وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 20:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ذكر عبد السلام عارف حادثة الشروع بقتل عبد الكريم قاسم في صيغتين مختلفتين تفصل بينهما فاصلة زمنية , إحداهما دونها في إفادته التي قدمها أمام المحكمة , وقد قال فيها : كان الزعيم (( يُصر على سفري وأنا اعتذر فتأثر مني وشعرت بتأثره الشديد , ولما منت غير مرتاح نفسياً بل وفي تهيج عصبي تجسمت بي الأمور وأصبحت في وضع لا إرادي نظراً لما أكنه نحو الأخ الأكبر من الود وإخلاص , فطرأ على بالي أن انتحر أفضل مما أؤثر على زعيمي , وفعلاً هو ذهب إلى باب الغرفة ليخرج فاغتنمت الفرصة لانتحر , فمددت يدي على مسدسي وبينما انا في هذا الحال صاح بي الزعيم ماذا تفعل ؟ وكانت يدي فوق غلاف المسدس فقلت له أريد أن انتحر دعوني انتحر , فمسكني من يدي التي كانت على الغلاف وساعده الزعيم فؤاد , فأخذوا المسدس من جانبي الأيسر بعد إخراجه من الغلاف وأنا أردد الكلمات الانتحارية .
ووردت الصيغة الأخرى في مذكراته , وعند مقارنتها مع الأولى و نجد انه قد فضح نفسه فيها لكثرة ما جاء فيها من تناقض مشوب بالكذب , إذ يقول : (( زارني طاهر يحي ومعه فؤاد عارف في مسكني يوم 11 تشرين الأول 1958 , وفهمت منهما أن قاسماً يرغب في مقابلتي لتسوية موضوع سفري . وتركتهم لارتداء ملابسي و وداخل غرفتي كانت الفكرة قد اختمرت في ذهني , سحبت مسدسي ووضعته في مكان أمين في سترتي وخرجت معهما وتوجهنا إلى وزارة الدفاع , دخلت غرفة قاسم فوجدته مع وصفي طاهر ثم طلب من وصفي طاهر أن يخرج من الغرفة ووقف عبد الكريم يحدثني محاولاً إقناعي بالعدول عن قراري , وأنه سيزودني في ألمانيا بكل ما أطلب . وعلي ان اذهب إلى بون حتى تهدأ الأمور ثم يعيدني مرة أخرى . فقلت له أن مجرد خروجي من بغداد شيء لا أرتضيه ز ولا يمكن أن أرضخ لإرادة حفنة من الشعوبيين الذي يضمرون الشر لهذه البلد . ولكن قاسم عاد يلح عليّ مرة بالتهديد وأخرى بالوعود ز وعندما يأس من محاولاته أنهى المقابلة وذهب غلى باب الغرفة ليفتحه لي , في هذه اللحظة تقدمت يدي نحو المسدس وأخرجته من مكمنه بحذر وبينما كان قاسم يحاول فتح باب الغرفة , كان قد دخل عدد من الضباط فعدت أضع مسدسي في مكانه وكان لابد من حل آخر )) .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟