أمير الحلاج .. أمير الفراشات

صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 00:57
المحور: الادب والفن

صورة قلمية .. منشورة في صحيفة محلية عراقية سنة 2001
*******
منذ ما يقرب من عشرين عاماً وأنا أعرف الشاعر أمير الحلاج أخاً وصديقاً أتابع منجزه الشعري أولاً بأول وأكاد أكون قارئه الأول بعد انتهائه من كتابة قصيدة جديدة ، وقد بدأ مشواره بالشعر العمودي الذي كان بمثابة تمارين شعريةٍ وصبواتٍ عاطفيةٍ بيد أنه سرعان ما تحول الى شعر التفعيلة (الحر) حيث أصدر مجموعته البكر( مواجيد الحلاج) عام 1989 وفي مطلع التسعينات راح يكتب قصيدة النثر وتمرسَ عليها حيث أصدر مجموعته الثانية (نقطة فوق هامش التوضيح) عام 1997 ثم تلاها بمجموعة ثالثة عام 2000 (من النقطة الى الدائرة)
وفي حوزته مجموعة مخطوطة (الدائرة خارج الشرنقة) * وقد صدرت مؤخرا عن دار ميزو بوتاميا * ومارس الحلاج كتابة المقالة النقدية ونشر بعضها في جريدة العراق وجريدة العرب اللندنية وكانت رؤاه ناضجة واطروحاته متقدمة تنم عن الدراية والدربة حتى أن أحد الأصدقاء الشعراء ( حسن النواب ) صرح بأن أميراً ناقداً أكثر منه شاعراً ، وشخصياً أرى من خلال معايشتي ومزاملتي وقربي للشاعر وتجربته الشعرية أنه يشتغل بصمت في مشغله الخاص دون أن يستعير أنامل غيره أو يتنفسَ برئتي غيره أو يتقمصَ روح شاعر آخر ، انه مخلص لنصه الذي يتماهى في ذاته معتليا ناصية الوجد والتجلي والتصوف لينطلق منها وعبرها ليؤسسَ الذات الشعرية أو الخطاب الشعري الخاص به والذي يساوق ويتطابق مع منطلقاته الفكرية والروحية والانسانية.
وأستطيع القول ان شعر أمير الحلاج على العموم يميل الى الذهنية والقياس المنطقي فهو حفري حشوي جاف واخز , لكنه معني بالإنسان والذات الإنسانية عبر مركزية ذاته كما أسلفت وميزة أمير أنه يكتب قصيدته ويمضي دون ضجيج ولا يدعي أكثر مما هو فيه ، واثق من شغله ، متمكن من أداته ولغته ، عارف بالصنعة ، وهو فوق هذا وذك قاريء متابع ذواق ، أما على الصعيد الإنساني فأمير هو أحد الأمراء النبلاء طيبة وشهامة وكرماً يتمتع بروح شعريةٍ دفاقةٍ مثلما الملائكة ، شفاف كالسليفون ، حساس كجناح فراشة ، خجول كفتاة ريفية ، ودود وأليف كقطة سيامية ، وهادر كبركان ، كفؤ مثابر في عمله الوظيفي في وزارة الصحة ، صديق صدوق في الملمات ذو أثرة وإيثارٍ ، أبيّ ذو موقفٍ لا يهادن , وعاشق شغوف بالمرأة ، هذا الأمير الذي لا يشبه الاّ نفسه ، انه كما وصفته ذات مرة في جريدة الجمهورية أن أمير الحلاج هو أمير الفراشات.

#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات