أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف وهبي - ملحمة أنوال التاريخية














المزيد.....

ملحمة أنوال التاريخية


يوسف وهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 03:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل لنا أن نعي الأدوار الملقاة على عاتقنا؟

على مدى اثنين وسبعين يوما صيف 1921، خط الشعب المغربي بمنطقة الريف آيات من التضحيات والبطولات في مواجهة الاستعمار الاسباني بعد أن استباح هذا الأخير أرضه وعمل على النيل من كرامته وحريته، بانتصاره في معركة أنوال التاريخية. لقد مثلت منعطفا حاسما في مواجهة المستعمر بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي.
ونحن نعيش الذكرى الخامسة والتسعين لانتصار أنوال التاريخي، لابد وأن نقلب في صفحاتها المجيدة ونستحضر دفاترها المؤجلة، وقد آن موسم استحقاقها الفعلي. إذ لا يخفى على الشرفاء وعموم الكادحين حجم الاستغلال والاضطهاد الطبقيين الذين يعيشهما الشعب المغربي الآن، وبخاصة طبقته العاملة المكافحة. لذلك، لن نسترسل في إعادة كتابة كرونولوجيا معركة أنوال والأحداث التاريخية المصاحبة لها (بحكم توافر المراجع والكتابات عن تلك الحقبة)، بقدر حاجتنا الى استخلاص عبرها ودروسها.
إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يرزح تحت نيره الشعب المغربي جراء المخططات الطبقية للنظام القائم والمملاة من دوائر القرار العالمي الامبريالية (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي...)، بالإضافة الى كل أشكال الاضطهاد السياسي، كصورة من صور السيطرة الطبقية، هو ما يدفع الشعب المغربي نحو الانتفاض وإبداع صيغ المقاومة الشعبية (إضرابات، اعتصامات، انتفاضات شعبية...). لكن، يبقى غياب المعبر السياسي الثوري عن الطبقة العاملة كطبقة ثورية صاعدة وعموم الشعب الكادح، يجعل من كل هذه التضحيات غير ذي جدوى في المدى المنظور (على الأقل) رغم قوتها وعظمتها. إنه وفق سيرورة تاريخية معقدة حتما، ستبقى التجارب المتراكمة لهذا الشعب تحفز طلائعه المتقدمة على مواصلة إبداع أشكال النفاذ الى الواقع الملموس والعمل على تفكيك تعقيداته بغاية الإجابة العلمية والعملية بما يسمح بالنهوض الثوري المنظم.
إن انتصار أنوال التاريخي لم يأت اعتباطا أو من خلال الغوص في مستنقعات التلاسن والمزايدات الرخيصة، بل توافرت أسباب نجاحه وانتصاره. أولا، التفاف جماهير الريف حول قيادة موحدة تمثلت في جيوش القائد البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، بالإضافة الى التنظيم والتخطيط المحكمين والاستفادة من نقاط القوة المتوفرة آنذاك حيث المعرفة الدقيقة بجغرافية المنطقة، والمجندين وسط العدو لمعرفة تفاصيله، كما والهيكلة بما يتوافق وعدد وعدة المقاومين البواسل.
صحيح أن الشكل التنظيمي مختلف على ما هو مدرج اليوم، حيث غياب الطبقة العاملة بداية القرن العشرين، كما أن التشكيل الاقتصادي والاجتماعي كان مبنيا حول الأرض بالأساس، وهو ما أنتج الشكل القيادي بحجم ثورة الريف المغتالة، لكنه يبقى الشكل الناجز للانتصار التاريخي لمعركة أنوال. الآن، وبعد السيطرة الامبريالية الكاملة الى جانب حليفتيها الرجعية والصهيونية وعلى مختلف المستويات (العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والإعلامية...) وبتعاون وثيق والبورجوازية الكبيرة (الكومبرادور والملاكين العقاريين...)، وبالمقابل اكتساب الطبقة العاملة المغربية للخبرات ومعها كل الشعب الكادح، وباعتبار الطابع الاجتماعي للعمل، يبقى الانخراط في بناء التنظيم الماركسي اللينيني الحديدي هو الشكل الأرقى والمهمة الجوهرية لتوجيه كل هذا الصبيب النضالي والاستفادة القصوى من كل هذه التضحيات الجبارة للشعب المغربي.
إن هذه المهمة التاريخية الملحة هي ما يجب أن ينتدب من أجلها المناضلون الثوريون، الماركسيون اللينينيون، وذلك بالحضور في معمعان الصراع الطبقي ومن داخل الحركة الجماهيرية، أي وسط نضالات العمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين، كمحاولة مستمرة لاكتساب الخبرات وبناء الأشكال الجنينية للعمل التنظيمي وسط المعنيين بالتغيير الثوري، حيث هم أصحاب الفعل الثوري باعتبارهم المنتجين الفعليين للثروة. أما كل ما عدا ذلك من زعيق وتفاهات الهامش، هو فعلا خارج عن الحركة الجماهيرية، ولا يعدو أن يكون شكلا من أشكال العمل البورجوازي الصغير حتما سيتم كنسه الى مزبلة التاريخ.

فلتحيا الطبقة العاملة المغربية.
المجد والخلود لشهداء الشعب المغربي.



#يوسف_وهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة وفاء في ذكرى استشهاد مصطفى الحمزاوي..
- في ذكرى الشهيد محمد كرينة: لا يكاد يجف دم شهيد حتى تسيل دماء ...
- يوم الأرض الفلسطيني ( 30 مارس): الخلفية والدلالات، وأشياء أخ ...


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف وهبي - ملحمة أنوال التاريخية