مبحث بين إيجاد السعادة وجلب السرور

داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5215 - 2016 / 7 / 6 - 14:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

السعادة من مصدر واحد تخمة وادمان ، ثم ملل وتعاسة ،
الاعتماد علي مصدر واحد للسعادة عند فقده نتصور وهما ما هو ابعد من التعاسة وكأن ذلك نهاية العالم .

تنوع مصادر السعادة مادي ومعنوي هو الاقدر علي جعلنا اكثر سعادة ، واقدر علي امتلاك اسباب السعادة ومدلولها والخروج من دائرة التعاسة مهما وقعنا فيها مؤقتا ،
السعادة شئ معنوي حير البشر في وصفه ، ولكننا نتشابه او نقلد حينما نبحث عن السعادة ، وليس ذلك بالطريق الاكيد لبلوغ السعادة ، فقلما وصل اليها انسان لمدة طويلة بالعمر ،
فالسعادة لحظة ، ونوع مخصوص لكل انسان حسب تفرده . نعم تفرده فكل انسان متفرد في ذاته ، ولحظة سعادته ، وعلي اختلافنا أجدها هي لحظة الرضا بالواقع والامل في الغد ، هي مكون غريب للتفاؤل والسلام الداخلي ، وعبور الانسان الي مبتغاه وليس الوصول ، فدائما ما بعد لحظة الوصول اقل سعادة عن سابقتها ،
ونحن علي مشارف الوصول لقمة السعادة وفي نهاية الرحلة بعد الوصول للهدف ، فستبدأ النفس في البحث عن سعادة اخري ، فلذلك الاعتماد علي مصدر سعادة واحدة لن يصل بنا حتما الا لسعادة مؤقتة ومحدودة .
السعادة ليست مادية مهما كان ظاهرها مادي ، فليست منصب او ثروة او شهرة ، فهل من حصلوا علي ذلك حقا سعداء؟! أم غير سعداء؟!..

السعادة في السلام الداخلي اولا ،
السعادة المادية سريعة التغير يمكن ان نسميها السرور ، وهي مؤقتة لأن الشبع مؤقت والإحتياج مؤقت .

من احتياجات السعادة : المشاركة ، الثقة بالنفس ، الطاقة الايجابية حتي لو كانت من الغرباء ومجرد المعارف
.. ومن عوائق السعادة بل وجلب التعاسة المحيط جالب التشكيك واللوم لحد الإتهام

السعادة في تنوع مصادرها فتغدق علينا دون توقف ، والسعادة الازهي هي ذات القيمة المعنوية

مصادر السرور :
نجاح - انتصار - تفوق - فوز- مكسب - حصاد - بيع - شراء - اتمام -

من مصادر السعادة الرغبة والقدرة علي
الحب الانساني
استغلال القدرات المميزة
التعلم والمعرفة
التدريب والبحث
تأمل الطبيعة
ترتيب الوقت بلا فراغ وبلا تزاحم
الانتماء التواصل
امل كفاح نشاط عطاء خدمة تعاون

السعادة تحتاج إدراك وفهم عميق للحياة وكل مكوناتنا وطاقاتنا وتميزنا بحث دؤوب وقوة متنوعة .
عن علاقة السعادة برباعية الإنسان عقل وقلب وروح وجسد وحسن إدارتهم، فلو نتخيل اننا نحيا بالغذاء والماء والهواء فقط ، فذلك مفهوم مؤقت وبسيط وقديم ، حيث اننا الان أصبحنا نعي أن نأكل ونمارس الرياضة للإستمتاع الأفضل بالحياة وللمحافظة علي الصحة والوقاية من الامراض وتأخير الشيخوخة وليس فقط لأننا جائعون ولا نميز ما نأكل ، ولا علاقة لذلك بالفقر أو الغني ولكن بدرجة الوعي الفردي والعام ،
وعن العقل فلا نتوقف عن التعلم والمعرفة الإنسانية ،
وعن الروح فلا نتواني عن تذوق الفنون وتأمل الطبيعة ،
وعن القلب فلا نستلم لعلاقات تسلبنا وتستنزفنا وتستهلكنا علي العكس نبحث عن التي تضيف وتشارك وتتبادل وايضا ليس من السعادة ان نكون سالبين مستنزفين مستهلكين .

هل تظن ان عقارب الساعة تعود للوراء ولكنها تتكرر هكذا هي السعادة مهما احتفظت بكل الاشياء والاشخاص فهي لن تتكرر .. تلك هي سعادة الخارج .. اما سعادتك من الداخل فأنت الذي تتمسك بها وتبذل دائما جهد لذلك .. انك لو وصلت لها وكنت واعيا لها لا أن تفارقها وأن تفارقك وستعرف انها متغيرة لأنها ككل شئ حي داخلنا متجددة

قد تكون كل اسباب السعادة حولك ولكنك لا تشعر بها لانها ليست من اختيارك الاختيار جزء من السعادة وادراكها حقك في الاختيار لا تتنازل عنه مهما تأجل
حقك في الحُلم

ما يمكن إستبداله وتغييره بالتجربة نسبي ..
ما يمكن الإستغناء عنه فرعي أو هامشي ..
ما يمكن تأجيله أقل أهمية ..
ما لا نستطيع ولا نقدر الحفاظ عليه مؤقت ..

الوعي والنضج يطور ذلك للأفضل
حتي لا نتعايش بل نعيش
أسرتك طفولتك مكان ميلادك كل ذلك إجبار
باقي حياتك إختيار وحُلم


إستغلال وقت الفراغ يجلب السعادة الجو المادي والعمق المعنوي للقراءة للمشاهدة للإستماع للممارسة للتواصل

الفطرة تعيش أو تموت بخبرتنا جيدة أم سيئة


-مقاومة التعاسة بتحرير الذات وتقويتها ودمجها في مجتمع العمل والحياة البعيد عن إستهلاكها وإستنزافها
-مقاومة الحب الوباء -مقاومة الكره الوباء -مقاومة الكسل الوباء -مقاومة الخوف المرض -مقاومة الضعف المرضي

-المربع صفر بقاء الحال يفتقر للسعادة
-الكريم هو من يعطي المحتاج دون أن يطلب
-الإنسانية أن تقف بجانب الضعيف ولا تتسامح مع المجرم عتيد الإجرام
-أن تكون سعيدا لا يحتاج ذلك لإنتظار تحقق الرفاهية
-السعادة ليست وقت تافة ولا إقتناص وبحث لإحساس عابر

وحقا كما قال صمويل جونسون كاتب إنجليزي:
" السعادة ليست حالة يجب الوصول إليها ولكنها سلوك يجب اتباعه."

.. دمتم سعداء ..

#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات