|
ارواح ..بقلم هشام شبر
هشام شبر
الحوار المتمدن-العدد: 5217 - 2016 / 7 / 8 - 15:15
المحور:
الادب والفن
ارواح ......بقلم هشام شبر
( مكان الانفجار الرماد في كل مكان والسواد يغطي ملامح الزمن هدوء يختنق بكاء )
هو : على قارعات المسافة انحنت منيتي .. كنت اشتري بعض عيد لم اكن منتبها للتشظي لم اعطي حتى مهلة للصراخ
هي : طفلتي الم ترى طفلتي كانت معي كانت تبتسم بوجهي وهي ترجوني ان...
الاب : ان ماذا اخبريني ان ماذا ..ان تلاشت ..ان تمزقت وهي تمد يديها تشير اليك ان تشتري لها ....
الطفله: كنت وكنت وكنت ..كنت اشهق وانا احاول ان اخرج كلمة من فمي ..كنت اتوق ان ارسم عيد يصاحبني غدا وانا ارتدي بدلتي الجديده
البائع : حاولت مرارا ان انجح لكن عملي هنا اعاق امنيتي ..لم اهزم ودرست وجاهدت وعملت واخيرا نجحت لكني لا املك جسدا الان كي استلم شهادة نجاحي واضمها صدري
(تقاسيم ناي حزين (
الام : اريد من احد منكم ان يخبرني ماذا حدث ولماذا حدث
هو : امي لقد..
هي: لقد ماذا لقد ماذا ولماذا...
الاب: اهدءوا فلا وقت للغضب الان نحتاج ان نهدء لنفهم ماذا حصل
الطفله : ابي .. كنت هنا مع امي وكنت انت هناك تنظر الينا وكانت الناس حولنا فرحه تشتري وتشتري ولكن...
البائع : ولكن ماذا .. سوف اجن احتاج ان اعود الى بيتي الكل قلق علي الان ....
الام : هل ترون الناس هل ترونهم لماذا يبكون ياترى ...انظر هذه انا او بعض انا يحملوني ويضعوني في سيارة اسعاف .. ماذا جرى ...
هو: كل من كانوا معنا موتى .. لازلت اتذكر الصوت المخيف والمدوي وبعدها لاشيء لاشيء اتذكره....
هي: من يعيد لي انا كي ارتمي واحضن ابنتي كي لا ...
الرجل : كي لا ماذا ...
هي: كي لا تكون بعض كي لا يجمعها هؤلاء الذين يضجون بالبكاء اشلاء ...
البائع :انا ابحث عن فتاة كانت تشتري مني ثوب عرسها لم يتبقى في يدي سوى بعض الثوب واصابعها التي تمسك به اين هي ياترى اين ....
الطفله : امي اريد العودة الى بيتنا انا خائفه جدا اريد اخي ( تبكي)
الام : كانوا معي اربعة اطفال كنت انوي ان اشتري لهم ملابس العيد اين هم ياترى اين هم هل تاهوا بكاء ام تاهوا اشلاء...
هي : هذه اختي وصديقتي مع الجموع الباكيه .. اختي اسماء اختي هل تسمعيني .. انا هنا انا هنا ..
البائع : لا تتعبي نفسك لا احد سيسمعك الناس تضج بنا موت ....
هو: كنت في المقهى في اعلى البنايه التي كانت هنا مع اصحابي كنت كنا نلعب ونشاهد التلفاز .. نزلت لاشتري شيء ما لا اتذكره .. يالله لا اتذكرشيء هل اصحابي لازالوا هناك ام هم ...
الرجل : هم ماذا ...
هو: هم بقايا او بعض بقايا كم اشتهي البكاء الان لكني لا املك عيوني كي ابكي.. البائع : كلنا لا نملك كلنا ف الصوت كان قوي جدا لم افهم ماجرى ولا كيف لكننا الان ...
هي: ماذا نحن الان .. ماذا
الام : ابحث عن اطفالي اخبروهم ان ملابس العيد تمزقت ب يدي اين انتم اين
البائع : اخر شيء بعته اليوم هو صليب وقران لولدين كانا يتعانقان وحين حاولا ان يرتدوا مااشتروه بصدرهم تلاشت الرؤية عندي وتلاشيت انا...
الام : اين هم اخبروهم ان العيد بعد ايام وانا ب انتظارهم لاكمل مااشتريته اليهم اخبروهم اني احبهم اخبروهم ...
البائع : هل سنعود ياترى وهل ستعود بسطتي كما كانت محملة بالفرح
هو : انظروا الان ارى نفسي بين جموع اصوات من يبكون ... هاانا محملا على اكتافهم وهم يضجون صراخ ... ماذا حصل اين انا ...
الرجل : كنت اود ان اكمل مابدات وازوج ابني وارتدي نظرة فرح وهو يرتدي تلك البدلة التي في يدي كنت اريد احتضانه .. انظروا هاهو بين الجموع مضرج بالدموع وهو يحتضن جثتي ...
(ايقاع ونعي حزين بصوت امراة )
الطفلة : ( تبكي)
اريد ان اعود لبيتنا اريد ان احتضن ابي خائفة انا لا ادري لماذا الناس تصرخ ...انظري ياامي انهم يحملوني بقطعة قماش وانا رماد .. امي انا خائفه جدا خائفه ( تبكي)
البائع : لو كان ابي الشهيد موجودا لكان بين هؤلاء الباكون فزع يبحث عني ولكنه مات في الحرب ...
هي: لم اعد احتمل انا اختنق خوف اين انا .. اريد العوده لا اريد العيد بعد الان فقط اريد العودة الى بيتي
هو:اهدئي فلا احد يسمعنا لا احد
الام : هل هي النهايه ولماذا ماذا فعلنا لنكون هنا هل جريمتنا اننا خرجنا نبتغي العيد هل جريمتنا اننا نعيش بوطن بلا وطن
هو : لا مكان لنا ونحن نعيش مع ثلة من تجار الحروب يشربون منيتنا كي يثملوا تخمه وشراهه
البائع : ( يتحدث ب هستيريا )
تعبت تعبت لم اعد اقوى على هذا اريد العوده اريد امي اين انت ياامي ف انا ب حاجة اليك
الرجل : لقد شربنا منيتنا وانتهينا لنقلق الان على الباكون الذين يضجون بنا حزن ترى كيف سيشربون منيتهم ربي رحمتك يارب
الام : لا عيد لنا ولا عيد لكم وسط زغاريد الشيطان
( صوت ايقاعات طقسيه )
الرجل : كنت احلم بموت يليق بي بعيدا عن طعنة الجبناء
هو: كنت احلم ب بيت يلمنا وقت المساء وهو يحكي لنا حكاية فرح
هي: كنت احلم ب ان ارى طفلتي وهي ترتدي ثوب تخرجها من الجامعه
البائع : كنت احلم ان اذهب ب امي الى بيت الله ... امي اطمئني فانا الان بين يدي الله
الطفله : كنت ... كنت .. كنت احلم بوطن لا يحرق الاطفال...
#هشام_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احتراق النوارس...بقلم هشام شبر
-
استفهام ...بقلم هشام شبر
-
الموت وهما
المزيد.....
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
-
انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني-
...
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|