أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أدريس حصال - خطاب الجنس (كحادث سوسيولوجي















المزيد.....


خطاب الجنس (كحادث سوسيولوجي


أدريس حصال

الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 09:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الديالمي
* رؤية عامة :
يندرج خطاب الجنس (كحادث سوسيولوجي) عند ع.ص الديالمي ضمن سوسيولوجية متنورة وعلمية قادرة على تطوير هذا الحقل المعرفي، كحقل علمي راشد ومرشد يجعل من قضية المرأة شرطا ضروريا لكل تنمية منشودة لتجاوز كل احتقار، ودخولا في الاعتراف.
إن ع.ص الديالمي في مجمل كتاباته وإنتاجاته العلمية يصرح ويدافع وبكل جرأة علمية على المساواة بين الجنسين: المرأة والرجل، وذلك لتجاوز القضاء على النزعة الذكورية التي ترى في المرأة عائقا (شيطانا) أمام التطور والتقدم.
إن محاكمة المرأة من قبل المنظور الذكوري، هي محاكمة أخلاقية، مع نفي كل اعتراف للمرأة في الميادين الأخرى: الميدان الصناعي ، العلمي، التنموي... إنه نفاق اجتماعي ذكوري يغطي على كل ما هو إيجابي وضروري في المرأة.
إن بحث ع.ص الديالمي في الجنس كقضية سوسيولجية، هو بحث وطني (1) سوسيولوجي لم يسبق له مثيل في الكتابات السوسيولوجية، ولا حتى الانتروبولوجية في المغرب، نظرا لكونه ينظر إلى الجنس كعلاقة /ظاهرة اجتماعية شاملة وكلية غير قابلة الاختزال (2) في البعد الانجابي، يعني إدراك الجنس كإنجاب فقط دون إدراكه كحادث علمي واقتصادي كذلك لما لا، ويرجع ع.ص الديالمي إلى طريقة العزل كطريقة جنسية لتجاوز الانفجار الديموغرافي والدعوة إلى تحديد النسل.
إن طرح الجنس سوسيولوجيا، هو موضوع علمي يريد منه الباحث الجواب عن أسئلة طرحها في جميع كتاباته ابتداء من المرأة والجنس في المغرب 1985 إلى الآن وهي : لماذا لا توجد كتابات حول الجنس هل هو موضوع محرم ؟ ولماذا لا يتناوله المثقفون؟ وما هي المعايير التي يعتمدونها في التمييز بين المواضيع النبيلة والمواضيع الذنيئة؟ (3)
إن هذه الأسئلة تدفعنا كما دفعت الباحث من قبل إلى اعتبار السوسيولوجيا في المغرب مهمة دقيقة وصعبة لا تخلو من صعوبات ومخاطر (4). وأهم صعوبات تواجه الباحثين هي صعوبة معرفية وعلمية نظرا لكون المجتمع المغربي مجتمع يخلط بين البحث السوسيولوجي، والبحث الذي يقوم به رجل السلطة، كما يصطدم الباحث السوسيولوجي كذلك بالمعارضة الأخلاقية أو ما يسميه فرويد بالأنا الأعلى .
إن تحمل مسؤولية البحث السوسيولوجي حول الجنس في المغرب من قبل الباحث ع.ص الديالمي هي مسؤولية علمية لا تخضع للحدود الأخلاقية الدينية المحتشمة، إنها كتابة تريد أن تخرج موضوع الجنس من فعله السلوكي كوطئ وكإنجاب..إلخ إلى دراسته كعلم واقتصاد ينطلق من تصور هذا الحقل كحقل سوسيولوجي يقارب كل الظواهر الجنسية الشاذة التي يفرزها المجتمع ويحمل فيها المرأة المسؤولية، إنها مسؤولية ذكورية بالدرجة الأولى، يتم من خلالها استعمال مفاهيم ذات حمولة أخلاقية.
إنه نفاق المفاهيم كما يسميه ع.ص الديالمي في كتابه: نحو ديموقراطية جنسية إسلامية (5). كما نجد الباحث ع.ص الديالمي ينتقل من التنظير السوسيولوجي للجنس كحقل معرفي (6) إلى التنظير السوسيولوجي للجنس كحقل ميداني مبني على بحوث ودراسات تتناول الجنس في مختلف جوانبه اليومية (7).
الجنس ، الإسلام، السلطة ، المثقف :
في كتابه "المرأة والجنس في المغرب" 1985 طرح الباحث ع.ص الديالمي ثلاث تساؤلات اجتماعية وتاريخية مجملة كما يلي:
1- ما موقف الإسلام من الجنس؟
2- ما موقف السلطة من الجنس؟
3- ما موقف الشباب المثقف من الجنس؟
إنها تساؤلات وأسئلة شرعية ومشروعة في مجتمع يدعي الديمقراطية وحرية التعبير والانفتاح ، لكن الباحث يصطدم برد فعل فقهي لا شعوري يدافع عن مصالحه الشخصية ويحتكر الفقه باسم الإسلام والمسلمين، وفي هذا الصدد يقول ع.ص الديالمي في كتابه نحو ديموقراطية جنسية إسلامية " (8)... يصطدم الانتقال إلى عهد جنسانية جديدة بمقتضيات الإسلام السائد كما حددها فقهاء سائدون. لأولئك الفقهاء تموقعات ومصالح اجتماعية تدفعهم لا شعوريا إلى إنتاج إسلام ذكوري بشكل تقليدي، إنه إسلام اليمين...."
 إن التطرق لعلاقة الجنس بالإسلام، يجعل الباحث السوسيولوجي يدخل في حرب النصوص، من أجل الوصول إلى تقديم صورة حقيقية للإسلام الحقيقي (9).
إن الصراع بين الباحث السوسيولوجي المؤمن بعلمية علم الاجتماع والفقه، يصطدم كذلك بالسلطة السياسية، لأن علم الاجتماع ظهر في المغرب خصوصا وفي المجتمع العربي عموما نتيجة لقرار من فوق السلطة وليس من الواقع (الداخل) كما ظهر على الاجتماع في أوربا ( التصنيع، التمدن....) (10).
ونجد كذلك الباحث ع.ص. الديالمي، ينادي بالاعتراف بالعمل الجنسي كعمل مأجور، وكعمل يشغل جيوشا من العاطلين، وبالتالي يجب الاعتراف بالعامل (ة) الجنسي (ة) ، كاقتصاد وتنمية ، لكن الدولة لا تعترف بهذا العمل وبهؤلاء كقطاع منتج، وذلك من أجل خلق التوازن بين فئة المجتمع السياسية. رغم ما يخلقه هذا القطاع من ربح في إطار ما يسميه الباحث بالسياحة الجنسية .
الإشكالية السوسيولوجية للجنس في المغرب وفي الوطن العربي لا تقف عند هذا الحد، يعني اصطدام البحث حول الجنس بالإسلام، والسلطة، بل يتعداهما إلى طريقة تناول المثقف لهذه الظاهرة السوسيولوجية.
إن المثقف العربي عامة، والمغربي خاصة، باستثناء البعض: نوال السعداوي، فاطمة المرنيسي، الطاهر لبيب، إدريس الشرايبي، مالك شبل ...إلخ، رغم أن ع.ص الديالمي، يعتبر خطاب هؤلاء هو خطاب ساخن، منفعل، ومتمرد، بمعنى أنهم يطرحون موضوع الجنس كتراب شفوي وشعبي وأدبي، لا كخطاب علمي نظري واسبتمولوجي، وكبحوث عن الجمالية واللذة في الكتابة الشعبية ( الوشم، الجدبة، الجنس) (11).


اليســـــــار الإسلامــــــي:
إن طرح موضوع الجنس كموضوع علمي نظري وميداني، يصطدم بإسلام اليمين وفقهائه، لكن الباحث ع.ص الديالمي، يدعو اليسار المغربي، إلى إعادة قراءة الإسلام قراءة يسارية، وتأسيسه كيسار إسلامي متنور.
إن دعوة باحثنا الصادقة إلى هذا التأسيس، تسير في نفس الاتجاه الذي دعا إليه مفكرين سابقين أمثال : حسن حنفي، محمد أركون، نصر حامد أبوزيد .. (12). وغيرهم . وذلك من أجل قراءة جديدة تتجاوز المقولة الأصولية والفقهية، "لا اجتهاد مع وجود النص"، إنها قاعدة فقهية إنسانية جاءت نتيجة ظروف تاريخية واجتماعية معينة، ولكنها تتطلب التعديل، نتيجة لتغير الظروف وظهور شروط جديدة تدفع بالباحث والمفكر العربي الإسلامي إلى إيجاد حلول نظرية وعلمية عاجلة لمشاكل عصره، ومن ضمن هذه المشاكل ما يسميه ع.ص الديالمي المسألة الجنسية . إنها مسألة وقضية تتطلب قراءة جديدة للنص الديني ، كما أنها تقف عند المقدس، ولا تتجاوزه من أجل تغيير الواقع وملائمته.
إن اليسار الإسلامي الذي ينادي به باحثنا، هو يسار ينطلق من تأويل النصوص الدينية وتأصيل فعل الاجتهاد كحقيقة دينية مطلوبة وغير محتكرة من طرف اليمين وفقهائه.
ويستشهد باحثنا بخطبة فقيه مسجد باريس " دليل أبو بكر" ونصحه للشباب بضرورة استعمال الغشاء الواقي من أجل حمايتهم من الأمراض المنقولة جنسيا ، بعد أن ذكر أن الأصل هو" النكاح أو الصوم" وليس تحريضا على الزنى لأنه شر لا بد منه، نتيجة صعوبة وتعقد الزواج، وارتفاع البطالة، وكثرة الإغراء الجنسي(13) أو ما يسميه كذلك باحثنا بالصحة الجنسية وهذه الصحة الجنسية مرتبطة بضرورة التربية الجنسية. وهذه التربية مطلوبة في ظل العولمة الجنسية.
إن هذه الورقة هي جزء من كل، لأن مشروع ع.ص الديالمي لا يمكن حصره في هذه المواضيع التي أثارت انتباهنا، ودفعتنا إلى ضرورة معالجتها من منظور خاص.
إن ع.ص الديالمي، الباحث السو سيولوجي المغربي والعربي الإسلامي، يندرج ضمن كوكبة المثقفين والعلماء السوسيولوجيين الذين يتميزون بالبحث العلمي الجاد والحس النقدي المتزن، وقول الحقيقة، رغم أن قول الحقيقة يؤدي إلى العزلة والغربة والوحدة. حسب الباحث ع.ص الديالمي في كتابه " نحو ديموقراطية جنسية إسلامية" ص.69 .
في الأخير، يمكن التعبير وبشكل واضح عن مشروع باحثنا، بأنه مشروع واعد يبرز جهدا تفكيريا عربيا إسلاميا، إنه جرأة سوسيولوجية علمية في ظل الظروف العلمية الراهنة.











1- نقصد بالبحث الوطني التقسيم بين البحوث التي تصنف في السوسيولوجيا الكولونيالية والسوسيولوجيا الوطنية بعد الاستقلال .
2- انظر: "القصية السوسيولوجية" ع.ص الديالمي، إفريقيا الشرق 1989 ص.110
3- انظر : "القصية السوسيولوجية" ع.ص الديالمي، إفريقيا الشرق 1989 ص.111 – وهي أسئلة قمنا باختصارها وتلخيصها.
4- نفس المرجع . ص . 35
5- ع.ص الديالمي : " نحو ديموقراطية جنسية إسلامية : انفوبرانت (فاس) الطبعة الأولى 2000. ص. 99.
6- نجد هذا في كتبه بالخصوص " المعرفة والجنس: من الحداثة إلى التراث" عيون مقالات 1987 و" الجنس والخطاب في المغرب" بالفرنسية . إفريقيا الشرق 1988
7- انظر في هذا الصدد:– Jeunesse, Sida et Islam au Maroc. Eddif 2000
- Logement sexualité et Islam . Eddif 1995.
8- ع.ص الديالمي : " نحو ديموقراطية جنسية إسلامية " مطبعة أنفوبرانت (فاس) ط.1 2000. ص.7
9- ع.ص الديالمي :" المرأة والجنس" عيون مقالات 1985
10- ع.ص الديالمي :" القضية السوسيولوجية " إفريقيا الشرق 1989 .ص.12
11- مرجع سايق ص. 93
12- جواد العمارتي: مجلة الملتقى ع.7-8 السنة 5-2001
13- ع.ص الديالمي :" نحو ديموقراطية جنسية إسلامية" أنفوبرانت (فاس) ط.1 2000. ص.134.



#أدريس_حصال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي ...
- عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط ...
- ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي ...
- تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة ...
- إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق ...
- رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ ...
- إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
- مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
- قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أدريس حصال - خطاب الجنس (كحادث سوسيولوجي