أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - في تركيا . .فشل الانقلاب وسقط النظام














المزيد.....

في تركيا . .فشل الانقلاب وسقط النظام


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تركيا
فشل الانقلاب وسقط نظام الحكم
ادهم ابراهيم
عندما اعلن عن الانقلاب في تركيا ، لم يكن لنا رأيا منحازا الى الانقلابيين او الى نظام الحكم وقلنا لننتظر الساعات القليلة القادمة . وعندما اصبح الصباح ، اشرقت الشمس على فشل الانقلاب واندحار الانقلابيين . اننا بصورة عامة ضد الانقلابات مهما تكن واينما تكون . ولكن قدرنا يسوقنا احيانا الى الانقلاب لعدم وجود وسيلة فاعلة لتغيير نظام الحكم ،. خصوصا اذا كان نظام الحكم دكتاتوريا او جاء على دبابة . ولكن في تركيا نظام حكم ديمقراطي وان تاييد الانقلاب هو انتكاسة للفكر الحر الليبرالي . . وعلى كل حال فان الانقلاب قد فشل رغم ان فرص نجاحه كانت اكبر من فشله ،. ولكن ربما كان السبب الرئيس في ذلك عدم وضوح خارطة الطريق المقترحة لما بعد الانقلاب لعدم وجود اي منهاج للحكم ، اضافة الى مجهولية الاشخاص القائمين على الانقلاب . وسيتضح في قابل الايام الاسباب الحقيقية لفشل الانقلاب . ولكن الذي نعرفه الان ان الشعب بكل طوائفه واحزابه قد اجمع على معاداة الانقلاب ،. لا حبا بنظام حكم اردوغان ، ولكن كرها بالانقلاب العسكري وكرها بالعسكر ، رغم ان دستور تركيا الذي وضعه اتاتورك قد جعل من القوات المسلحة حامية للدستور وللعلمانية كنظام حكم . . ولكن الشعب التركي يتذكر جيدا المآسي التي حلت به بعد كل انقلاب عسكري ،. وقيام العسكر بالتنكيل باليساريين والاسلاميين والاكراد على حد سواء . ولذلك اصبح الشعب كل الشعب ضد الانقلاب ، وهذا هو السبب المباشر والظاهري لفشل الانقلاب .. . وفي كل الاحوال فان الشعب قد نجح في افشال الانقلاب والانتصار للديموقراطية ، رغم انها قد جاءت بحزب اسلامي على راس الدولة ، ولكن هذا الحزب لا يشبه حزب الاخوان المسلمين في مصر . . ففي مصر كانت قيادة الاخوان قيادة رجعية متخلفة فشلت في ادارة دفة الحكم خلال عام كامل ، والشعار الذي اطلقوه خلال سنين طويلة بان الاسلام هو الحل ، لم يقدموا اي حل في اي مفصل من مفاصل الدولة . فسقط الاخوان وسقط حكمهم بانقلاب السيسي . اما في تركيا فان الحزب الحاكم قد طرح مشروعا للتنمية ، مع وعد بعدم فرض القوانين الاسلامية وعدم التخلي عن العلمانية كنظام حكم ، اضافة الى عدم تبديل الحروف اللاتينية . ان الحزب الاسلامي في تركيا كان اكثر تحضرا من بقية الاحزاب الاسلامية ، ربما لقرب تركيا من اوروبا وتاثرها بالحضارة المدنية ولديموقراطية الاوروبية . وقد نجح الحزب فعلا في مفاصل عديدة من الدولة ، وخصوصا في مجال التنمية الاقتصادية ، حيث شهدت السنوات الاولى من حكم الحزب ازدهارا ملموسا ، كما انه حافظ على برنامج عمله وتعهداته للشعب . ورغم ذلك وجدنا اخفاقا في سياسة الدولة الخارجية وتخبطها ، وقد عزز هذا الاخفاق النزعة الفردية للسيد اوردوغان ، الذي ما ان غادر رئاسة الحكومة حتى استلم رئاسة الدولة ، وبقي على راس الحزب الحاكم ، لا بل انه تنازع السلطة مع رئيس الوزراء السابق داووداوغلو ، الذي لم يرق له مخالفة الدستور والاستيلاء على صلاحياته ، فقدم استقالته ، وجاء رئيس الوزراء الجديد بن علي ، التلميذ المطيع لرئيس الحزب . وربما كان هذا واحدا من الاسباب التي دعت الى تمرد الجيش وقيام كتائب منه بمحاولة الانقلاب .
وبعد فشل الانقلاب . . نجد ان السيد اوردوغان الذي نجح في قيادة الدولة وفي التنمية الاقتصادية والادارية وخصوصا في السنوات الاولى من الحكم ، نجده الان ينتهز فرصة الانقلاب الفاشل ليتخلص من كل خصومه دفعة واحدة ليتفرد بالسلطة اكثر فاكثر ، وهو سائر على مايبدو باتجاه مغاير تماما للنظام الديموقراطي الذي جاء به الى السلطة . كما ان المظاهر الاخيرة للسلطة في تركيا نراها تذهب بعيدا عن مبادئ حقوق الانسان ، وقيامها بالتنكيل بطريقة لا انسانية بكل من شارك بالانقلاب ، دون مراعاة ان البعض منهم ما كان الا منفذا لاوامر قادته العسكر ، اضافة الى قيام السلطة باعتقال آلاف العسكريين ، وعزل آلاف القضاة والموظفين العموميين . وتقوم حاليا باكبر عملية تطهير للجيش والحكومة ، سابقة بذلك قرارات المحاكم الواجب سيادتها على المشهد الحالي . كما تلوح باعادة عقوبة الاعدام لتصفية الخصوم تصفية جسدية ، مخالفة بذلك اتفاقية حقوق الانسان الموقعة مع الاتحاد الاوروبي ، الذي ترغب تركيا بالانظمام اليه منذ زمن ليس بالقصير .
ان حكام تركيا ينزعون الى التخلي عن كل وعودهم السابقة للشعب ، يضيفون بذلك فشلا جديدا بع فشلهم في الاستمرار بالتنمية الاقتصادية ، التي نجحوا بها في بداية حكم الحزب .
ان الاحزاب ، وفئات المجتمع التي احبطت الانقلاب ستشعر عما قريب بخيبة الامل من اسلوب وطريقة الحكم بعد الانقلاب الفاشل . . . انها مؤشرات قوية على بداية الانهيار وسقوط النظام بنظر الشعب اولا ثم بنظر دول العالم المساندة له ، اضافة الى النزعة الديكتاتورية والانتقام من الخصوم . . وبذلك فان نظام الحكم في تركيا سوف يغادر نهائيا شرعيته وحقه في ادارة الحكم .
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوادر الانفراج . .والعد التنازلي
- لماذا يخبؤون اجهزة كشف المتفجرات ؟
- تداعيات اجتثاث البعث
- قرار المحكمة الاتحادية . . يكشف الكذب والنفاق
- لا تسلني من اكون . . انا سني الابوين شيعي الفكر والهوى
- العراق بين التقسيم وتقبل الآخر
- هل سيكون العبادي غورباتشوف العراق
- اعادة تنظيم الحشد الشعبي
- من الاصلاح والفلوجة الى الموصل . . مهمات غير منجزة
- تعذيب النازحين . . اعظم هدية لداعش ولدعاة التقسيم
- هل فقدنا الهوية الوطنية
- مؤتمر باريس . . . ما اشبه اليوم بالبارحة
- ديموقراطية البنادق والتضليل
- الطريق المسدود . . والسيناريوهات المحتملة
- الدراسات الحديثة للتاريخ
- الدين . . بين العقل والقلب
- مشروع المالكي الجديد
- امريكا . . . من ابو طبر الى اوراق بنما
- تحالف القوى . .. الموقف الانتهازي
- التكتلات السياسية . . . والبركان القادم


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - في تركيا . .فشل الانقلاب وسقط النظام