|
الموقف الديموقراطي من الانقلاب العسكري في تركيا ..
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 13:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشرت على صفحتيَّ على الفيسبوك وتويتر، و في الدقائق التي كان الانقلاب العسكري في تركيا يتقدم بسرعة ويسيطر على مفاصل مهمة من العاصمة منشورا سريعا رفضت فيه الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب وحكومته وقد وردت عدة تعقيبات على المنشور في صفحتي هذه والصفحات الصديقة رددت على أغلبها في حينه و بهدف التوضيح والترويج لبعض بديهيات الديموقراطية وحقوق الإنسان التي يتناساها البعض في غمرة غضبهم النبيل أو غير النبيل و اندفاعهم العاطفي الذي يمكن تفهمه أنشر هنا بعض ردودي.
إن كل انقلاب عسكري ضد رئيس وحكومة منتخبة وفق معايير عالمية ومعترف بها من المعارضة في بلدها يعتبر عمل لا شرعي و إجرامي تجب إدانته سواء كان ضد الرئيس الماركسي سلفادور الليندي في تشيلي أو الإخواني محمد مرسي في مصر ، أما الانقلابات والانتفاضات العسكرية ضد انظمة استبدادية اوتوقراطية عميلة للدول الأجنبية لا تعرف الديموقراطية ولا الانتخابات في مقبولة وإيجابية ويبقى الموقف من النظام المتولد عنها رهنا بطبيعة هذا النظام وموقف الشعب منه. وما حدث ليلة البارحة في تركيا هي محاولة انقلابية ضد رئيس وحكومة منتخبين تجب إدانتها والتضامن مع الشعب التركي صاحب الحق الوحيد في انتخاب و خلع حاكميه بغض النظر عن الموقف الشخصي من هذا الرئيس التركي المنتخب أو ذاك و سياسياته الخارجية وإدارته لعمليات القمع ضد مكون قومي كبير من المجتمع في الدولة التركية وهم الأكراد و ارتباطاته ودعمه أو سكوته المتواطئ مع العصابات التكفيرية " داعش " و أخواتها... أما الموقف من انتفاضات شعبية تبدأ سلمية ثم تتطور الى عصيان مدني شامل تتوجه انتفاضة مدنية وعسكرية ضد نظام استبدادي فهي عمل ثوري يجب تأييده و دعمه و المشاركة فيه دون تردد .
وحول تعليق قال صاحبه ما معناه ان نظام نوري المالكي عندنا منتخب أيضا فهل ينبغي رفض الانقلاب ضده ؟
علقتُ : إن المالكي ومن قبله ومن بعده لم ينتخبهم الشعب العراقي بل جاؤوا بصفقات سرية وفق معادلة نظام جاء به احتلال اجنبي قائم على المحاصصة الطائفية والعرقية و بدون وجود حتى قانون احزاب ، ومع ذلك وحتى هنا فانا ضد الانقلاب العسكري في الحالة العراقية ولكني مع انتفاضة شعبية تسقط هذا النظام قد تتطور عن عصيان مدني شامل ... وبعد كل شيء فلكل انسان قناعاته ولكن هناك ثوابت على من يدعي الديموقراطية وحقوق الإنسان التمسك بها وسبق وان وقفت ضد انقلاب السيسي ضد الرئيس الإخواني المنتخب في مصر مع إنه كان رئيسا فاشلا بكل المقاييس الجيوسياسية ولكن الثوابت تبقى ثوابت ولا يغير منها حالة نفسية أو رد فعل ذاتي و آخر ما يهمني في هذا الصدد هو ما يقوله الآخرون عن قناعاتي الشخصية طالما كنت احترم حق الاخرين في التعبير عن قناعاتهم ويحترمون حقي نفسه. باختصار : لا يمكن المقارنة بين الوضع في العراق و في تركيا ، واذا كان الرئيس التركي أردوغان قد اخطأ وارتكب تجاوزات وهذا اكيد فالشعب التركي وحده له الحق في محاسبته.
الانقلاب التركي كمان وكمان : ما تزال أسرار الانقلاب العسكري التركي الفاشل تتكشف رويدا رويدا، وسط تضارب شديد في معلوماتها و غموض مصادرها، ولكن يبدو أن التقارير الأولية التي تحدثت عن إفشال الانقلاب من قبل الولايات المتحدة الأميركية كانت تفتقر لأدنى قدر من الصدقية، وكنت قد نشرت واحدا منها ثم حذفت مع توضيح الأسباب. انشر هنا تقريرين أو مقالتين رصينين الأول للباحث التركي أزغي باصريان (أكاديمي زائر في كلية سانت أنطوني بجامعة أوكسفورد) نشره موقع البي بي سي البريطانية . وتقريرا آخر نشرته صحيفة " نيزافيسيمايا غازيتا " الروسية. في التقرير الأول يقدم باصاريان خلفية مفيدة لصراعات العسكر مع الحكومات المدنية المنتخبة في تركيا وعن حركة وشخصية فتح الله غولن ثم يطرح ثلاث نظريات حول الطرف المسؤول عن الانقلاب يمكن تلخيصها بالتالي : الأولى والتي لا يؤيدها باصاريان، يعتقد أصحابها ( أن إردوغان من يقف وراءها، وأنها "عملية مزيفة" أراد إردوغان من خلالها كسب المزيد من السلطة، ولكن المنطق يشير إلى أن الحدث أبعد ما يكون عن عملية مزيف).والثانية والتي تتبناها الحركة الكردية تعتقد أن العلمانيين الكماليين الموجودين في الجيش، خدعوا أتباع فتح الله غولن وقرروا الإطاحة بهم من خلال تنفيذ هذا الانقلاب الذي سيدفع أردوغان إلى تطهير الجيش من أنصار غولن ويتحرك لتطهير الجيش والدولة منهم. ولا يصرح الباحث برأيه في هذه النظرية. والنظرية الثالثة التي أعلن عنها أحد مسؤولي الشرطة، تشير إلى أن حكومة العدالة والتنمية كانت تخطط لاعتقال انصار حركة غولن في الجيش يوم 16 يوليو/ تموز، وعندما علموا بهذه الخطط قرروا تنفيذ انقلاب عسكري سريع في يوم 15 يوليو/ تموز، لذلك ظهر بشكل مرتبك وغير منظم.ثم يختم باصاريان مقالته بمجموعة من الأسئلة النقدية الحصيفة والشكاكة الجديرة بالتمعن والبحث عن إجابات. أما المقالة الثانية للصحيفة الروسية سالفة الذكر فهي تكاد تجزم بأن واشنطن كانت وراء الانقلاب وتطرح مجموعة من الحجج التي تؤيد ما تذهب اليه ومن ذلك ما أعلنه وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو أن "العسكريين الذين يخدمون في هذه القاعدة ضالعون في التخطيط لهذه المحاولة الانقلابية، ومحاصرة القوات الموالية لأردوغان لتلك القاعدة و قطع الهرباء عنها ومنع الطرائرات من الهبوط او الاقلاع منها والاتهامات التي وجهت علنا لواشنطن ورد عليها وزير الخارجية الأميركية بقوة ... الخ وتضيف صحيفة " نيزافيسيمايا غازيتا " أن الانقلابيين كانوا يستهدفون روسيا بانقلابهم وليس حكم أردوغان فقط ، مستدلة على ذلك من وجود الطيار الذي أسقط القاذفة الروسية شمالي سوريا ضمن الانقلابيين و تصريحات أدلى بها عمدة انقرة تؤكد ذلك الاستهداف وتفاصيل أخرى ويبقى كل هذا التحليل قابلا للأخذ والعطاء النقدي المتمعن: يمكن مطالة نص التقريرين باستعمال رابطيهما في خانتي التعليق الأولى والثانية... تقرير الباحث التركي أزغي باصريان http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/07/160717_who_was_behind_turkey_coup_attempt?ocid=socialflow_faceboo
تقرير صحيفة " نيزافيسيمايا غازيتا " الروسية https://arabic.rt.com/press/832757-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7/
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العسكريون الأميركيون قادمون لسرقة الانتصار في الموصل
-
مناقشة فيديو :المخطط التركي لابتلاع الموصل بالتعاول مع النجي
...
-
تدخلات حزب الله اللبناني في العراق وأضرارها
-
يحيى الكبيسي وسالم الجميلي والتهديد بأجيال جديدة من داعش وال
...
-
ماذا قال الجميلي عن الحشد وانتهاكات الفلوجة؟
-
من أكاذيب الإعلام الأصفر خلال معركة الفلوجة
-
أثيل النجيفي ينحاز صراحة لداعش بدعم تركي وأميركي
-
متابعات/شهادتان متناقضتان عما يحدث في الفلوجة
-
عن الفرق بين تويتر والفيسبوك: حملة إعلامية أم همروجة بائسة؟
-
أسامة النجيفي وخلط الحق بالباطل
-
مرجعية السيستاني ودورها منذ 2003 .. حوار في العمق
-
وكتلة الأحرار العابرة و ثلة الحكيم ومبادرة العطية
-
ج2/ التعريب السياسوي للكتلة التاريخية
-
السفارة الأميركية تلعب بالنار و يجب تطويقها سلميا!
-
ج1/ التعريب السياسيوي للكتلة التاريخية
-
ج2/ - الكتلة التاريخية- عراقيا -تفكيك المصادرات
-
ج1 / - الكتلة التاريخية- عراقيا -تفكيك المصادرات
-
ما حقيقة العلاقة بين المرجعية السيستانية والصدر والحكيم والم
...
-
أخر خطاب للصدر وقضايا أخرى
-
العبادي وخصومه محقون لأنهم على باطل
المزيد.....
-
شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت
...
-
-لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل
...
-
وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت
...
-
شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان
...
-
شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف
...
-
باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف
...
-
أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
-
لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
-
-فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|