أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هادي - عن مريانا المجدلية...














المزيد.....

عن مريانا المجدلية...


علاء هادي

الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


عن مريانا المجدلية...
علاء هادي
هي اغنية من اغاني زمان عن درويش سكران يتجلى له كل ليلة آلهة عشق أو قراصنة يأتون اواخر الصيف يداهمون ميناء القرية ليلة الاربعاء الاخيرة من شهر نيسان ولايسرقون غير التبغ الاسمر والمُرجان، وعادة مايتركون ورائهم فرس بيضاء اللون ابنة سنتين..
وقد يتخلل تلك الاغنية العتيقة تعويذة لقارئة كف لم تزل بعد تحت التمرين تتنبأ بامطارٍ غزيزة واشجار رُمان و صابة زيتون لم تُحصد قط...
وقد يكن فيها ترانيم وحكايا عن صبية يتبارون على ابتسامة الحلوة أبنة الجيران العائدة من المدرسة بظيفرتها المجدولة على عجل ..حٌلوةٌ يرى فيها صديقي السكران مذاقات اطعم بكثير من زجاجة الخمر المحلي ويقول لي عساها تقول لي مرّة وان كانت على سبيل المجاملة "كيفك ياجار" وكيف هي احوال الحالمين بايامِ تخلو من خطابات زعيم أوكاهن أوامام عن جيرانً لنا مجبولون بالفطرة على قلبِ النظام، وفقاً لما جاء في نشرة الاخبار...ومابين لعنات جدي وامنيات صديقي السكران تقف هناك صديقتي المجدلية مريانا تحكي لي عن اشعارِ ورسومات فينيقية وبابلية، وعن اب لها يحلو لهُ ان يُطعم الطيور ويتمنى لابنتيه ازواج يخلون من الخَلَجات: نفسية كانت ام سياسية، ويدخل في ذاك السياق تلك النَزَعات الوطنية التي مابرحت تجتاح مشاعر جاري العنين وتحث فيه انفعالات أمنية تدعوه لان يكتب في جاري المُقعَد عبود وباقي الجيران تقارير تدعو المحقق نوري المتوتر بالفطرة، ان يبحث في احشاء عبود وباقي المتآمرين على سلامة الوطن على ادلة تُدينهم على ماينتاب الوطن من تَضخّم، تفخّم، تفحم او أي عَرَض دَخيل يُحتم على الساهرين على سلامته ان يقضوا جُلَّ وقتهم في المراحيض يفكروا في حلول معوية تُرضي الوطن والمواطنين...
احكي لها عن جدي مُدمن اللعن: لعن من خلّفهم وخلّفوه ومايدخل بينهما من صلات رحم عشائرية كانت ام لوطية...ويدخل في ذلك المضمار رعصات ابي المصاب بالصرع كلما مرت سيارة شرطة او اطفاء من باب الدار او على مرمى البصر بغض النظر عَمن يكون الناظر فهو سيستمرغل في التراب سبع مرات تفاديا لاي استجواب حتى وان كان من باب السؤال عن الصحة والعيال...
ومابين صَرعات ابي ولعنات جدي ودروشة السكران استمع الى حكايات مريانا الخالية من الركلات والصرعات وانابيب التحقيق الرسمية منها والعُرفيّة!
تحكي لي مريانا عن جارة لها من الخليل وعن منديلها البرتقالي المائل الى الاصفرار، ولاتعرف كيف آن لمنديل رث عتيق ان يتجاوز عُهر الأزمان العاثرة منها والغابرة ويهدي لسيدة في السبعين أجمل طَلّة. تلك هي الحاجة ام حمدان او سلمان وقد تكون ام بشرى او بشير لااحد يعرف كُنيتها بالضبط وكل مايعرف الجيران عنها انها سيدة في السبعين تصعد كل امسية الى السطوح وتكشف عن شيباتها او ماتبقى منهن وتدعو رَبّها ان يُعيد لجاراتها الارامل مَن رحلوا دون وداع او متاع منذ سنين، منذ اندلاع الحرب الخامسة او ما سبقتها من غزوات وطنية او دينية، تدعوا لهم ان يعودوا بسلام كما رحلوا بالامس دونما اي نقص في الاصابع و الاسنان وياحبذا لو عادوا احياءا كما كانوا من قبل..أحياءا..ياحبّذا...
واليوم تتمنى صديقتي المجدلية لي ولها ان نعود كما كنا بالامس... سوية نعود للبعيد لازمنة لم تتَلَبد، لم تَتبلَد، لم تعرف بعد معنى للغربة والتيه.. ومابين مريانا وعودتي أعوام تيه وجوازات سفر أدمنت الرحيل الى هناك، بعيداِ عن لعنات جدي وادعية الارامل،الى هناك حيث مايكفي لنا من المسافة للسير سوية في أزمنة تفتقر الرحيل...
[email protected]



#علاء_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لمجموعة (مظلة من كلمات) للشاعر فارس عدنان
- الى احبة لي من خارج العشيرة...
- ان نتأنسن قَليلا...
- صدور المجموعة القصصية الاولى للكاتب العراقي المغترب علاء هاد ...
- انخفاض أعمال العنف في العراق نتيجة لانخراط العديد من أبناء ا ...
- طبيعة التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والدول العربية


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء هادي - عن مريانا المجدلية...