وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 11:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لكن هذا الاتصال الروحي سرعان ما تبخر وذهب أدراج الرياح , فلم يمر على إطلاق سراحه من قبل عبد الكريم قاسم , وبعد نجاح انقلاب 8 شباط 1963 واستسلام عبد الكريم قاسم ومعه الزعيم الركن طه الشيخ أحمد والملازم الأول كنعان خليل حداد في يوم 9 / 2 / 1963 , وجيء بهم إلى دار الإذاعة ـ الذي اتخذه الانقلابيون مقراً لهم ـ وأدخلوا غرفة الإذاعة , ثم جيء بالعقيد فاضل عباس المهداوي مدمى الوجه والملابس ومعه المقدم قاسم الجنابي , وأُجلس الجميع على كراسي من الخيزران وجهاً لوجه أمام الإنقلابيين , وتكلم عبد الكريم قاسم عن انجازاته الكبيرة للبلاد , وسعيه من أجل الفقراء , وجرى نقاش بينه وبين عبد الستار عبد اللطيف و ودخل احمد حسن البكر الغرفة بصحبة عبد السلام عارف و وشاركا في السجال العاصف و وخاطب علي صالح السعدي المهداوي بقوله : (( ماذا عملت بالبلد ؟ اشسويت ؟ )) و وكانت اسئلة عبد السلام عارف التي استغرقت اكثر الوقت بالبحث عن مجد شخصي وكانت مكرسة للسؤال عن صاحب البيان الأول لثورة 14 تموز 1958 ولكن عبد الكريم قاسم لم يجب ابداً .
(( وقال عبد السلام عارف : أخرجوا مناديلكم ـ ويقصد بذلك لعصب عيون عبد الكريم قاسم وزمملاءه لتنفيذ حكم الإعدام بهم رمياً بالرصاص غير أن عبد الكريم قاسم امتنع عن عصب عينيه , وكذلك فعل بقية زملاءه )) .
ويمضي العقيد الركن المتقاعد ( الملازم انذاك ) سالم عبد القادر حسن يوسف في روايته , وهو الذي استسلم له عبد الكريم قاسم , وشهد قصة نهايته لحظة بلحظة . ليقول : (( وقبل الجلوس على كرسي الخيزران المعد لعبد الكريم قاسم بين طه الشيخ أحمد والمهداوي , طلب عبد الكريم قاسم مني شخصياً كوب ماء , وفعلاً قدمت له كوب الماء وتمضمض منه ثلاث مرات ولم يشرب الباقي ـ حيث كان صائما ـ ثم جلس على كرسيه )) .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟