أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الديمقراطية لا يبنيها غير المؤمنين بها حقا














المزيد.....

الديمقراطية لا يبنيها غير المؤمنين بها حقا


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد أولا من تحية المشاركين في انتخابات اليوم ولاسيما من قاطعوا الانتخابات السابقة وكانوا على خطأ جسيم.
إن مجرد إجراء الانتخابات هو خطوة صحية، لأن الانتخابات هي من الأسس والمقومات الهامة للديمقراطية. ولنأمل أن تؤدي الانتخابات إلى تحسن ما في توازن القوى داخل البرلمان القادم وفي تركيب الحكومة، بدلا من الهيمنة الراهنة لأطراف الائتلاف على أهم مفاصل السلطة، وخصوصا الداخلية والأمن ولجنة النزاهة، ناهيكم عن اللجنة الدستورية السابقة وغيرها من مراكز هامة، وأضف لكل هذا انفلات ميليشياتها.
لقد سبقت الانتخابات الراهنة ورافقتها سلسلة من عمليات الاغتيال والاعتداء وتمزيق الملصقات؛ ويوم أمس جرى ذلك الهجوم الفاشي على مقري القائمة العراقية والحزب الشيوعي في الناصرية، مما يذكرنا باعتداءات العصابات النازية قبل التهام السلطة، أو الحرس القومي وفدائيي صدام. ولا عجب، ولكن لا فخر! فهذه الممارسات وأكبر منها تستمر منذ سقوط صدام في كافة المناطق الجنوبية وفي البصرة خاصة وحتى في قلب بغداد نفسها وحيث اكتشاف المزيد من السجون السرية وفضائح التعذيب.
كما تقترن بالانتخابات أيضا إجراءات للهيمنة على انتخابات الخارج، وما نشر أمس في إيلاف عن فضائح مالية وإدارية نسبت للسيدة حمدية الحسيني من الائتلافيين، والتي عينوها مسؤولة انتخابات الخارج. من ذلك حسب التقرير عقد بمبلغ 4 ملايين دولار من ميزانية المفوضية العليا، البالغة 56 مليون دولار، مع شركة السيد رضا الشهرستاني، شقيق القطب الائتلافي الدكتور حسين الشهرستاني، وهي شركة موجودة في الأردن. وبموجب التقرير المنشور، فإن هذا العقد هو بعنوان الدعاية الانتخابية مع أن المفوضية العليا سبق أن رفضت تعيين السيد رضا مسؤولا للانتخابات في دولة الإمارات.
هكذا يستمر الاستحواذ والتسلط. وواضح أنه بالرغم من كل الصرخات الاتهامية الصادرة عن لجنة النزاهة والحكومة وكل ما أثير حول الفساد سابقا، فإن الفساد الموروث مستمر ومتفاقم.
لقد كتبنا، كما كتب العشرات من كتابنا الوطنيين المجردين من الطائفية والمصلحية الضيقة، أن برامج الإسلام السياسي بمذهبيه على نقيض تام مع الديمقراطية، التي لا تعني الانتخابات فقط. كما أن الانتخابات نفسها لن تكون عملية ديمقراطية حقا عندما تعكس قيما متخلفة سائدة في المجتمع، ونزعات التطرف المذهبي أو العرقي، وعقلية تجاوز القانون، واضمحلال مبدأ المواطنة، وعندما تتم الانتخابات بوجود دستور مشوه وشبه إسلامي، وعندما تكون ممارسات الأطراف الأكثر هيمنة وتسلطا ممارسات تفرض حكم الشريعة بالقوة، وتعتدي على السافرات، والأقليات الدينية، وتحرم الموسيقى والغناء ومحلات الحلاقة، ألخ، وتسعى لا من أجل دولة المؤسسات بل من أجل نظام الطوائف، وحكم تسلط "الأكثرية".
لا أعتقد أن الانتخابات ستشكل قفزة نوعية كبرى نحو دولة المؤسسات والنظام المدني، ولكن ربما تؤدي إلى تقوية التيارات والأطراف العلمانية من مختلف الاتجاهات والقوميات في البرلمان القادم، بحيث تشكل قوة يعتد بها في وجه مشاريع النظام الإسلامي، وقادرة حقا على إحداث تغييرات جوهرية على الدستور.
لقد سألني صحفي سويسري أمس عما إذا كنت متفائلا، فأجبته بأن التفاؤل سابق لأوانه، ما لم نر النتائج، وما لم تنعطف الجبهة الكردستانية أخيرا نحو عقد تحالفات لصالح الديمقراطية العلمانية الفيدرالية في العراق، وما لم تعزز كل القوى الوطنية والمجتمع المدني جهودها وطاقاتها لمكافحة الإرهابيين الدمويين، الذين يريدون نسف العملية السياسية أصلا، وعودة النظام المهزوم أو تأسيس دولة الخلافة الإسلامية السلفية. كما أن الكثير سيعتمد على مدى حزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي لوقف كل من التدخل الإيراني والتدخل السوري في الشأن العراقي، وإحباط المساعي الإيرانية في مجال برنامجها النووي العسكري الذي سيهدد العراق وكل الخليج. وبهذه المناسبة فإنني أتفق مع مضمون مقال الدكتور عبد الخالق حسين ليوم أمس [ 14 منه] في إيلاف الموسوم: (لا استقرار في المنطقة إلا بزوال النظامين الفاشيين).
وأخيرا، ودفعا لكل التباس، فلا يعقل أن نأمل بقيام نظام ديمقراطي متكامل وراسخ كسويسرا أو السويد أو بريطانيا أو فرنسا، .. ألخ، في مدى ثلاث سنوات. إن مشكلة عراق ما بعد صدام هو ذلك الجدول الزمني المتعسف الذي فرض علينا كما لو كان الانتقال للديمقراطية كسلق البيض، على حد التعبير الدارج. وقد أشار العديد من الزملاء إلى أن الدساتير في اليابان وألمانيا بعد الحرب الدولية الثانية استغرقت كتابتها سنوات عديدة بينما فرض الجدول الزمني كتابة دستور مستعجل ومهلهل ومتناقض شبه إسلامي، ويكرس لتوازنات هشة في المجتمع. ما كنت شخصيا أترقبه هو أن نتقدم خطوة هامة أخرى للأمام بعد الدستور المؤقت، إلا أن ما حدث هو العكس، أي برجعة للوراء، لا بفعل حركات اجتماعية حقيقية وتلقائية من المجتمع نفسه بقدر ما كان بفعل النخب الدينية والتنظيمات الإسلامية، وتشتت القوى الديمقراطية واللبرالية. إذن فلا ديمقراطية سويسرا ولا السير نحو نظام الطوائف وحكم الشريعة!!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلارك وجائزة نوبل وبينهما القاضي الدمث رزكار
- الوجود الأمريكي المرحلي ليس أم المشاكل!!
- العراق بين -القواسم المشتركة- والأحزاب الإسلامية
- في فرنسا أيضا: حكايات أخرى مختارة!!
- عودة للأحداث الفرنسية.. ليست -ثورة فقراء-!
- هل فضح التدخل الإيراني هو -إيران فوبيا-؟!
- صفحات عن بعض دعاة الإصلاح الديني: محسن الامين نموذجا
- بعد الاستفتاء وقبل الانتخابات 2/2
- وجهة نظر: بعد الاستفتاء وقبل الانتخابات1 2
- مرة أخرى عن بؤس السجال العراقي!
- كلمة خاطفة: عمرو موسى في نجدة البعث والزرقاوي!!
- حول المحاكمة أيضا ..
- كلمة قصيرة عن تعديلات الساعات الأخيرة
- التمثيل الشيعي في العراق بين الأحزاب والمليشيات
- أزمة الرفض (شبه المستحيل) وألغام القبول!
- بل المشكلة هي في الائتلاف، يا أعزائي!
- الحرب السورية الإيرانية على العراق
- الغرائب في تصرفات المسؤولين العراقيين!
- الأولى ضاعت والثانية في الطريق!
- 11 سبتمبر والأصولية الإسلامية


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الديمقراطية لا يبنيها غير المؤمنين بها حقا