وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5216 - 2016 / 7 / 7 - 19:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واخيراً اقتنع عبد السلام عارف بالسفر إلى المانيا الغربية و ولكنه سرعان ما عاد إلى بغداد صباح يوم 4 / 11 / 1958 و ورافقت عودته إشاعات حول أحداث ستحدث يوم 5 / 11 م 1958 وهو اليوم التالي لعودته و وعلى اثر ذلك تم اعتقاله , وتظاهر الشيوعيون و وخرجت الجماهير مرددة : (( خمسة بالشهر ماتو البعثية )) . وقُدم للمثول امام محكمة الشعب و وظلت رحمة قاسم ورافته تلاحقه إلى قاعة المحكمة , وحكمت عليه المحكمة بالاعدام شنقاً حتى الموت , وطرده من القوات المسلحة , إلا أن رحمة قاسم تدخلت هذه المرة في قرار الحكم من خلال الفقرة التالية : (( من محكمتنا إذ تصدر حكمها بالإعدام على المجرم المذكور , تودع الرأفة به لأمر سيادة زعيمنا العبقري وحكمته باستعمال سلطته الواردة في المادة 20 من قانون محاكمة المتآمرين )) .
وظل قرار المحكمة موضوعاً على الرف في مكتب عبد الكريم قاسم , وسيق عبد السلام عارف غلى السجن العسكري في معسكر الرشيد ببغداد و ولم يُنفذ به حكم الإعدام
وفي يوم 24 / 10 / 1961 وفي الساعة الحادية عشرة مساءً , توجه اللواء الركن عبد الكريم قاسم إلى سجن معسكر الرشيد , وطلب إحظار عبد السلام عارف وأمسك بيد عارف وأركبه سيارته الخاصة , ثم توجها نحو قناة الجيش ودامت النزهة اكثر من ساعتين , ثم عادا إلى وزارة الدفاع وجلسا يتحادثان إلى الساعة الرابعة صباحاً , ثم غادرا نحو الأعظمية إلى دار عارف , وطرق احد المرافقين باب منزل عارف وخرجت إحدى قريباته فانذهلت ثم صرخت بالمنزل أن عارفاً مع اللواء قاسم قد جاءا !
ثم خرجت زوجة عارف وأطفالها وتعانقا بعد فراق دام ثلاث سنوات , وانهمرت الدموع وقالت زوجة عارف بالحرف الواحد : شكراً لله الذي أعاد لنا الأخوين ثانية .
وقبل وجنات أطفال عارف السبعة ثم توجه نحو مقره , وقد اعترف عارف في منزله : يعلم الجميع أن هناك اتصال روحي بيني وبين اخي الكبر الزعيم عبد الكريم قاسم يفوق الوصف وسيبقى إلى الأبد .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟