أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شيء عن التجنيس في البحرين - صياغة المشكلة















المزيد.....

شيء عن التجنيس في البحرين - صياغة المشكلة


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 04:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




صياغة المشكلة من المسائل الصعبة ، إذ أنها مرحلة تمثل قنطرة عبور ؛ فمن (التشخيص) حيث المُعاينة و النظر ، إلى (التطبيق) حيث المُناكفة و العمل ــ فلابد إذا مع صياغة المشكلة أن يلازمنا الريب و الحذر ، كما لا يجب أن نخشى الإرتداد إلى (ما قبل صياغة المشكلة) ، فنتأكد أو فنتبيّن صياغة أخرى ؛ فنقوم بمراجعة كلما أوهجست دواخلنا أو بمراجعة إجبارية بين فترات طويلة نسبيا [ و لا يجب أن نخجل على إثر ذلك من أن يقع وصفنا بـ(المرتدين) أو (التحريفيين) ، و إلى غير ذلك من أوصاف أبدع العمليّون نحتها ] .


# و لصياغة المشكلة سنسير في طريق نعرض فيه ملخص للتشخيص [ أي ما تناولناه في الأجزاء السابقة ] :

* ما بين (خصوصية ذات مُنطلق ميتافيزقي) ، و (خصوصية ذات مُنطلق مادي) ، تتبنى السلطة (غمضنة الخصوصية) ؛ ليسهل عليها التنقل بين الخصوصيتين حسب الحاجة و الظروف ــ و من ذلك يجب التأكيد على (الخصوصية ذات المُنطلق المادي) ؛ أي النظر في الواقع الإجتماعي هو كما هو وفق منطقه و ضروراته .

* هناك منطقين يتم الإستناد على أحدهما للتمييز بين المجتمعات : (منطق التميّز المثالي) و (منطق التميّز المادي) ــ و من ذلك يجب التسلح بـ(منطق التميّز المادي) ؛ فالإستقلال المطلق خرافة ، و تميّز المجتمعات إنما يكون في إتصالها ، و في الإختلاف و التغيّر [ فتميّز المجتمع البحريني عن غيره من مجتمعات ، من حيث هو (مجتمع) ــ و ليس من حيث هو (بحريني) ] .

* المجتمع البحريني مجتمع (خدماتي) (إستهلاكي) (لا تفارق طبقي فيه) ، تسوده (الطبقة الوسطى) إلا أن (الجماعات أو الطوائف هي التي تسود ظاهريا) ، و لذلك فإن الحركة العامة في المجتمع البحريني هي (الإستبدال) ، أما في الجانب الفكري أو الإيديولوجي نجد السمات التالية سائدة : (منطق التميّز المثالي) ، (اللبس بين المُتوقّع و المُتخيّل) ، (مزيج من البلادة و السطحية الفكرية) ، (مذهب عملي لا فلسفي) ، (بروباجندا لصالح الجماعة أو الطائفة) ــ و يتطلب ذلك (الإعتراف به) أولا ، من ثم الدفع تجاه (تقويض شامل للوضع الإجتماعي العام) و كذلك التركيز على (نقض الجانب الفكري أو الإيديولوجي فيه) .

* إن التمييز بين قطاعي العمل (العام) و (الخاص) لا يقوم على أساس تحديد مجال أو مدى نفوذ و سلطة الفئة الحاكمة في الدولة ، فالدولة لا هي عامة و لا هي خاصة ، لكنها هي شرط لكل تفريق بين العام و الخاص ؛ فالتمييز إذا بين القطاع (العام) و (الخاص) ليس مجرد فرق إقتصادي ، لكنه يعتمل سياسيا لمصلحة أو مصالح الفئة الحاكمة في الدولة ــ و على إثر ذلك يجب التأكيد على أن ما يسمى (( إعادة الهيكلة )) ليست إقتصادية فقط [ كما لو كان الإقتصاد كيان مستقل بذاته ] ، إذ أنها إجتماعية ؛ بالتالي فإن الإجراءات المُتخذة يجب أن يتم تحليلها إجتماعيا ، و لا يجب الإكتفاء أبدا بالذرائع (الإقتصادية) و (الخارجية) للتسليم بالإجراءات دونما معارضة .

* وجود خطاب تتبناه أصوات طاغية في المعارضة ، كما تتبناه بعض أصوات في طرف الموالاة ، و الذي خلاصته (إحالة سبب العجز إلى إستهلاك الموارد و الثروات و الخدمات من قِبَل (( المجنسين )) ) ؛ مع إمكانية أن يحل هذا الخطاب بالنسبة للجهات الرسمية محل خطابها الحالي (الموارب بالإقتصاد ، مختزلا الأسباب بالخارج) ــ و الذي يقضي تبيان جذوره مع إجتثاثها [ أي مُنطلقه من منطق التميّز المثالي ] ، و سد الطريق أمام السلطة لأن تتبناه ، و في نفس الوقت قمع هذا الخطاب في أوساط المعارضة ؛ و ذلك يترافق بالكشف عن أسباب العجز الداخلية [ المُتمثلة بشكل خاص بسوء الإدارة و التصرف بالموارد و الثروات ، و عدم التخطيط و التنفيذ الفعّال المُفيد ؛ و هو ما يعني مساءلة الجهات المُختصة الرسمية ، و توجيه أصابع الإتهام إلى الحكومة ] .

* هيكلية المؤسسات العامة و الخاصة ذات مظهر بيروقراطي ، إلا أنها في العامة أكثر إنمساخا بفعل التدخلات التي تتعرض لها [ دون أن ننسى أن التمييز بين (العام) و (الخاص) هو تمييز سياسي ] ؛ و التي تلعب (( الصورة النمطية )) أو (( السمعة )) دورا فيها ــ و ذلك يتطلب قبل كل شيء (كشف أسباب التمييز بين المؤسسات العامة و الخاصة) و التي تحيل المؤسسات العامة إلى بيروقراطية مسخة ؛ و ذلك يقودنا إلى تقديم تحقيقات ذات طابع إجتماعي [ وضع المدارس الحكومية في مقابل المدارس الخاصة ، وضع المستشفيات الحكومية في مقابل المستشفيات الخاصة ... إلخ ] .

* يكون المثقف ضد التجنيس [ و ينسحب الأمر تلقائيا ضد من تقع تسميتهم بـ(( المجنسين )) ] بإستناده فكريا على منطق التميّز المثالي ، إما لحماية أوهامه الفكرية النابعة من طبيعته كمثقف (الهوية مثلا) ، و إما حماية لموقعه المميّز كمثقف في المجتمع البحريني (كأن يخشى أن تطيح به المنافسة عن عرشه) ، أما رجل الدين فإنه يكون ضد التجنيس لأن التجنيس عنده مُحدد بما يضمن و يقوّي سلطانه و نفوذه في المجتمع [ فمنطق التميّز عنده مثالي ، إلا أنه يعتمل في حدود الدين أو المذهب ، لا الوطن ] ــ لذا يستلزم الأمر (السمو على المثقفين على حدٍ سواء) و (الحط من رجال الدين على حدٍ سواء) ؛ و يترافق ذلك مع إظهار منطق التميّز المادي .

* قضية التجنيس بين صنفين من (( التعمية الإعلامية )) : الأولى (ترفض طرح الإشكال من مُنطلق رفضها الإعتراف بواقع الإشكال) ، و الثانية (تطرح الإشكال مشوها من مُنطلق قراءتها المشوهة للواقع) ــ بالتالي فعلينا التمسك بـ(الإصرار على طرح الإشكال من مُنطلق الإعتراف بواقع الإشكال) ، و إن أدى ذلك إلى زعزعة إستقرار مزيف و زلزلة عروش مُهترئة ، و لا يكون ذلك إلا بـ(التسلح بمنطق التميّز المادي) الذي يجنبنا تشويه الواقع و تقديم إشكالات مغلوطة و خاطئة .


بعد هذا العرض التلخيصي ، يمكن أن نفهم أن مشكلة قضية التجنيس ليست مجرد مشكلة فكرية ، إنما هي مشكلة إجتماعية ؛ مشكلة إجتماعية هي هي من صميم المجتمع البحريني . إن (وجود المجنسين) ليست المشكلة ، لكن المشكلة هي في (نمط المجتمع) الذي تُخلق فيه مشاكل منها (وجود المجنسين) [ و ليس يجعل من (وجود المجنسين) مشكلة ؛ إذ أنه فرق شاسع بين (يجعل) و (يخلق) ــ كما نرفض مسألة (وجود المجنسين) لأنها مسألة تقع ضمن نطاق منطق التميّز المثالي ؛ فالمجتمع يضم أفراد يندرجون ضمن فئات و طبقات ، فمن تقع تسميتهم (وفق منطق التميّز المثالي) بـ(( المجنسين )) لا يختلفون فئويا أو طبقيا عمن تقع تسميتهم بـ(( مواطنيين أصليين )) ، فـ(ليس القواد قوادا لأنه مجنس ، لكن لأنه قواد) ] .



ختاما ــ إن وحش الجماعة أو الطائفة فتّاك أفّاك ، إلا أن الفرد الذي ينسلخ عنه يؤلمه ، بل و يكشف عورته ، لهذا لا يتورّع هذا الوحش عن الفتك به متى ما استطاع ، و رميه في الإفك أينما استطاع ؛ و هنا تكمن تراجيديا الفرد ، و لكن أيضا شيء من مقتل هذا الوحش .

# و نذكر نص للأديب (( مهدي سلمان )) الذي ربما قد لا يتفق معنا في بعض هذه السلسلة أو كلها :
لا تـخـسـر ذاتـك .. سـيـجـيّـرونـك ، سـيـجّـرونـك ، سـيـنـتـزعـون روحـك ، سـيـعـطـونـك الـبـهـجـة ، و يـقـولـون : دع لـنـا هـذي الـكـآبـة نـجـتـثـهـا مـن قـلـبـك . لا تـسـتـمـع ، سـيـحـيـطـون بـك ، مـعـارف شـتـى و مـا مـن أصـدقـاء ، بـألـسـنـتـهـم الـعـريـضـة سـيـلـحـسـون عـيـنـيـك الـدامـعـتـيـن ، و يـقـولـون : جـفّ الألـم . لا تـتـبـعـهـم و ابـكِ ، ابـكِ كـمـا لـم تـظـن يـومًـا أن الـبـكـاء مـنـجـاتـك .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن التجنيس في البحرين - أدوار المثقفين و رجال الدين ، و ...
- شيء عن التجنيس في البحرين - العمل في القطاعين العام و الخاص
- وقفة مع العنوان العجيب
- بين قوجمان و زارا ضاع رأسمالنا
- وقفة مع خطاب رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حم ...
- شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُت ...
- شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُت ...
- شيء من مهدي عامل
- شيء عن التجنيس في البحرين - مقدمة
- شيء عن عيد العمال
- تهافت المانفيستو النمري
- حين تبكي الهوامير .. خالد الرويحي كنموذج
- شيء عن اللغة العربية سيسيولوجيا
- شيء عن اللغة العربية سيكولوجيا
- شيء عن اللغة العربية أبستمولوجيا
- شيء عن اللغة العربية مقدمة
- الدجل الطبقي - الصراع الطبقي
- الدجل الطبقي - مجتمع لا طبقي
- الدجل الطبقي - الطبقة بين الواقع و التجريد
- الدجل الطبقي - مقدمة


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شيء عن التجنيس في البحرين - صياغة المشكلة