أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمّد نجيب قاسمي - الانقلاب في تركيا:انقلاب على الديمقراطية وليس على شخص اردوغان














المزيد.....

الانقلاب في تركيا:انقلاب على الديمقراطية وليس على شخص اردوغان


محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانقلاب في تركيا:انقلاب على الديمقراطية وليس على شخص اردوغان
لا خلاف في أن ما حدث في تركيا يوم 15 جويلية 2016 هو أمر داخلي يهم الشعب التركي بدرجة أولى فكان تفاعله معه بما رآه مناسبا .ولذلك لا حق لأحد من غير الأتراك الاعتراض على ردة فعله. بيد أن السياسة الخارجية التركية مؤخرا تمتلك مشروعا إقليميا له أنصاره وله معارضوه وخاصة في البلاد العربية ولذلك اختلف الناس فينا في تقدير ما حدث بين مؤيد ورافض وكان المقياس اساسا الموقف التركي مما يحدث في سوريا .ولذلك لم يضف الامر كثيرا على واقع اختلافاتنا في هذا الجانب. ومما يثير القلق حقا أن عدا ءاتنا تفجرت أكثر وازدادت حدة بهذه المناسبة.
واذا كان من البديهي القول إن السيد اردوغان نجح على مدى سنوات في النهوض بتركيا اقتصاديا وسياسيا ووجد بذلك صدى عند شعبه فحماه بصدور عارية أمام الدبابات فإنه من البديهي القول أيضا إن الشعب التركي ينعم في العموم بديمقراطية ارتضتها غالبيته ونفر من سياسة الانقلابات والعسكر التي عرفت بها تركيا عقودا من الزمن رغم ما يقال حقا عن حقوق الشعب الكردي خصوصا .ولهذا فمن ابتهج بفشل الانقلاب يفترض ان يبتهج على اساس الانتصار للديمقراطية ورفض الانقلابات العسكرية واحترام سيادة الشعب التركي والاقتداء بمشروع وطني تركي ناجح عموما .اما الابتهاج على اساس ايديولوجي بحت فهو لا يؤخر ولا يقدم كثيرا. اما الانتصار للانقلاب من باب الاكتواء بسياسة اردوغان الخارجية وخاصة عبثه بالسلم والامن في سوريا والتحالف مع قوى معادية ومجرمة كالامريكان والصهاينة والدواعش والعروش الخاوية الحاكمة في الخليج العربي فهو وان بد مغريا فهو في النهاية اصطفاف ضد الديمقراطية ومن باب التدخل في شؤون الآخرين .
وقد كشفت المواقف الرسمية في سوريا وإيران وروسيا عن تعامل رصين ومحنك مع هذا الظرف الطارئ. فسوريا لم تعلن أية موقف مساند للانقلابيين بل تعامل اعلامها مع ما يجري بكل حرفية حيث اقتصر على الأخبار دون تعليق كما عبرت إيران وروسيا عن احترامهما للديمقراطية وما اختاره الشعب التركي.بل ان اليونان ذات الحكومة اليسارية والعدو التاريخي لتركيا وقفت صد الانقلاب منذ اللحظات الاولى.
وكانت المواقف الغربية مسترابة مما ينبئ عن أمر مدبر بليل.وهذا ما يدعونا إلى التكهن بأن الانقلاب أمر مدبر من بعض تلك الدوائر وهنا نشير مباشرة إلى وزارة الدفاع الأمريكية أساسا.
ان الانقلابات لا تحدث في الدول ذات الوزن الإقليمي سوى بمساندة او تدبير من القوى الكبرى ولم تبق من الدول الكبرى سوى أمريكا التي لها باع وذراع في تركيا وجيشها اذ هي من تسلح ومن تدرب وليس هناك غيرها من له تاثير ولو ضئيل هناك.ومن المعلوم ان هناك صراعا خفيا بين توجهات وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون ووزارة الخارجية التي هندست سياستها الشرق اوسطية المرشحة الحالية للرئاسية المقبلة هيلاري كلنتون.فالبنتاغون ضاق ذرعا بالحروب ويسعى الى وضع حد لسياسة الفوضى الخلاقة ليعيد حساباته وينظم الكاووس العظيم الذي بات يهدد الجميع دما وقتلا وتهجيرا بالمفخخات والاسلحة وحتى بالوسائل المدنية العادية كالشاحنات والسكاكين.وقد ضاق ذرعا أيضا بسياسة اردوغان ومن يقودهم من العرب لمنافسة الامريكي وخاصة الصهيوني في البلاد العربية حيث انه لم يعد من الممكن وضع حد لاتجاهه شرقا لا سيما انه لم يعد مهموما بالتوجه غربا فقد انعدمت المغريات في الاتحاد الأوربي الذي بدأ يتفكك .
فمن الممكن جدا أن تكون دوائر في البنتاغون قد خططت سرا مع الداعية الاسلامي
فتح الله غولن وهو موجود في امريكا للانقلاب على اردوغان لتمهيد الطريق لفوز ترامب امام كلنتون في نوفمبر القادم ولم يكن في الحسبان راي الشعب التركي لأن السذاجة الهمتهم ان كليهما إسلامي وان الاسلامي الاول بدا يكبر اكثر من اللازم والاسلامي الجديد مازال صغيرا وتحت السيطرة.
ومن المفيد استخلاص الدروس مما حدث.وأبرزها أن :
-ان سياسة الانقلابات ولت وأن الشعب قادر على حماية اختياره .
- لا أمان في الأمريكان مهما كان الانخراط في مشاريعهم وانهم حتما يتبعون ما كان يفعله بروكيست بضيوفه (وهذا له قصة عجيبة)فاما البتر لمن تطاول او تضخيم الضعيف.
-لا بهجة ولا فخر سوى في المشاريع الوطنية الناجحة أما مشاريع الآخرين فلن تفيدنا في شيء وان اعجبتنا.



#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماوردي وامارة الاستيلاء..التهريب في تونس ووزارة التجارة... ...
- المغالطة الكبرى :- داعش - خدعةٌ لا حقيقةٌ
- الخاصّ والمشترك في الحدث اللغوي والتحوّل في دلالات الألفاظ
- رسالة مفتوحة الى رئيس الحكومة في تونس
- غزوة -عاصفة الحزم- : من اليمن -دولة لا تشبهنا- إلى لوعة على ...
- قراءة هادئة في رواية ثائرة / - سفر حبر وبياض - لجليلة عمامي ...
- التّعليمُ فِي تُونِسً من مِصْعَدٍ اجْتِمَاعِيّ إلى مَسْرَحٍ ...
- رحلة شيقة إلى بلاد نفزاوة الساحرة ..بلاد المرازيق الأشاوس
- الْأَمَانَةُ ( قصة للأطفال)
- تحليل نصّ : - الشكّ طريقٌ إلى اليقين - للجاحظ
- نسبيّة المعرفة الحسّيّة
- ما يزال هنا ..عبد النّاصر
- أمريكا تحشد -الدّواعش - لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعر ...
- أمريكا تحشد -الدّواعش - لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعر ...
- اِنْقَطَعَ الْكَهْرَبَاء ..وَغَرِقَ النَّاسُ فِي الْعَمَى:
- الطَّرِيقُ إِلَى السَّعَادَةِ : عِشْ حَيَاتَك .... عِشْ أنْت ...
- مخاض الأحزاب السياسية قبل الانتخابات : من صعوبات الحمل إلى آ ...
- مَخَاضُ الأَحْزَابِ السِّيَاِسيَّةِ قَبْلَ الانْتِخَابَاتِ : ...
- كُرْدُسْتَانُ الْعِرَاقِ مِنَ التَّشْرِيدِ ...إِلَى التَّشْي ...
- مِنْ قَهْرِ الْحُكَاّمِ إِلَى انْفِلَاتِ الشُّعُوبِ ... مَا ...


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمّد نجيب قاسمي - الانقلاب في تركيا:انقلاب على الديمقراطية وليس على شخص اردوغان