|
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج6
على درب الشهيد
الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 21:51
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
في قمع للحركة الطلابية، للطلبة القاعديين والصحراويين أساسا، فيما يربطهم من علاقة تحالف، قمعهم والزج بهم في السجون، بتهم ملفقة، تهم الحق العام : الضرب والجرح، تخريب ممتلكات عام، إهانة موظفين .. وصلت حد تلفيق تهم ترويج المخدرات والمشاركة في الدعارة، التي تم تلفيقها للشهيد من أجل الزج به بسجن بولمهارز ثلاث سنوات، إنها الممارسات المفبركة من طرف الشرطة السياسية، ضد الطلبة القاعديين والصحراويين.
دولة المخابرات، دولة البوليس السياسي، إستمرار القمع الأسود بطرق أكثر مأساوية، حد تلفيق تهم لطلب غاضبين عن أوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، السجون بالمدن الجامعية مليئة بالطلبة المعتقلين، بتهم ملفقة.
يغادر الشهيد إبراهيم صيكا السجن، حاملا إجازة في علم الإجتماع، يعلم أنه لا مجال لمتابعة دراسته في ظل هذه الشروط، يحل بمصر، كما فعل يوما بن خلدون، لما ضاقت به الحال بالمغرب، بعد هروبه من طغيان أمراء الأندلس، رفض حياة البلاط، رفض كراسي السلطة على أنقاض الفقراء، حل بمصر، نشر المقدمة، الكتاب الذي حول مجرى التاريخ، وضع أسس علم الإجتماع، انطلاقا من الدراسة المادية للوقائع والأحداث، خارج القصور، في الممارسة العملية للواقع الموضوعي المتحرك، هكذا اختار الشهيد ديار الغربة من أجل متابعة دراسته، إعداد شهادة الماسر، وكأنه يعيد ما جرى لابن خلدون، في شروط أكثر مأساوية، يعتبر فيها كل صحراوي رافض للواقع المزري للصحراويين، رفض المتاجرة بقضية الصحراء، يعتبر متهما بالإنفصال، التهمة المجهزة لنزع هويته الإنسانية، ككائن بشري يفكر، من حقه التعبير عن رأيه بكل حرية.
رجع الشهيد حاملا شهادة الماسر، معمقة نظرته الأممية للقضايا، أممي في دراسته، تحليله، أنشطته الجماهيرية، ضد الفقر، الفقر قضية أممية، قضية الصراع ضد الطبقات المسيطرة، ضد الأولغارشيا، في التحالف الجماهير، في الوحدة في العمل الجماهير، ضد العدو الوحيد، في تحالف الطبقة العاملة والفلاحين، كل خطاباته تنبع منها روح الأممية، روح نداء ماركس "يا عمال العالم اتحدوا".
للمرة الثانية، يعيد البوليس السياسي ممارسته الحاطة بالكرامة، ضد الشهيد، في شروط أكثر مأساوية، بباب الصحراء، أيت باعمران وادنون، حيث الشهيد رجع من الغربة، عانق من جديد جماهير الفقراء، بشوارع كلميم المهمشة، المعزولة، يقود مجموعة الرفض، مجموعة المعطلين، المحرومين من الحق في الشغل، ينظمهم، يوجههم، يعلمهم معنى أن تكون مثقفا عضويا، مرتبطا بهموم جماهير الفقراء، أن تكون منحازا للمضطهدين، أن تترجم مضمون المقدمة في أرض الواقع، أن ترفض هذا الواقع، أن تعمل على تغيير هذا الواقع، هكذا انخرط الشهيد في الحركة الجماهيرية بكلميم، ليس من أجل الشغل فقط، بل أيضا من أجل وضع أسس البناء الجماهير تغيير الواقع، ذلك ما أزعج البوليس السياسي، الذي قرر اعتقال الشهيد، في عز استعداده لتحمل مسؤولية قيادة نقابة الفلاحين بكلميم.
خرج الشهيد من بيته، كما هي عادة، دائما يكون الأول في موعد المعارك النضالية، في اتجاه مكان الوقفة الإحتجاجية، في الشارع العام مع رفيق له، مرافق له في كل حركاته، تنقض عليه ذئاب البوليس السياسي، تعتقله، تكبل يديه، تحجب عينيه عن النظر، تطرحه بداخل عربة الإعتقال، تنقض عليه الذئاب بكل وحشية، تنهال عليه بالضرب عشوائيا، تنتزع منه مفاتيح البيت، تداهم منزل العائلة، تفتش المنزل، غرفة، غرفة، أمي عائشة لم تفهم أي شيء، غير أنه الهجوم الوحشي، عبرت عن رفضها لهذه الممارسة الحاطة بالكرامة، رفضت اعتقال ابنها الشهيد، إنها ممارسات سنوات القمع الأسود، في أبشع تجلياتها، في شروط مأساوية، في واضحة النهار، في السبعينات كانت تقع في أوقات متأخرة من الليل، ما يسمى زوار الليل، يداهمون منازل المناضلين يعتقلونهم، هي نفس الممارسات ضد المناضلين، اليوم في واضحة النهار.
الهدف من اعتقال الشهيد، هو لجم الحركة الجماهيرية بكلميم، التي بلغت أشدها، بعد عزمه معانقة هموم الفلاحين بواد أسكا، بواد نون، بأيت باعمران، البوليس السياسي قرر اعتقاله، اغتياله، ضرب هذه الحركة من مهدها، بتهم ملفقة، مضحكة، تنم عن تخلف البوليس السياسي، تهم الضرب والجرح، إهانة موظفين، من يقرأ محاضر الشرطة القضائية، يفهم جيدا معنى القمع، معنى قمع الحريات، معنى إعادة سيناريوهات اعتقال الشهيد وهو طالب، تم إقحام تلك التهم فيما يسمى سوابق، إدراجها في محاضرهم المزورة، كل ذلك من أجل إهانته كمثقف عضوي، مرتبط بهموم الجماهير، من أجل فصله عن الجماهير، بمخافر البوليس السياسي، تعرض للتعذيب، تم نقله عدة مرات إلى المستشفى، رفض التوقيع على المحاضر المزورة، أخبر قاضي النيابة العامة بالتعذيب الذي تعرض له، تمت تزكية جميع التهم التي سجلها البوليس ضده من طرف القاضي، بدأت محاكمته دون مراعاة حالته الصحية المتدهورة، ينهار بالسجن، يتم نقله إلى المستشفى الجهوي بأكادير، في طريق الشهادة.
#على_درب_الشهيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج5
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج4
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج3
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج2
-
من هو الشهيد إبراهيم صيكا ؟ ج1
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|