أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم وحتي - الانكشارية الجديدة بتركيا














المزيد.....

الانكشارية الجديدة بتركيا


منعم وحتي

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى نخرج من الحماسة الزائدة، و التقوقع الميكانيكي على إطلاقياتنا، لندخل لمرحلة الهدوء، المفضي لاستقراء موضوعي أولي لما يجري بتركيا.

من المهم الانطلاق من معطيين، تاريخيين، يمكن أن ينيرا، جزء من ضبابية المشهد :

1- ليس كل من وصل للحكم عن طريق الانتخابات، تسمح له أصوات الناخبين بأن يمر لمرحلة السلطة المطلقة، و مركزة القرار و تغيير التوافقات العامة التي أنتجت المناخ الديمقراطي العام، و إلا فهتلر نموذج ديمقراطي ألماني، صعد عن طريق الصناديق الانتخابية، و مارس برنامجا نازيا، و قد جيش له أنصارا كثرا.

2- ليس كل تدخل للجيش في الحياة العامة، يعتبر بالضرورة انقلابا مدانا، ويستوجب الشجب كيفما اتفق، فهناك جيوش وطنية، عقيدتها دفاع عن سيادة شعوبها وعلى أوطانها، نموذجا : تدخل الجيش بقيادة سوار الذهب في السودان لإسقاط ديكتاتورية النميري، و بعدها تسليم السلطة للحركة الديمقراطية دون المشاركة فيها، هل هذا الانجاز التاريخي يعتبرا انقلابا ؟

استقراء هاتين المعادلتين، يفرض التخلص من إطلاقية الأحكام المسبقة لقراءة ماجرى.

عودة للتاريخ التركي، كان الجيش على طول فاعلا أساسيا في المشهد السياسي و تتقاسمه نزوعات عدة منذ عهد الانكشارية، كانت موحدة إبان حكم أتاتورك، و هي الجمهورية التي أرست معالم العلمانية التي تعيش ثمارها الدولة التركية الحديثة، إلا أن تسرب لوبيات جديدة للجيش التركي فرضت تشتتا واضحا في مراكز قوته : التبعية للناتو و الصهيونية كطرف، أنصار أردوغان و الإخوان طرف، أنصار غولن و أمريكا طرف، النواة الأولى العلمانية طرف، و حساسيات أخرى كأقليات.

إن جيشا تتدبدب عقيدته بهذا الشكل، لا يمكن إلا أن يضرب رقما قياسيا في الانقلابات، و ستتفاوت تحالفات مكوناته حسب الظرفية و المتغيرات الاقليمية، فلم يخلو عقد دون انقلابات تسبب فيها هذا الطرف أو ذاك، إلى درجة أن التحالفات تكون مبهمة و لحظية أحيانا بين الأطراف أعلاه.

و الملحوظ أن حمى الولاءات هاته تمتد أيضا لسلك القضاة، الشرطة، المخابرات، الدرك، المناصب السامية، أدرع المدارس القرآنية، المعاهد، المؤسسات الخيرية،... و كلما تمكن طرف من الوصول للحكم، يسعى لتصفية بقية الأجنحة، و التفاوض لتحييد البقية، لهذا أول ما قام به أردوغان بعد نزول الجيش ضده للشارع، لجوءه و بسرعة لإقالة حوالي 2700 قاضي، و اعتقال كل القيادات المشكوك فيها و غير الموالية له في بقية الأطراف، دون أدنى تفكير، من قيادة الأركان البرية، الجوية، الدرك، أسلاك العدالة،....

في مثل هاته الحالات، المضببة جدا، و بجيش تتنازعه أهواء الجماعات، لا يمكن التسرع بمناصرة عملية للهواة بهذا الشكل، وتنازع المصالح وسط الجيش بهذا الاحتقان، لا بذور فيه للحظة لأي تيار جارف بحمولة شعبية و ديمقراطية وطنية.

صحيح أن فتح الله غولن، أخطبوط يتغذى من المدارس القرآنية التي يتحكم فيها عن بعد، و لمجموعته الدينية "حركة حزمة" نفوذ قوي أيضا في الجيش، و المناصب العليا، وصلت حدة صراعه مع أردوغان، أن صرح غولن : "اللهمّ أحرِقْ بيوتَهم، وخرِّبْ ديارَهم"، ردا على قرار حكومة رجب طيب أردوغان بإلغاء ما يُسمّى "المدارس التحضيريّة" التي يديرها بتركيا، لكن هذا التجاذب لا يمكن أن تختلط به أرجلنا، والجيش تتنازعه كل هاته المصالح المتضاربة.

المعارضة النظيفة الديمقراطية و التقدمية بتركيا، كانت ناضجة و لم تتأخر في دفاعها عن الخيار الديمقراطي بتركيا، حيث نزلت مرارا و تكرار للشارع في مواجهة فساد و تفرد أردوغان بقرارات مصيرية لا تخدم مصلحة الشعب التركي، وورطته في أتون معارك إقليمية، جعلت كل حدود تركيا ملتهبة، و كانت واضحة أيضا في خيار رفض تدخل الجيش لفض النزاع مع أردوغان حول المشروع التركي المراد تطبيقه.

المحدد الأخير، فيما حدث، أن المتغيرات الإقليمية المستجدة بالمنطقة، أفضت إلى انهيارات عدة في استراتيجية اردوغان التفتيتية لكيانات المنطقة بمباركة الخليج، حيث غير بوصلته كليا مستجديا الحلف الروسي - الإيراني - السوري، مع تقدمه على الأرض، لتخفيف عدائه على حدوده الملتهبة، و تحييد الصهاينة بتوقيع اتفاقيةاستراتيجية و مذلة و إياهم.

لهذا طلبنا أن لا تتسرع القراءات و الأحكام الجاهزة، فأركان الدولة بتركيا مهزوزة و هشة جدا، تنهار في أي لحظة بانهيار هاته التوازنات الهشة، فما فائدة أصوات الناخبين إذا كانت الدولة منخورة من الداخل، و كل حاكم ينسج سلطته على قاعدة هاته التوازنات، وأردوغان نموذج صارخ في هذا السياق.

إن المطلوب من الشعب التركي و قواه الديمقراطية الحقيقية، إعادة بعث مشروع دولة قوية اقتصادية كما الآن بالطبع، و لكن على أساس تصفية لوبيات الفساد السياسي و الديني و الإداري و العسكري الذي خيم لسنين في هياكل الدولة، وإعطاء بعد وطني تحرري لعقيدة الجيش.

ملحوظة لها علاقة بما سبق : كانت نفس الأهواء و المصالح الضيقة و النفوذ، تتنازع أيضا جيش الانكشارية العثماني، تضارب المصالح و الفساد ما أدى إلى انهيار الامبراطورية العثمانية، التي انهارت أحلام أردوغان في إعادة بعثها.

منعم وحتي / المغرب.



#منعم_وحتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق الكرادة
- قانون ساكسونيا 267
- يسار البرازيل عائد.
- احتملوا تطاولي
- سوريا غير ليبيا
- سوريا التي في بالنا
- المعلم : محمد بوكرين
- ذئاب بلجيكا
- الصحراء المغربية مرة ثانية
- نساء على هامش الصفحة
- لا تدنسوا شرف البندقية المغربية
- 20 .. أحمد .. الممرض
- الحوار ببوصلة قناعاتنا لا يهم أن يتم في حسينية أو فناء جامع ...
- النص حمال أوجه
- 10 مدونات لفلسطين
- سين جيم بين الفيدرالية و الصحراء المغربية
- حارة المغاربة
- مشروع اليسار أكبر من محطة الانتخابات
- قراءة أولية للانتخابات : فيدرالية اليسار الديمقراطي
- متى ينتصر سقراط على بلاتير


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم وحتي - الانكشارية الجديدة بتركيا