أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - أيام ثقافية عراقية دون عراقيين















المزيد.....

أيام ثقافية عراقية دون عراقيين


حسين السكاف

الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 07:39
المحور: الادب والفن
    


حين ينزوي المبدع ردحاً من الزمن، يتسارع مريدوه إلى منحه العذر لإنزاوائه المبرر، وليكونوا في نفس الوقت متلهفين إلى تناول ثمرة ذلك الإنزواء بعد انقضائه، ولكن حين يكون للمبدع مشروع ثقافي جماهيري، ويحاول الإنزواء بمشروعه، فلا أظن ان أحداً سيمنحه العذر لذلك، ولا أظن أيضاً أن النجاح سيكون من نصيب ذلك المشروع.
خلال الأيام القليلة الماضية أقيمت فعالية ثقافية هنا في العاصمة الدنماركية تحت شعار " أيام الثقافة الدانماركية العراقية في كوبنهاجن " جاءت هذه الفعالية بمشاركة وفد مبعوث من قبل وزارة الثقافة العراقية، وتجمع السنونو الذي يمتلكه ويديره الشاعر منعم الفقير هنا في الدنمارك. ضم وفد وزارة الثقافة العراقية كل من السيد جابر الجابري وكيل وزير الثقافة والسيد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق والسيد عقيل المندلاوي مدير العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة والفنانة المسرحية شذى سالم.
الفعالية كما هو واضح من عنوانها، تختص أو تمثل الثقافتين العراقية والدنماركية، ومن الطبيعي جداً أن يكون المثقف العراقي الذي يقيم في الدنمارك، والذي أثر وتأثر بالثقافة الدنماركية، الممثل الحقيقية لهذا الإنجاز الثقافي المهم، ومن الطبيعي أيضاً، أن تكون الجالية العراقية التي يتجاوز عدد أفرادها في العاصمة كوبنهاجن لوحدها أكثر من عشرة آلاف نسمة، حضور متميز ومساهمة فاعلة في هذه الفعالية المهمة. ولكن الذي حدث عكس ذلك تماماً، فلم تشارك أية من الشخصيات الثقافية العراقية هذه الفعالية، كونهم وببساطة لم يتلقوا أية دعوة بالمشاركة أو الحضور، وفي أحسن الأحوال كان عدد الذين حضروا الأمسيات لا يتجاوز العشرين شخصاً، ترى لماذا؟
أتذكر جيداً زيارة السيد بيرج كيراكوسيان الذي كان يشغل منصب مدير عام دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة العراقية الأولى – وزارة السيد مفيد الجزائري – كيف أتى إلى كوبنهاجن محملاً بأسماء أغلب الفنانين العراقيين المقيمين في الدنمارك، وكان شديد الحرص على مقابلتهم. يبدو أن المقارنة بين ما أنجز في زيارة السيد كيراكوسيان وبين زيارة السيد الجابري هي التي أظهرت لنا حجم الهوة بين الأمس واليوم.
وبالعودة إلى فعالية أيام الثقافة الدنماركية العراقية، وحين نتفحص برنامجها المعلن، نجد أن المشاركين من العراقيين إذا استثنينا مشاركة الفنانة أنوار عبد الوهاب المقيمة في السويد، قد اقتصر على اثنين فقط، هما الشاعر منعم الفقير والشاعر سلام سرحان الذي يقيم في بريطانيا وليس الدنمارك، ترى، أحقاً لا يوجد شاعر عراقي مقيم في الدنمارك سوى منعم الفقير؟
كان على منعم الفقير أن يقدم الدعوات إلى جميع المثقفين العراقيين وبدون استثناء، كونة صاحب التجمع الرئيسي المشارك، وكونه يقيم في الدنمارك، أو تقوم وزارة الثقافة بتقديم تلك الدعوات قبل فترة زمنية لا باس بها من تاريخ الفعالية، ولكن يبدو القصور واضحاً في عمل وزارة الثقافة، وكذلك وضوح الفُرقة والهوة الكبيرة التي صنعها منعم الفقير بينه وبين كل المثقفين العراقيين في الدنمارك، كان عليه أن يتناسى الخلافات ويقوم بدعوتهم، فمشاركة النخبة الثقافية العراقية في الفعالية سيدعم مشروعه وسيظهر للجهات الدنماركية ووفد وزارة الثقافة العراقية أهمية هذا اللقاء، ولا أعتقد بأن هناك من سيرفض الدعوة إلى هكذا نشاط مهم، ولكن يبدو أن الخلافات التي اشتهر بها الفقير بين المثقفين العراقين وغيرهم من العرب قد أصبحت مرضاً مزمناً، وهذا شأنه، ولكن أن يؤثر هذا المرض على نشاط ثقافي عراقي مهم فالأمر بحاجة إلى تفكير عميق، خصوصاً بعد لقِّبَ منعم الفقير باحدى الأمسيات بلقب سفير الثقافة العراقية، وبعد أن قلده السيد وكيل وزارة الثقافة درع الثقافة العراقية، وهنا أود أن أطرح سؤال: ماذا قدم منعم الفقير للثقافة العراقية حتى يُلقب بسفيرها وينال درعها؟
كان على السيد جابر الجابري أن يسأل عن سبب عدم مشاركة المثقفين العراقيين في تلك الفعالية الثقافية وأمسياتها المهمة، وأنا أشك في أن السيد الجابري لا يعرف أغلبهم، فهو كثيراً ما زار الدنمارك وأقام فيها أمسيات ثقافية، ولكني ساذكر له بعض الأسماء الثقافية العراقية المقيمة هنا في الدنمارك من أجل أن أوضح صورة الخسارة المريرة التي حضيت بها تلك الفعالية، نتيجة الإعتماد على شخصية منزوية تمتلك كماً هائلاً من المشاكل الشخصية مع كل مثقف عراقي مقيم هنا وبدون إستثناء:
بشرو بابان – موسيقي
جمال جمعة – شاعر
جودي الكناني – مخرج سينمائي
حسين الصالح - شاعر
حميد العقابي – شاعر وقاص
حميد جمعة – شاعر
خلدون جاويد – شاعر
خليل ياسين – فنان سيراميكي
سهام علوان – فنانة مسرحية
رانية توفيق – مخرجة سينمائية
رحمن النجار – شاعر
رياض النعماني - شاعر
د. زهير شليبة – كاتب وباحث
ضياء جمال الدين - شاعر
طارق هاشم – مخرج مسرحي وسينمائي ( حضر أمسية واحدة بعد أن اتصل شخصياً بمنعم الفقير لمعرفة مكان وزمان الأمسية )
طالب غالي – ملحن ( حضر الأمسية الأولى من الفعالية )
عباس الكاظم – فنان تشكيلي
عبد القادر البصري – شاعر
عدنان الزيادي – شاعر
علي البهادلي - شاعر
د. فاضل سوداني – كاتب وباحث مسرحي
قحطان العطار – مطرب
قصي الشيخ عسكر – قاص
كاظم السماوي - شاعر
كاظم صالح – مخرج مسرحي وسينمائي
كوكب حمزة – ملحن
محمد تقي جمال الدين - شاعر
محمد توفيق – مخرج سينمائي ( حضر الأمسية الأولى والرابعة دون أن تصله أية دعوة رسمية )
محمد زلال – فنان مسرحي
مرتضى العراقي - مطرب
مشرق غانم – شاعر
نوال السعدون – فنانة تشكيلية
وحيد خيون - شاعر
وليد جمعة – شاعر
وأخيراً، فالمثقف العراقي الذي شُرِّد من بلاده ليصبح مقيماً هنا في الدنمارك، لم يأتي لهذه البلاد لأسباب سياحية، بل أتى حاملاً هم العراق والثقافة والإبداع، شأنه بذلك شأن كل المبدعين العراقين الذين تتوزعهم المنافي في أرض الله الواسعة، أصبح المثقف العراقي متأثراً ومؤثراً بثقافة هذه البلاد – بلاد المنفى – وهو صاحب مشروع وعمل دؤوب مستمر تشهد له مجالات الثقافة الدنماركية، المثقف العراقي مبدع متفاعل مع الحياة بنفس قدر تفاعله مع قضية بلاده ووضعه المأساوي الدامي، وحين يُهْمَل بسبب شخص وضع مشاكله الشخصية في أولوية العمل، تكون هناك علامة استفهام كبيرة، كان عليه – منعم الفقير - أن يرمي مشاكله الشخصية خلف ظهره، كان عليه أن يبادر ويبعث الدعوات إلى كل الأسماء الثقافية والإبداعية العراقية هنا في الدنمارك كي يدعموا ذلك المشروع المهم الذي نأسف على ولادته ميتاً.



#حسين_السكاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ الذي يمثل الثقافة العراقية؟
- حوار شامل مع الفنان باهر هاشم الرجب - الجزء الثاني
- حوار شامل مع الفنان باهر هاشم الرجب - الجزء الأول
- مناجاة عازف عود عراقي
- - الطريق إلى بغداد - ألبوم موسيقي يغازل قامات النخيل
- أوبرا - سيغفريد - على المسرح الملكي الدنماركي
- شكوى مدينة تحولت من الثقافة والأدب والفن، إلى مثلث موت
- صديقي الدانماركي والفن العُماني
- سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري
- إلى شهيد الديمقراطية، سعدي جبار البياتي
- ثمن بطاقتي الإنتخابية


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - أيام ثقافية عراقية دون عراقيين