رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 04:55
المحور:
الادب والفن
الاختزال والتكثيف في مجموعة
" نقوش في الذاكرة"
شريف سمحان
مواكب العصر، والكتابة ما يناسبه، من اختصار واختزال وتكثيف، ولغة واسلوب، كلها مجتمعة في هذه المجموعة، الأفكار التي يطرحها الكاتب، تتراوح بين ما هو متعلق بالمرأة، والهم الوطني/السياسي، ووضع العربي، ومنها من يجمل افكار مجردة، وغالبية النصوص كانت حامية في تناولها لكافة القضايا التي طرحتها.
لغة الكاتب شيقة، سلسة، تتماثل ولغة السرعة وعالم ألنت، من ابرز النصوص تألقا نص "البسطار" الذي يقارن فيه بين الجندي العربي وجندي الاحتلال، وشتان بين اهتمام العربي بالشكل ولمعان البسطار وبين مضمون وقدرة جندي الاحتلال على خوض الحرب.
ويستخدم الكاتب السخرية في هذا النص عندما قال:
"ترى كم من أرض عربية داسها هذا (البسطار) ؟؟
وهل هو لمجند أم مجندة؟؟
ولماذا ترك أو تركت فردة واحدة؟؟
ولماذا الفردة اليسرى فقط؟؟
ربما معنى هذا أن صاحبه أو صاحبته من اليسار الإسرائيلي؟؟
بل لعه من اليمين لذا خلع اليسرى من رجله أو رجلها؟؟
وربما احتفظ بالفردة اليمنى كي يبقى يدوس فيها على اليسار؟؟" ص74، اسئلة تثار في الذهن لكن الايجاب عليها لا يغير من حقيقة جندي الاحتلال، "... وبماذا يختلف اليسار عن اليمين" ص74، أعتقد بأن هذا النص يحمل افكارا واضحة تتعلق بالاحتلال وبتفاهة التعامل معه على أنه مقسوم نصفين.
هناك مجموعة سماها "هلوسات" وهي في مجملها تتحدث عن المرأة وتأثيرها على الرجل، الذي يهيم بها، وهذا النصوص في مجملها ناعمة وسلسة، هناك خطأ مطبعي وقع فيه الناشر عندما كرر "تسمية هلوسات (5) في صفحة 37 وسماها "أنت وبلقيس" في الصفحة 44.
نقول بأن مثل هذه النصوص تلسعنا لسعا، وتجعلنا نعيد تقيم أنفسنا، أعمالها، رؤيتنا، تفكيرنا، علاقتنا، وفي ذات الوقت تجعلنا نستمتع بها، رغم أنها تضربنا على الجرح المؤلم.
المجموعة من منشورات مطبعة الحسن للطباعة والنشر، بيتونيا، فلسطين، الطبعة الثانية رام الله، 2014.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟