أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمّد نجيب قاسمي - اردوغان من الانقلاب إلى الانحدار:














المزيد.....

اردوغان من الانقلاب إلى الانحدار:


محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كشف الانقلاب الأخير في تركيا المدبر أمريكيا والمبارك غربيا والذي نفذه الجنرالات المتربعون على هرم المؤسسة العسكرية المقربون من اردوغان عن تململ عظيم في الوضع التركي الذي بات بفعل السياسة الرعناء المبنية على المقولات الميكيافلية التي ترى ان الغاية تبرر الوسيلة يقف على بركان متفجر.حيث سعى اردوغان منذ سنوات الى المناورة مع الغرب والتحالف مع الصهاينة وعروش النفط الغبية الحاكمة في الخليج العربي والتآمر على جارته سوريا التي كانت تحتفظ معه بعلاقات ود وثقة . وظن أن النهوض بتركيا الحديثة لا يتم فقط ببناء مشروع وطني ناجح كما حققه الى حد بعيد بل يتم كذلك بالتوسع اقليميا على حساب العرب بالتامر على اصحاب المشاريع الوطنية فيهم والعمل على تدميرهم مستغلا علاقة متينة مع الصهاينة مرة جهرا واخرى خفية ومنتفعا من خيانة حكام عرب أثرياء وجبناء واستبداديين ومن تعاطف قوى أخرى ديدنها العيش على الاوهام.
وبعد النجاحات الكبيرة داخليا وخارجيا التي أثمرت نموا اقتصاديا وعلاقات متميزة تقريبا مع الجميع اندفع الزعيم التركي نحو حلم الزعامة الإقليمية متوجها إلى العرب على أنه النموذج الذي يجب أن يقتدى به فنسج الكثير على منواله في تسمية تشكيلاتهم الحزبية حتى باتت لفظتا"العدالة والتنمية"متداولة بكثرة في المصطلح الحزبي العربي وكأننا نتفطن إلى وجود هما لأول مرة في القاموس العربي.
وعاث اردوغان فسادا في الأمن القومي العربي فاضحى له وجود عسكري في شمال العراق واطماع في الموصل و شارك في دمار ليبيا وسعى إلى إدخال مصر في دوامة من الخراب وتحالف مع حركة الدعوشة بكل تلابيبها في تدمير سوريا بل انفتحت شهيته إلى الاستيلاء على شمالها الغني وخاصة في حلب الشهباء الصامدة .
ولقد كانت مقولاته ترتكز أساسا على
- وجود اقلية تركمانية في كل من سوريا والعراق وتناسى ان أقلية عربية هامة في تركيا كذلك
- تسويق نموذج ديمقراطي في الوطن العربي المتعطش حقا لها وتجاهل ان ديمقراطيته تسحق شعبا عظيما يعد لديه بالملايين وهم الاكراد الذين ظلمتهم الشعوب المحيطة بهم من كل جانب وهم العرب والايرانيون والاتراك - رفع شعار الإسلام والحال انه لم يفكر يوما في اعادة كتابة اللغة التركية بالحروف العربية حروف القرآن الكريم رغم انها كانت تكتب بها على مدى قرون طويلة ولم يتم اعتماد الحروف اللاتينية سوى منذ أمد قصير يقل عن القرن من الزمان. كما انه واصل في انخراط تركيا في منظومة الحلف الأطلسي ذات التاريخ الطويل في قتل أطفالنا واحتلال اقطارنا ونشر الخراب فينا .
وتحولت بذلك تركيا من دولة آمنة عموما و مزدهرة اقتصاديا ولاسيما في العشرية الاولى من القرن الحادي والعشرين إلى دولة راعية للإرهاب ومنصة كبرى له فاكتوى بنيرانه الجميع بل بدأ يرتد عليه داخليا حسب العبارة القرانية"انقلب السحر على الساحر" .بل أن حلفاءه الغربيين بدؤوا يعون خطورته عليهم عندما أصبح ممرا للقتلة إليهم من ناحية وساعيا الى توريطهم في حرب مدمرة مع الروس من ناحية ثانية
وفي النهاية ثقل ميزان اردوغان داخليا بوجود معارضة متنامية له بلغت ذروتها في غضب العسكر الذين تعرضوا إلى التهميش التام بالاقالات والمحاكمات وآخرها ما عاشوه مؤخرا من مهانة كبيرة عند افشال انقلابهم على يد الشرطة اساسا.كما ثقل ميزانه خارجيا فال الأمر على الأغلب بالأمريكان بتدبير انقلاب عسكري عليه رضيت عنه بقية الدول الغربية بسكوتها الواضح عن إدانته في البداية واكتفت بالمطالبة بتطبيق القانون واحترامه على الانقلابيين بعد ذلك.
ومن اللافت للانتباه أن أكثر المهتمين بأمر الانقلاب كان العرب حكاما وشعوبا فكان أن لزم اتباع اردوغان من الحكام جحورهم عند الاعلان عنه ثم خرجوا منها مهللين ومكبربن عند الفشل وهرولوا للتبريك وكأنهم حراس الديمقراطية. أما المهتمون بالشأن السياسي منا فتنازعوا تنازعا عظيما وتبادلوا الشتائم والاتهامات وكأن تركيا اصبحت قطرا عربيا .وتناسى الكثيرون انها احتلتنا قرونا طويلة وابقتنا في نفق طويل من التخلف وسلمتنا في طبق من ذهب إلى الاحتلال الفرنسي و البريطاني و الصهيوني مقابل الحفاظ على استقلالها هي.كما ان تركيا الاردوغانية نشرت فينا ا لدعوشة كما نشرت فينا تركيا العثمانية الدروشة



#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب في تركيا:انقلاب على الديمقراطية وليس على شخص اردوغا ...
- الماوردي وامارة الاستيلاء..التهريب في تونس ووزارة التجارة... ...
- المغالطة الكبرى :- داعش - خدعةٌ لا حقيقةٌ
- الخاصّ والمشترك في الحدث اللغوي والتحوّل في دلالات الألفاظ
- رسالة مفتوحة الى رئيس الحكومة في تونس
- غزوة -عاصفة الحزم- : من اليمن -دولة لا تشبهنا- إلى لوعة على ...
- قراءة هادئة في رواية ثائرة / - سفر حبر وبياض - لجليلة عمامي ...
- التّعليمُ فِي تُونِسً من مِصْعَدٍ اجْتِمَاعِيّ إلى مَسْرَحٍ ...
- رحلة شيقة إلى بلاد نفزاوة الساحرة ..بلاد المرازيق الأشاوس
- الْأَمَانَةُ ( قصة للأطفال)
- تحليل نصّ : - الشكّ طريقٌ إلى اليقين - للجاحظ
- نسبيّة المعرفة الحسّيّة
- ما يزال هنا ..عبد النّاصر
- أمريكا تحشد -الدّواعش - لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعر ...
- أمريكا تحشد -الدّواعش - لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعر ...
- اِنْقَطَعَ الْكَهْرَبَاء ..وَغَرِقَ النَّاسُ فِي الْعَمَى:
- الطَّرِيقُ إِلَى السَّعَادَةِ : عِشْ حَيَاتَك .... عِشْ أنْت ...
- مخاض الأحزاب السياسية قبل الانتخابات : من صعوبات الحمل إلى آ ...
- مَخَاضُ الأَحْزَابِ السِّيَاِسيَّةِ قَبْلَ الانْتِخَابَاتِ : ...
- كُرْدُسْتَانُ الْعِرَاقِ مِنَ التَّشْرِيدِ ...إِلَى التَّشْي ...


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمّد نجيب قاسمي - اردوغان من الانقلاب إلى الانحدار: