|
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج7
على درب الشهيد
الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 18:34
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
كان اعتقال الشهيد في فاتح أبريل 2016، ضربة للحركة الجماهيرية بكلميم، وتشكلت لجنة التضامن مع المعتقل، معتقل الحركة الجماهيرية، كل الإطارات السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية تتضامن، تستنكر الإعتقال التعسفي الذي تعرض له الشهيد، وشكل هذا الإعتقال التعسفي بالنسبة للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين، ضربة للتنظيم بجهة كلميم وادنون، فبعد الهجوم الذي تعرضت له النقابة طيلة ثلاث سنوات مضت، لفرملة عمل النقابة وعرقلة تطور التنظيم بالجهة، جاء اعتقال مناضل جماهيري، تقدمي، أممي اختار صفوف الفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين، لتوسيع عمله النضالي في أوساط الجماهير الشعبية، وفقدت بذلك النقابة الفلاحية أحد المنظرين للتنظيم الجماهيري، ومعلم طليعة الشباب التقدمي، في جهة تعرف تهميشا ممنهجا، وهجوما منظما على حقوق الفلاحين الصغار والفقراء وكافة الجماهير الشعبية، في جهة تتحكم فيها مافيا العقار، التي حولت الجهة إلى مرتع للمضاربات العقارية، ومجال لنهب المال العام، ومنطقة حولتها أيادي المضاربين العقاريين إلى مسرح لقمع الفلاحين الصغار والفقراء، وكانت النقابة الفلاحية فيها أحد أعمدة النضال الجماهيري ضد مافيا العقار.
كل الأجهزة القمعية يتم تسخيرها، لنزع حقوق الفلاحين الصغار والفقراء، أعوان السلطات، المستشارون الجماعيون عديمو الضمير، الشرطة والدرك، مؤسسة القضاء، شهود الزور، سماسرة الإنتخابات .. كل هذه الأجهزة القمعية مجتمعة، مسخرة من طرف مافيا العقار، ترى في كل تحركات الشهيد، والمجموعة الشبابية الملتفة حول، وتوسيع هذه المجموعة لتشمل الفلاحين الصغار والفقراء، خطرا على مصالحها التي تتوسع لتشمل الجهة قاطبة، في السيطرة على أراضي الجموع، أراضي الفلاحين الصغار الخاصة، الوديان، السهوب، الجبال .. حتى أصبح الفلاحون الصغار والفقراء، يتنفسون رائحة الموت، في كل حركاتهم وسكناتهم، في كل مطالبهم بحقوقهم، في كل محاولة التنظيم في صفوف النقابة الفلاحية، في مخافر الدرك والشرطة، ودهاليز النيابة العامة، والسجون، ومكاتب المحاكم وجلسات المحاكمات الصورية، يتنفسون رائحة الزور، الأحكام الصورية، الإعتقالات التعسفية، التهديد بالقتل .. يشاهدون بأم أعينهم أراضيهم يتم اغتصابها، ممتلكاتهم يتم حجزها تعسفا بأحكام جائرة، أموال عامة يتم استغلالها للسيطرة على أراضيهم باسم مشاريع الدولة الفلاحية.
كان الشهيد، بحكم تكوينه السوسيولوجي، يرى كل هذه الممارسات، غير طبيعية، في منطقة عرفت في الماضي القريب، مقاومة الإستعمار، ثورة أحمد الهيبة ضد الإستعمار، إستمراريتها بأيت باعمران، إلى تاريخ قريب جدا، القضاء على جيوب الإستعمار الإسباني بجبال الأطلس الصغير، على مشارف المحيط الأطلسي، بسيدي إفني، كان أب الشهيد من المقاومين، من حملة السلاح في هذه الحرب التحررية، في الماضي القريب جدا، وها هو ابنه الشهيد، يرى في كل تضحيات، أجداد وآباء الفلاحين الصغار والفقراء بوادي أسكا، وادنون، أيت باعمران .. تاريخا قد مضى، تاركا وراءه مأساة، مأساة شباب أيت باعمران وادنون، تاريخ يعيد نفسه، يعيدها بشكل أكثر مأساوية، حينما يكون العدو من صلب من ضحى الأجداد والآباء من أجلهم، تاريخ في حاجة إلى تصحيح.
إنه الإستعمار الجديد، حكم الألغارشيا كما يسميه الشهيد، من أدبيات المنظور الماركسي اللينيني للنظام القائم، نظام الإقطاعيات البرجوازية العربية، تحل مكان الإستعمار القديم، في استمرارية قوانينه الإستعمارية وتجلياتها في المضاربات العقارية، كما سمته النقابة الفلاحية، في شعارها في المؤتمر الجهوي لسوس ماسة وكلميم وادنون، في نضال الفلاحين الصغار والفقراء، ضد الملاكين العقاريين الكبار، الذين اغتصبوا الأرض والماء والثروات الطبيعية ببلادنا، هكذا قيم الشهيد الوضع السياسي بالمغرب، متجاوزا المنظور القومي ـ الشوفيني للتحليل، الذي يحاصر كل شيء، في المنظور القبلي، الإثني، في بناء الدولة، التحليل الطبقي، من المفهوم القومي إلى المفهوم الأممي لبناء الدولة، بدءا بالنضال من أجل كسر قيود التفكير القومي الضيق، مرورا بمعانقة معاناة أوسع الجماهير المضطهدة، وصولا إلى بناء وحدة النضال الجماهيري، في قاعدته الواسعة للعمال والفلاحين، لكون العدو مشتركا، واحدا، كما يقول الشهيد.
هكذا رأى الشهيد، ضرورة توسعة مجاله النضالي ملحة، ورأى النقابة الفلاحية منفذا لتنظيم أوسع الجماهير، في علاقته بالتحالف الطبقي بين العمال والفلاحين، في علاقته بالتحالف التاريخي بين البوادي والمدن، ضد هجوم الملاكين العقاريين الكبار، على الأرض والماء والثروات الطبيعية، بالبوادي وضواحي المدن، ولم يكن اعتقال واغتيال الشهيد منفصلا عن مخطط مافيا العقار، الهادف إلى قطع الطريق أمام توسع العمل النقابي الفلاحي الجماهيري التقدمي، في أوساط الفلاحين الصغار والفقراء بجهة كلميم وادنون، وبالتالي بالصحراء عامة.
#على_درب_الشهيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج6
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج5
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج4
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج3
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج2
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج1
المزيد.....
-
فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها
...
-
فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت
...
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|