدولي لضرب اوكار وتجمعات داعش وما يمثله ذلك من تطوير للجانب الامني والسياسي خاصة مع وجود اتفاقيات ثنائية تنظم مثل هذه العلاقات..بل ما الحاجة الى اشراك دول الجوار في قرارات الحرب والسلم العراقية مع رمزية -ان لم تكن سلبية - جهودها في دحر التنظيم.ولماذا نبقى تحت ابتزاز مصطلح الاحتلال في علاقاتنا مع دول الغرب حتى بعد الانسحاب الامريكي من العراق.
ان الحكومة العراقية مطالبة بتوضيح موقفها من الولايات المتحدة والتحالف الدولي وعدم التصرف حسب اشتراطات او متبنيات -او مخاوف- دول الجوار التي اثبتت التجارب المرة ان مطامحها تتعارض بصورة كاملة مع امال وتطلعات العراقيين, فهناك الكثير من النفاق في ان نمد يدنا الى التحالف من جهة ومن جهة اخرى نبني سياساتنا على ايقاع التقاطع والتشكيك والتخوين وضبط التصريحات والبيانات على قاعدة ارضاء دول الجوار..مع علمنا بانهم لن يرضوا عنا ولو ولج الجمل في سم الخياط.
ليست دعوة الى فتح البلاد امام التواجد الاجنبي بل للتفكر في امكانية تصحيح سياسات لم تؤت اكلها ولم تقوى على ردم فجوات ما زال الاخرون يعملون على تعميقها وادامتها, خاصة وان نتائج هذه السياسات لا تقاس بالمكاسب والخسائر السياسية انما تحسب بالدم والدموع والكرامة الوطنية المراقة.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الحاوي)..اردوغان
- عندما يتحدث كهرمان
- الاعلام الوطني العراقي..واقع وتحديات
- أبقوا -الميليشيات- خارج الموصل!!
- اصلاح الفوضى..أم فوضى الاصلاح
- الخليج في مهب التفاهم الروسي- الامريكي
- احداث بروكسل..عربياً
- الخليج..الولع بالخرائط الملونة
- شقشقة أوباما
- ضوء من اليمن..أم صراع اجنحة
- الارهاب والفساد..وجهان لجناية واحدة
- لبنان ..بين المر والأمّر
- ما بعد داعش..ما قبل التحرير
- احباطات السيد السفير
- آخر حروب الجنرال
- التقسيم..واقع..حلم.. أم طموح؟؟
- حديث الاستفتاء..نظرة من خلف الباب
- التقسيم.. ليس قدراً
- غزوة -السومرية-..المؤمن العراقي والجحر السعودي
- التصعيد السعودي في منتهياته


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - لماذا (انجرليك)..وليس (علي ابن ابي طالب)