عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 21:23
المحور:
الادب والفن
صوت الله أكبر في فجر الكرادة
غاب القمر من سماء مدينتي
العيون الشاخصة للسماء تبحث عن ضوء
هالها منظر غريب
أن النجوم البعيدة سافرت هي الأخرى إلى عالم مجهول
السماء لا يسكنها إلا الفراغ والظلام وبعض من الأرواح الضائعة
تبحث عن طرق للعودة
تريد النزول مرة أخرى
لتودع أحبابا وأصحاب
حفيف صوت ناعم
يتسلل من بوابات خفية
يقول
هنا الكرادة جوهرة الجمال البغدادي
هنا زرع الموت وجوده على وجه الجدران
فتحولت الجنة البديعة
إلى جحيم لا يطاق
عرفت العيون التي كانت تبحث عن شيء ما في كبد الظلام
أن الله أعلن الحداد
وأمر كل النجوم أن تنزل الأرض لتحمل أجساد الأحبة
إلى جزيرة خضراء
خصصها لمن يحب
هناك الكل ينتظمون في مشهد جنائزي
يقدمون التعازي واحدا واحدا
لربهم
ويبصقون على وجه الأرض التي فرطت بكل هذا البهاء
كان هذا حلمي الذي كان يحلم بالعيد
يزرع الأماني الجميلة على الطرقات
يتفقد ضرغام ومحمد وزين العابدين وعمر
كان لديه سلسلة من الأفكار التي سيبعثها إلى الحلوين
سيقول لهم .... أنت عيدي
أتنم الجمال الذي سيرتديه العيد ليقابل الناس في الشوارع المزينة بالفرح
مات الحلم في لحظة
حين سمع الجميع صوت غراب ينادي
الله أكبر
تقدم الفناء كالإعصار
ومات الله
ومات الأنبياء
وأحترقت الكتب القديمة
وسقط الشهداء واحدا يودع واحد
الله أكبر مرة أخرى
فتحول الكون إلى فحمة تشتعل
فصحوت لأسمع هنا الكرادة
هنا الموت يوزع بالمجان
تقدموا أيها الأحبة
الكؤوس جاهزة والسماء قد أغلقت أبوابها
والجحيم
الله أكبر.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟