أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامى لبيب - قضية للنقاش : هل هو إرهابى أم إستشهادى ؟















المزيد.....

قضية للنقاش : هل هو إرهابى أم إستشهادى ؟


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 03:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


- لماذا نحن متخلفون (43) .

هذا المقال يأتى إمتداد لسلسلة "لماذا نحن متخلفون" ملقياً الضوء على تمظهر ثقافى إزدواجى السلوك والنهج , ولأول مرة سأكتفى بالتعاطى مع مشهد واحد لتأكيد رؤيتى بحثاً عن تركيز القارئ ومنع تشتته ومنحه الفرصة فى تحديد فكره ومواقفه .. وأتصور أن هذا هو الأفضل لأعترف بخطأ منهجى بتعبئة المقال بالمزيد من المشاهد .

سأتناول هنا مشهد ولغة شائعة ترفقها أجهزة إعلامنا وتتلوك بها ألسنة العرب مع كل عملية يقوم بها الفلسطينيين تجاه الإسرائيليين لتتزين بالجهادية والإستشهادية والنضالية .
فى جريدة وموقع (اليوم السابع) الخميس 30 يونيو 2016 جاء المانشيت الرئيسى : " استشهاد فلسطينى نفذ عملية طعن أصاب فيها إسرائيليين قبل الإفطار" , وجاء الخير : ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن فلسطينى أصاب إسرائيليين بجراح ما بين متوسطة وخطيرة بعد أن قام بطعنهما فى مدينة نتانيا الساحلية مساء اليوم الخميس، قبل إطلاق النار عليه واستشهاده .

وبموقع " البوابة" فى 30 يونيو : "إستشهاد فلسطيني بعد طعنه اسرائيليين اثنين في نتانيا وجاء الخير" : استشهد شاب فلسطيني، فيما اصيب اسرائيليان بجراح خطيرة في عملية طعن بسوق في مدينة نتانيا شمال اسرائيل مساء الخميس، وفق ما اوردته وكالة انباء "معا" الفلسطينية المستقلة.
كما تسلل شاب فلسطيني صباح الخميس إلى مستوطنة كريات أربعة في الضفة الغربية المحتلة حيث طعن مستوطنة إسرائيلية وأصابها بجروح خطيرة تسببت بوفاتها لاحقا، قبل أن يقتل برصاص حراس المستوطنة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الشاب الفلسطيني تسلل عبر السياج الأمني إلى داخل المستوطنة قرب مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة. ودخل قرابة الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى منزل المستوطنة إليل يافا أرييل ذات ال13 عاما والتي كانت نائمة في المنزل ليطعنها عدة طعنات أودت بحياتها .

هذه العمليات صارت شائعة فى إنتفاضة ما يطلق عليها " إنتفاضة السكاكين " لتأتى فى خضم الصراع الفلسطينى الإسرائيلى , ولكن لنا هنا توقفات , فالمشهد يصرخ بأننا أمام عملية إرهابية وحشية تُقتل فيها فتاة ذات 13 عاما وهى نائمة لنطلق على هذا الإرهابى إستشهادى , فهل يجوز هذا التوصيف ؟ وهل أى عملية تجاه الكيان الصهيونى هى عمليات نضالية شريفة تخدم القضية الفلسطينية .

إن الفلسطينى الذى طعن الفتاة ذات 13 عاما فى منزلها هو إرهابى وقاتل وليس مناضلاً وعندما يقتل فلا يجب القول أنه إستشهادى .. يجب أن يكون خطابنا أمام أنفسنا وأمام العالم خطابا ذو مصداقية وشفافية وتحضر لا يتسم بإزدواجية المواقف والمعايير , فالذى يقتل مدنياً هو قاتل وليس مناضل ولا إستشهادى , والذى يقتل مدنياً بدون خصومة معه وبدون علاقة بينهما وفق أيدلوجية يتبناها تسمح له بذلك فهو إرهابى وليس مناضلاً ولا إستشهادياً ولا شريفاً .

هذا الفعل الإرهابى يجلب المزيد من التردى للشعب والقضية الفلسطينية , فبداية هو يشوه القضية الفلسطينية ويصرف عنها المتعاطفون والمؤيدون فى العالم , ثم أنه يطلق يد إسرائيل نحو المزيد من الإنتهاكات للشعب الفلسطينى فلا يجد من ينصره ويعينه بل سيحل التعاطف مع إسرائيل فى مواجهة الإرهاب ,

أنظر أيضا إلى عشرات ومئات المواقع العربية على الأنترنت وتوصيفها للعمليات الإرهابية لداعش بالجهادية , والإرهابيين بالأبطال والشهداء , فماذا تتوقع بعد ذلك سوى أن القبح والشر والبشاعة صار بطولة مثار للفخر والمجد لتتشوه المزيد من العقول والنفوس والمعايير ونجنى المزيد من طوابير الإرهابيين ومفارخ المتوحشين .

دعونا نتعامل مع الأمور بمصداقية فكر , ولا مكان لإزدواجية الأفكار والمواقف فعندما يقتل العدو مدنياً فهو إرهابى , وعندما نقتل نحن مدنياً من أعدائنا فنحن إرهابيون أيضا .

قبح الفكر العربى أنه يحاول تبرير قبحه ليستدعى إنتهاكات إسرائيل للفلسطينيين ناسياً إنتهاكات الفلسطينيين للإسرائيليين لتتوه القضية وتتميع ونظل فى دوائرنا وإزدواجيتنا ووحشيتنا ندور داخلها لنخسر أنفسنا قبل أن نخسر رصيدنا أمام العالم .

هناك الكثيرون من أصحاب الخطابات الخشبية والأوردة والشرايين المنتفخة يفهمون الأمور بتشنج وشكل خاطئ ليميعوا القضية والقبح , ليعلنوا أن هكذا إدانة للعمليات الإستشهادية تصب فى خانة العدو الإسرائيلى وتشرع لإنتهاكاته لنقول : كل الإحترام والتقدير للنضال العسكرى الذى يستهدف العسكريين فالصراع يكون مع أدوات السلطة والإحتلال , ولكن هذا لا يبرر على الإطلاق إقحام المدنيين فى هذا الصراع فلا يوجد مبرر لهذه الوحشية فهى تصنف كإرهاب وحشى أما التشريع لإنتهاكات العدو فللأسف هى واردة بناء على تلك العمليات الخايبة .

من الأهمية بمكان أن تكون رؤانا وتقييماتنا وأحكامنا صادقة شفافة لتقول للقبح أنت قبيح , ولا معنى إطلاقا لفكرة أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما , ولا معنى أيضا للإنحياز لأفراد القبيلة والجماعة إلا فى الحق , فترك الأمور منحازة بصلف لن تمنع الإنحراف فى داخلنا بل سيصبح التطرف والإرهاب والغلو نهج حياة لنذوق من كأسه لاحقا , ولعل الصراع السنى الشيعى وإستحلال الدم بينهما , كذا الصراع بين العرقيات والإثنيات يضاف لها التناحر الحمساوى الفتحاوى , فكل هذه المشاهد تأتى لعدم وجود خطوط حمراء وإستسهال إستخدام كلمات كالمقاومة والجهاد والإستشهاد فى صراعات خائبة همجية .

عندما نجد خجل وحرج من بعض القيادات الفلسطينية من مشاهد طعن اليهود لتعمل ماكينة التبرير بأن هؤلاء الشباب ضحايا الإحباط من تعثر عملية السلام دون إدانة لأفعالهم , فهنا إيجاد المبررات للإرهاب وبمثابة تشجيع وأدلجة وشرعنت الإرهاب والتغطية عليه .. فلتكن الإدانة واضحة بدون تبرير حتى لا نفتح المجال لمزيد لما يقال عنهم الإرهابيون المحبطون .

من الأهمية بمكان أن نناضل لوأد ثقافة الإرهاب والتوحش وإزدواجية المواقف , وإستئصال من يروج لميديا وثقافة القبح وتشويه البشر فكرياً ونفسياً وإختلال الموازين ليزرع البشاعة فى العقول والقلوب ويصير الإجرام والتوحش بطولة .. فلنناضل بشرف وفروسية ضد قوى الإحتلال الإسرائيلى , ولنجبر العدو والعالم على إحترام نضالنا ولا مكان لتسول بطولة وفدائية بذبح المدنيين .

أعرف أن تاريخ إرث الدم والكراهية طويل لينتج ويجدد نفسه مجتراً من تاريخ الإنتهاكات ولكن حان الوقت أن يكون نضالنا شريفاً وفروسياً وموضوعياً بعيداً عن الثأر والكراهية التى يريدونها أن تمتد وتتمدد عبر التاريخ لتصل إلى يوم القيامة المزعوم , فلا عداءات أزلية , فليكن صراعنا ونضالنا موضوعياً شريفاً فحينها سنجبر العالم على إحترام نضالنا وقضيتنا وقبلها سنحترم أنفسنا .

أعرض هذه الرؤية عليكم ويهمنى قياس مدى الوعى والتحضر العربى الإسلامى , فهل حاله كما الحال من أربعين عاما عندما كنا نهلل لعمليات حجز مدنيين على طائرة أو إحتجاز الفريق الأولمبى الإسرائيلى فى ميونخ على يد فتح أو الجبهة الشعبية ؟..هل مازلنا نحتفى بإرهابى كسمير القنطار الذى تمثل نضاله فى دك رأس طفلة إسرائيلية ذات أربعة سنوات بمؤخرة بندقيته ؟ ..هل مازالت نظرتنا العنترية كما هى ؟.. هل مازلنا لا نستطيع التفرقة بين الإرهاب والنضال ؟.. هل لا نستنكر الإرهاب إلا عندما يمس أطفالنا ؟.

أسئلة للحوار :
- هل الإرهاب نتاج ثقافة أم نتاج حالة مجتمعية أم حالة مجتمعية إستحضرت الثقافة ؟ .
- هل ترفض الإرهاب فى كل الأحوال بغض النظر عن كونه يأتى فى إطار الدفاع عن قضية مشروعة أم لا ؟.
- هل تتوقع أن العمليات الإرهابية التى تستهدف المدنيين يمكن أن تحلحل القضية نحو الحل ؟.
- هل مازال ناموس القتل والذبح والإنتهاك سارياً ليرسخ وضعية وينتهك حقوق ؟.
- هل يمكن حل القضية الفلسطينية وفق نهج غاندى ؟

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته "- أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات لادينية فى الإيمان والأديان السبب والأثر
- خربشات ومشاغبات ومشاكسات-الأديان بشرية
- إنهم متبجحون-مائة خرافة مقدسة(من70إل85)
- أقوى تأمل وفكرة راودتنى
- السببية تنفى وجود وفعل الإله !-تأملات إلحادية(9)
- مغالطات بالجملة فى مفهوم السببية-خواطر إلحادية(8)
- تنبيط (4)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- أيهما منطقى - تأملات إلحادية (7)
- منطق إله أم فكر بشرى عدائى إقصائى
- تأملات لادينية-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- إنها فكرة ومنظومة ضارة-تأملات إلحادية
- شيزوفرانيا على زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة
- وهم الخلق والخالق (2)- تأملات إلحادية
- وهم الخلق والخالق(1)- تأملات إلحادية
- تأملات إلحادية(3)-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- إيمانكم غلط ووهم – مشاغبات فى الإيمان
- بماذا تفسر-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- تأملات إلحادية (2) - إشكاليات منطقية
- تأملات إلحادية-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(2)


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامى لبيب - قضية للنقاش : هل هو إرهابى أم إستشهادى ؟