أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما اجبر اردوغان على تجرع كاس السم














المزيد.....

ما اجبر اردوغان على تجرع كاس السم


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ما التفت اليه اردوغان بشكل مفاجيء و هو امر لافت للانتباه حقا، وهو ما اقدم على تغير شامل من سياساته التكتيكية او يمكن ان تكون الاستراتيجية، و يعد تغيرا شاملا ملموسا في توجهاته و انه اجبر عليه دون ارادته، و براغماتيته فرضت عليه العودة الى ذاته و نرجسيته لانه احس فعلا بقرب نهايته السياسية الشخصية و تهاوي منحنى موقعه داخليا و في المنطقة ايضا لو استمر على ما سار عليه . من جهة اخرى راى نفسه امام جدار كبير و هو يصطدم به جراء الاخطاء المتكررة و ما تلقاه داخليا من الضربات الصاعقة اقتصاديا و امنيا، اي تعامله مع القضايا الخارجية الشائكة و الداخلية المعقدة بطرق مبنية على الطموحات الشخصية قبل بلده اجبره على تلاقي ما يضره شخصيا و معه بلده ايضا، على الرغم من تكبره عن قول الحقيقة المرة التي حس بهالحد اليوم . اثبت لمنافسيه بانه الرجل الذي يمكن ان يتنازل في اية لحظة على الرغم من المزايدات التي بينها في تعامله مع القضية الفلسطينية و كما تشدق به من اعادة امجاد الامبراطورية العثمانية لقومه، و نيته في رئاسة العالم الاسلامي متكئا على تنظيم الاخوان المسلمين، و ادرك متاخرا بانه الرهان الخاسر و يبدو واضحا تراجعه في هذا المجال ايضا، غير انه لم يبين داخليا ما يمكنه ان يزيح الشكوك عنه او يثبت ما زعزته تنازلاته الخارجية عن عمل مماثل داخليا، و اثرت اخطائه المتكررة على موقعه و شعبيته و مكانته و رصيده بشكل ملحوظ .
ما اقدم عليه والدليل الواضه على انه انعكس عليه بالوقت ذاته هو ما فعله تنظيم داعش من رد الفعل بالسرعة الفائقة من وضع اشارة حمراء امامه كي يحس بانه ليس بمقدوره ان يقدم تنازلات من ناحيته كما قدمه لبوتين او اسرائيل، و عمليا اوضح له النوايا و الافعال التي يمكن ان يهز عرشه داخليا، و خاصة بعد ان تاكد داعش بانه اي اردوغان توافق مع الرؤية الامريكية الروسية في سوريا و تلعراق على حد سواء، و استهلها بالعملية الارهابية في مطار اتاتورك في اسطنبول و هو رمز له و لبلده . و يمكن القول بان هذا من جراء فعل يده اكثر من داعش نفسه، وهواعلم من غيره بما اراد من داعش ان يكون راس حربته في السيطرة على المنطقة و لم ينجح، وهذه التغييرات المفاجئة لاردوغان ليس مفاجئا لشعبه، و بما قام من قبل من التغييرات و الانقلابات في الفعل و التنصل من وعوده ازاء القضية الكوردية بين ليلة و ضحاها، و هو ليس عمل ارهابي بقدر رد فعل لما سلكه من طريق الخطا في تعامله مع مرحلة اجتياح داعش للمنطقة و من ثم يريد اليوم ان ينقلب عليه بعدما اخفقفي تحقيق اهدافه .
يمكن القول ان اردوغان سواء نجح في التغييرات المفاجئة ام لا فانه صفع نفسه من العديد من النواحي الداخلية والخارجية . ما كان فيه من الحال من الناحية الدبلوماسية الخارجية عالميا او في المنطقة و ما ادعاه من تصفير المشاكل و الانقلاب على شعاره و ما يواجهه من القضايا المعقدة الداخلية وما تلقاه اقتصاده من الخسائر العظمى في غضون وقت قليل فقط، و الذي ليس بامكانه تعويضه في الوقت الحاضر ابدا، فانه يمكن ان يريد ان يصلح الخطا بالخطا .
العنصر المشترك بين ما يريده اردوغان و الدولتين الاخريتين سوريا وايران هوالقضية الكوردية و ما لها العلاقة المباشرة مع تحركات اردوغان، فيما للدولتين علاقات مصيرية مع روسيا، و هي تحولت الى صديق مع تركيا و تستفاد منه اي من اردوغان في سوريا و يمكن ان تكون الاستفادة على حساب الكورد شيئا م،ا الا اننا يمكن ان نحسب الحسابات الامريكية من الجهة المقابلة التي يمكن ان تتعارض مع الوضع الروسي التركي الجديد من نواحي استراتيجية عديدة في العمق و الافاق البعيدة لامريكا و نظرتها المستقبلية البعيدة المدى للمنطقة .
يمكننا ان نقول ان اردوغان اضطر لما اقحم نفسه فيه بشكل مغاير لما كان فيه و يمكن ان يقعالخسائر اكثر من المنافع جراء التحولات المفاجئة، و هو لم يجد امامه الا الطريق الاوحد وهو التنازل المخنوع و سيطرت بارغماتيته على نرجسيته تكتيكيا من اجل نرجسيته ايضااو توافقت ابراعماتية و النرجسية لديه بعد ان احس بالخطر المحتدم، و ليست مصلحة بلده الا امر ثانوي امام طموحات السلطان و نواياه كما هو المعلوم عنه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مباديء في قاموس اردوغان
- فقط انتم ليس لديكم مشروع ؟!!
- النية الصادقة تقترن بخطوات
- اقرار حق تقرير مصير الكورد من مصلحة مركز العراق
- تعامل الجهات الاسلامية الكوردستانية مع ما يلاقون في عقر داره ...
- متى تهدا الهيجانات في هذه المنطقة ؟
- هل يمكن ان ينجح آل مسعود في تقليد آل سعود
- اصبح الكورد نقطة التقاء في سياسات امريكا و روسيا في المنطقة
- من يمثل اليسار في كوردستان؟
- كوردستان الجنوبية الى اين ؟
- اين آر تي، قناة ناطقة باللغة العربية على حساب الشعب الكوردي
- هل تستغل تنظيمات البعث التيار الصدري ؟
- هذا هو الحل ام الشعب العراقي سائر نحو المجهول ؟
- امريكا تستغني عن ايران و دول الخليج ؟
- ما الموقف الكوردي المثالي من ازمة العراق الحالية ؟
- لماذا التكنوقراط المستقل ؟
- هل ينجح العبادي في مهامه ؟
- مصدر التعصب من الثقافة الذاتية و العقل الجمعي
- هل حقق بوتين اهدافه و انسحب من سوريا ؟
- السعودية تتخبط في تعاملها مع قضايا المنطقة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما اجبر اردوغان على تجرع كاس السم