أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خليل الجنابي - خواطر/ 37 / مرور أكثر من ربع قرن على حركة حسن سريع المجيدة















المزيد.....

خواطر/ 37 / مرور أكثر من ربع قرن على حركة حسن سريع المجيدة


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 18:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رغم مرور 53 عام على حركة حسن سريع البطولية إلا أنها بقيت خالدة في ضمائر من عايشوها وكذلك في وجدان الأجيال اللاحقة التي سمعت عنها وصارت لهم مثلاً يُحتذى به لما فيها من دلالات بطولية في التضحية والفداء بالروح والنفس من أجل قضية عادلة كانت تراودهم .

بعد ثورة 14 تموز الباسلة عام 1958، إنخرط الآلاف من أبناء العمال والفئات الوسطى إلى صفوف الجيش العراقي الذي إرتفع رصيده الشعبي بعد قيام الثورة المجيده بقيادة الشهيد البطل عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار. وإنخرط المئات من الشيوعيين العراقيين في صفوفه وفي مختلف الصنوف والفروع ، وكذلك إلى كل المدارس والدورات والكليات العسكرية ، وتطّعم الجيش بعناصر من مختلف الفئات والأحزاب السياسية ، وأفتُتحت في الكثير من الوحدات العسكرية مكتبات عامة توزع فيها الجرائد اليومية والمجلات والكتب الأدبية والثورية … ولكاتب السطور تجربة خاصة في هذا المجال ، حيث كنت مسؤولاً عن إحدى المكتبات العسكرية التي كانت تتوسط معسكر الرشيد في بغداد ، إحتوت على المئات من الكتب الثورية والقصص والمجلات والجرائد ، كانت محطاً لأنظارالوحدات العسكرية الأخرى بالتزوّد منها والأستعارة … وبرزت أسماء في الكتابات السياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية وفي شتى المواضيع الأخرى ، وأتذكر من بين هذه الأسماء الرفيق العريف " تركي كطامي السعدون " الكاتب والأديب المعروف - عضو إتحاد الأدباء العراقي آنذاك ، والذي كان يكتب تحت اسم مستعار " أبو نضال " لأنه كان عسكرياً … ولا أدري إذا كان حياً يرزق لحد الآن !! , وكان العديد من الجنود وضباط الصف وفي مختلف الوحدات العسكرية منهمكين على القراءة في بطون هذه الكتب ومطبقين الإرشادات والتوصيات الحزبية التي كانوا يتلقونها خلال الإجتماعات الحزبية ، حيث كان الرفيق الشهيد " نافع عبد الرحمن شخيتم " أحد الوجوه التي عملت بين صفوف العسكريين في تلك الحقبة من الزمن ، وكان همه الأول والأخير هو تنمية وعيهم السياسي والعسكري والثقافي ، وأن يكونوا درعاً حصيناً للشعب والوطن , وكان على رأس المظاهرات العارمة التي إندلعت إثر الانقلاب الدموي الفاشي صبيحة 8 شباط عام 1963 ، وإستشهد على أثر القصف البربري على وزارة الدفاع من قبل طائرات الإنقلابيين . لقد كانت هناك صعوبة بالغة بإحتواء المئات من العسكريين المترشحين إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، حيث لا يوجد الكادر العسكري الكافي لإحتواء هذا الزخم الكبير ، وكانت الإجتماعات الحزبية داخل المعسكرات ممنوعة وخطرة جداً , حيث أن قوى الردة والإستخبارات العسكرية والقوى الرجعية تنبهت هي الأخرى إلى هذا النشاط ، وراحت تسعى للإيقاع بهم ، فأبعدت العديد من الضباط عن مواقعهم ومراكزهم , وأحالت العدد الكبير إلى التقاعد وكذلك الأمر بالنسبة لضباط الصف والجنود , فنقلت العديد منهم إلى مراكز غير حساسة ، وتركز الأمر على وزارة الدفاع وحمايتها , وكذلك على قوة حماية الإذاعة والتلفزيون ومرسلاتها , وعلى القوة الجوية والبحرية , وعلى وحدات الدبابات والمدفعية وغيرها. وفي 8 شباط المشؤوم كانت حملة التصفية والإبادة الجماعية ضد القوى الوطنية وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي , وإعدام المئات من قادته وكوادره , وزج الآلاف منهم في غياهب المعتقلات والسجون ، فتركت هذه الأعمال الوحشيه أثراً بالغاً في نفوس الباقين من أعضاء الحزب وأصدقائه داخل الجيش الذين لم تطلهم أيادي الإنقلابيين بعد . وأصبح التفكير بالقيام بعملية عسكرية ما للإطاحة بنظام الفاشست الجدد أمراً متداولاً بين هذه الأوساط . لكن الضربة القاصمة التي وُجهت للتنظيمات الحزبية العسكرية كانت كبيرة جداً ، بحيث لم يبق أي تنظيم حزبي بالمعنى الصحيح ، ولم يكن هناك أية قيادة فعلية لهذه العناصر المتوزعة في مختلف الوحدات العسكرية ، ولم يكن لها أي تنسيق … كنت وقتها في إحدى مراكز الإعتقال في معسكر سعد التابع للفرقة الثالثة في بعقوبة مع العشرات من العسكريين ، وكانت ترد الينا إشارات غير منتظمة مع عوائل المعتقلين حين الزيارات , بأن يوم الخلاص قريب , وما علينا إلا الصمود والتحدي ، وفي إحدى المرات وصلتنا إشارة مفادها “ أن تموز أبو الثورات " .. فهمنا منها أن شهر تموز سيكون حاسماً ، لكن من هي الجهة التي ستتحرك !؟ .. وكيف ومتى وأين !؟ .. إلخ من الأسئلة العديدة المحيرّة . كان الأمل يحدونا بأن هناك تخطيطاً محكماً كما حدث في ثورة 14 تموز الباسلة ، وأن هناك قيادة توزع المهمات على المساهمين بشكل دقيق .، وأن هناك مَن سيتحرك صوب الإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري والمؤسسات الحكومية المهمة الأخرى . جاء يوم 3 تموز 1963 والفاشست لازالوا في أوج بطشهم وجبروتهم فتحرك نائب العريف الشهيد ( حسن سريع ) ورفاقه الأبطال من مدرسة الهندسة الآلية الكهربائية "مدرسة قطع المعادن ( عريبي محمد , محمود طلال , جودي مهدي ) وغيرهم وتم تحرير بعض السجناء العسكريين في بعض الوحدات العسكرية في معسكر الرشيد وأغلقوا منافذ المعسكر وكذلك البوابة النظامية الرئيسية , وإعتقلوا طالب شبيب وحازم جواد وزير الخارجية ومنذر الونداوي قائد الحرس القومي حين مرورهم من المنطقة , ولم يفلحوا في كسر سجن رقم واحد الذي يقطن فيه حوالي ( 1200) من الضباط الذين كان يعوّل عليهم في الذهاب إلى وحداتهم العسكرية والسيطرة عليها ، وللأسف لم يكن هناك أي تنسيق بين هؤلاء الضباط القابعين داخل أسوار السجن وبين الأبطال الذين قاموا بهذه الحركة التي تفتقد إلى أي خبرة عسكرية وسياسية تؤهلهم للتخطيط الصحيح الناجح ، حيث أن أولى المتطلبات هو التنسيق مع هذا العدد الهائل من الضباط داخل سجن رقم واحد , لأنه بدونهم تبقى القيادة غير قادرة على التأثير في مجريات الامور لأن القائمين بها لايحملون رتباً عسكرية تؤهلهم تحريك القطعات العسكرية , مما حدى بالبعض منهم بإرتداء ملابس الضباط من الرتب الصغيرة ، وهذا ما جاء في المحكمة العسكرية الصورية التي حكمت عليهم بالاعدام بأن قال رئيس المحكمة للمتهمين الذين إرتدوا ملابس الضباط من أعطاكم الحق بإرتداء هذه الملابس .. فأجابه الشهيد حسن سريع ومن أعطى الحق لرئيس الجمهورية أن يحمل رتبة المشير بعد ان كان عقيداً في الجيش , وكان يعني هنا عبد السلام عارف .
لقد نكل الإنقلابيون بهذا العدد الكبير من الضباط وأرادوا التخلص منهم بأية طريقة كانت ، فإبتدعوا طريقة بربرية من أجل موتهم المحقق ، بأن وضعوهم في قطار سمي بـ ( قطار الموت ) لنقلهم إلى سجن نقرة السلمان الصحراوي ، عرباته خشبية تستعمل لنقل الحيوانات والبضائع ، وأغلقوا كل الفتحات والمنافذ فيها لمنع الهواء من الدخول إليها . وكانت غايتهم قتل جميع الضباط المحشورين في هذه العربات ، خاصة وأن درجات الحرارة كانت مرتفعة جداً في أيام تموز . لقد كانت التعليمات المعطاة لسائق القطار المرحوم ( عبد عباس المفرجي ) أن يسير ببطىء إلى السماوة لأنهم أوهموه أن بضاعته خاصة وتستدعي السير البطيء . لكنه بعد مسيرة 140 كم تقريباً عرف أن بضاعته الموهومة هم من السجناء السياسيين . فتصرف بحسه الوطني ، وقلب المعادلة حين سار بقطار الموت بسرعة فائقة إلى السماوة وبفترة زمنية قياسية ، ووجد أهل المدينة بإنتظاره كأنهم على موعد معه ، ناقلين إليهم المياه والثلج والملح والمشروبات والحاجيات الضرورية الأخرى ، وأنقذهم جميعاً عدى إستشهاد أحدهم وهو الضابط الغيور الرائد ( يحي نادر ) .
إن الفرق بين ثورة 14 تموز وحركة 3 تموز كبير جداً ، حيث كانت الاولى بقيادة عسكرية مجربة وقادرة على التأثير وتحريك القطعات ، والثانية تفتقدها . وفي الأولى كانت الجماهير الشعبية بقيادة جبهة الإتحاد الوطني وأحزابها المؤتلفة تسيطر على كل المدن والاقضية والنواحي مجرد الإعلان عن البيان رقم واحد من دار الاذاعة العراقية ، وكانت للآسف حركة 3 تموز تفتقد إلى مثل هذا الدعم , للضربة الشديدة التي وجهت الى المنظمات الجماهيرية والحزبية , وقتل الآلاف منهم , وزج الآلاف الأخرى داخل المعتقلات والسجون مما جعل من عملية المساندة أمراً بالغ الصعوبة ومعدومة تقريباً . إن ثورة 14 تموز خطط لها على نار هادئة , ولها العديد من الحلقات المتسلسلة في مختلف وحدات الجيش وعلى رأسهم ضباط كبار وبرتب عالية مما سهل الإستيلاء على السلطه وبشكل سريع جداً . أما أبطال 3 تموز فلم يكن لهم سوى الإستعداد الكامل للتضحية والفداء بأنفسهم ، وأن يقوموا بعملية بطولية تحمل بين جنباتها الفشل المحتم للأمور التي أسلفناها . ومهما يكن من أمر , ستبقى حركة حسن سريع الأبية من بين الحركات التي سيخلدها التاريخ السياسي والوطني لأبناء الجيش العراقي الباسل … وستخلدها الاجيال على مر العصور .
اليوم جيشنا الأبي بكل فروعه مدعوماً بالشرطة الإتحادية وقوات الحشد الشعبي وقوات العشائر والبيشمركة يسطرون أروع الملاحم في الفلوجة والرمادي وأطراف الموصل الحدباء وغيرها سائرين في تطهيرها من داعش والمتعاونين معهم من الإرهابيين الذين إستباحوا عراقنا الحبيب .
المجد كل المجد للواهبين حياتهم من اجل حرية وسعادة شعوبهم .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر/ 36 / لكي لا تبقى الفلوجة جرحاً نازفاً !!
- خواطر / 35 / إذا أردتم القضاء على البعوض جففوا المستنقعات .
- خواطر / 34 / البرلمان العراقي يذهب في إجازة ... وا أسفاه !!
- خواطر / 33 / بعد تحرير الفلوجة إحذروا الفتنة
- خواطر /32 / لا ... لإرهاب الدولة
- خواطر/ 31 / وا ... عراقاه
- خواطر / 30 / مع هيبة الدولة مرة أخرى
- خواطر/ 29 / خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة
- خوطر / 28 / قنفة البرلمان العراقي وإهانة هيبة الدولة !!
- خواط / 27 / الجماهير تُمرغ سمعة البرلمان والحكومة بالوحل
- خواطر/ 26 / القافلة تسير ولا يثنيها صراخ الحاقدين
- خواطر/ 25 / العافية بالتدريج والإصلاح المنشود
- خواطر/ 24 / لا لرفع شعارات العنف في ساحات التحرير
- خواطر/ 23 / حذاري من خِداع الجماهير
- خواطر/ 22 / 14 نيسان عيد الطلبة المجيد
- خواطر/ 21 / الضحك على ذقون الجماهير
- خواطر/ 20 / تحية وسلام لأصحاب الأيادي البيضاء في عيد ميلادهم ...
- خواطر/ 19 / وزراء يقدمون إستقالاتهم إلى رؤساء كتلهم !!
- خواط / 19 / تعقيب على قول جميل للكاتب الأستاذ محمد علي الشبي ...
- خواطر / 18 / حلبة المصارعة والمتفرجين


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خليل الجنابي - خواطر/ 37 / مرور أكثر من ربع قرن على حركة حسن سريع المجيدة