فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 20:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أکثر من 36 عاما، و النظام الديني المتطرف يبذل کل مابوسعه من أجل عزل المقاومة الايرانية و خنق صوتها و عدم تمکينها من التحرك و مواصلة النشاط، وإن المعنيين بالشأن الايراني يعلمون المبالغ الطائلة التي خصصها هذا النظام من أجل القضاء على المقاومة الايرانية وبالاخص منظمة مجاهدي خلق التي تشکل العصب الرئيسي لهذا المقاومة، لکن و على الرغم من عدم تکافٶ الصراع و المواجهة بين هذا النظام و بين المقاومة الايرانية، لکن الاخيرة ظلت ليست صامدة و تقاوم الهجمات الشرسة للنظام وانما بدأت أيضا بهجماتها المضادة ضده و التي صار العالم يشهد قوة تأثيراتها على النظام.
النقطة المهمة جدا التي يجب أن نشير إليها هنا، هو إن نظام الملالي عندما أراد محاصرة و تحجيم المقاومة الايرانية فإنها ردت عليه بإنطلاقتها الاقليمية و عندما جند النظام إمکانيات هائلة من أجل تحديد تحرکاته و نشاطاته إقليميا فإن المقاومة الايرانية تحرکت على الصعيد الدولي و إکتسبت بعدا و عمقا عالميا، وهو ماأثبت بإن النضال الذي تخوضه هذه المقاومة ذو طابع خاص لايمکن أبدا لهذا النظام من السيطرة و التأثير عليه.
التجمعات السنوية للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، والتي هي في الحقيقة عبارة عن مهرجانات دولية ذات تنظيم دقيق أشادت به مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية على الدوام، شهد في هذه السنة تحولا و إنعطافة نوعية ملفتة للنظر عندما شهد حضورا مکثفا و على مختلف الاصعدة و هو الامر الذي أقلق نظام الملالي کثيرا و دفعه من فرط يأسه و إحباطه لإستدعاء سفيري فرنسا و مصر في طهران و تسليمهما مذکرتي إحتجاج إعتراضا على حضور قادة و سياسيين عديدين من البلدين فيه، هذا إذا ماوضعنا جانبا الحملة المسعورة التي أشعلتها وسائل أعلام الملالي الصفراء ضد هذا التجمع و من شارك فيه، لکن، وکما أکدت الکثير من الاوساط الاعلامية، فإن لافائدة حصل عليها النظام من وراء کل ذلك الصخب و الفوضى العقيمة التي أحدثها بل وحتى إنها کانت أشبه ماتکون بزوبعة في فنجان.
الحقيقة التي باتت تحطم أعصاب قادة و مسٶولي نظام الملالي في طهران، هي إن المقاومة الايرانية و بالاضافة لحضورها التنظيمي و الفکري و السياسي في داخل إيران فإن لها أيضا عمق و إمتداد إقليمي، الى جانب بعد عالمي مميز أکده و بصورة خاصة جدا التجمع الاخير الذي أقيم في باريس، وإنه و بعد کل هذا فإن النظام يعلم بأن المقاومة الايرانية تعمل و تسعى من أجل الاعداد للإنقضاض على النظام في الوقت المناسب و تخليص ايران و المنطقة و العالم من شره و عدوانيته المفرطة.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟