أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى اسماعيل - تمثال مضرج بالأرق














المزيد.....


تمثال مضرج بالأرق


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


أمدُّ نواقيسَ قلبي
تحت أمطارك الاستوائية
أيتها الحبيبة الصغيرة
المشردة بين حقول حبري.
ليعذبنا الحب قليلاً
ولتئن هذه الأقفاص التي تتراكم على جراحاتنا.
السرو يقطف قاماتنا الكسولة
ويدك تلملم بقايا العرق من يدي.
أصابعي خشنة
وشفتاي مداهمتان بخريف العشق.
أتذكر تفاصيلنا
كائنات معلبة تدخن فوق أسوار أرواحنا وهي
تعبث بالتراب المركون في الأظافر.
لا سماء زرقاء..
لا نجوم راقصة..
فقط هذا الحزن..
السعال الحانق..
وبرد يطفو على جلودنا.
أحصي لحظات الفرح على أصابعي
وأبني لي بيتاً مهجوراً في أقصى ركن من الغيم.
أمضي إلى رصيفي المفضل
وأكتب تاريخي السري بحبر سري على جدار قديم.
أقتلع الأزهار وجميع الكتب التي أفسدتنا
وأفرك عيني ليذوب هذا الجليد الذي فيما مضى كان
يتسمى دمعاً.
أمدُّ حزني الطويل بجوار زهرك المتعب
وأقترب كراهبٍ تعس من مقصلة الموت والوعود الإلهية.
لم يك أمامي غير أن أحبك وأطلق هذا العنف الخبيء
وهذه الثورات التي منذ سنوات تحرقني بزوابعها الباردة.
أبحث عن الحظ
والمستقبل
والفرح
ومقاهٍ غير مزعجة.
يقتلني الضجيج
والخناجر التي تقرأ دمي وتؤول أسفاره.
أنا مجرد جدار مهدّم
مجرد نافذة مغلقة بعد الهجران
مجرد شكوك تساور اليقين
لي غضب الآلهة
لذا أمزق الورد الذي ينبت فوق قبري المُسنِّ.
نسيت رائحة الأشياء
نسيت شكل الأشياء
مثلاً ..
ضوء القمر..
رائحة المطر المنفي..
شهوة السماء وهي تقرض النجوم..
المناديل المحتشدة بالوداعات وبكاء الأمهات..
والانتظارات التي تخنقها المسافات.
أنا مجرد عاصفة بلا توقيت
أشيد مقبرة لابتسامات الأطفال
وشوارع بائسة للمتسولين
أطلق خيولي لتصطدم بالهواء المتخثر
وأمسح الندى عن جثة امرأة صغيرة.
سوف أدك الشرفات البعيدات
كل شرفة بعيدة يجب أن تكون قريبة
قريبة من الله ومن قلبي
لا أريد للخيبة أن تذروني
لا أريد للحزن أن يرضع من ثدي قصائدي
أريد بحراً محدودباً
وسماء يمكن الوصول إليها بالسلالم المعدة من جثث الشعراء
المقتولين عبر الزمن اليباب.
أضمُّ إلى صدري
الغروب الأثير..
الأشجار الممزقة..
والأحذية الموحلة..
لأتأرجح تحت المطر المغبر
مثل..
تمثال مضرج بالأرق .





#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باقة حبر .. حديقة خسارات
- القضية الكردية في سلة محذوفات أبواق دمشق
- إعلان دمشق .. ثغرات وأخطاء وسوء نية
- لا بد من الثورة الثقافية في تركيا
- جوهر الأحزاب الكردية في سوريا
- كوباني وتجديفات الاعلام السوري
- ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف
- هذيانات تركيا
- الفكر القومي العربي المفترس والانبطاحي
- ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة
- محاربة العرب السوريين للحقيقة الكوردية وأوهام الأخوة العربية ...
- شعوب دول الشمال وقطعان دول الجنوب
- آغوات الأحزاب الكردية وتفعيل الحرملك العثماني
- الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية
- الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء
- الشعب الكردي ما بعد اغتيال الخزنوي .. تظاهرات مقدامة وأحزاب ...
- المؤتمر العاشر التكريسي لسلطة البعث
- الشيخ الخزنوي وضريبة التفكير في زمن التكفير
- الماركسية حية ترزق والمطلوب هو تجديد المشروع الاشتراكي
- الثعلب التركي ومثقفو الحقيقة


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى اسماعيل - تمثال مضرج بالأرق