أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي!














المزيد.....

العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5204 - 2016 / 6 / 25 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يناقش الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام محمد عز العرب "المتغيرات الوسطية للعلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي".

وفي إطار هذه المناقشة يقول في مقدمة الدراسة: ان التصور المستقر في الاتجاه الرئيس لدراسات التحول الديمقراطي هو أن التحول الانتقالي من النظم السلطوية الى النظم الديمقراطية يقود تباعا الى الاستقرار السياسي، باعتبار ان التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية وإجراء الانتخابات الدورية واحترام حقوق الانسان وفاعلية المجتمع المدني تدفع نحو أوضاع مستقرة داخل الدول، حتى لو كانت ذات تعددية مجتمعية أو منقسمة دينيا، بحيث يتحقق التوافق المبني على مبدأ المواطنة والتوافق الذي يخلق الشرعية السياسية، وهو ما يؤدي بدوره الى تراجع العنف السياسي، وهو ما تشير اليه خبرات النظم السياسية في عدد من الدول الافريقية والاسيوية واللاتينية.

وفي مقابل ذلك ثمة اتجاه آخر يرى ان الاستقرار السياسي ليس عاملا حتميا للتحول الديمقراطي، وان النظم الديمقراطية لا تضمن تحقيق الاستقرار السياسي، لاسيما في ظل وجود مشكلات اقتصادية قد تكون حادة علاوة على ان عدم الاستقرار يستمر لإعاقة التنمية الاقتصادية لان عدم المساواة في الدخول والتنوعات الاثنية وتخوفات رجال الاعمال من ضخ استثمارات في بيئة أمنية قلقة تمثل محدودات رئيسية لعدم الاستقرار.

ومن هنا يعتقد الباحث ان العامل الحاسم في تفسير تلازمية العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي لا يتمثل في تحديد اثر أحدهما على الاخر، وهو ما يتطلب إدخال عوامل وسطية اخرى للوصول الى ما يمكن وصفه بالاستقرار الديمقراطي أو النظام الديمقراطي المستقر، خاصة مع وجود دول ذات نظام ديمقراطي ولكنها تعاني من عدم الاستقرار.

وعلى هذا الاساس تناول الباحث في هذه الدراسة المتغيرات الوسطية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المفسرة لطبيعة العلاقة الارتباطية بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي.

وحول المتغيرات السياسية "الوسطية" يتحدث عن أهمية وجود علاقة ارتباطية بين الاستقرار المؤسسي وبين تطبيق هذه المؤسسات للسياسات بما يحقق العدالة ويعني بذلك ان التحول نحو الديمقراطية يتطلب وجود مؤسسات خدمية ومؤسسات تمثيلية تقوم بمهام التعبير عن مطالب المواطنين والرقابة على أعمال الحكومة على نحو يفضى الى تغيير القواعد الحاكمة. ثم المؤسسات الامنية التي تعنى بالدفاع عن الوطن والمواطن. ويتطلب أيضا الإيفاء بالمتطلبات الاجتماعية خاصة فيما يتعلق بالمواطنة الشاملة عبر التضمين الكامل لكل الفئات، ومعاملة المواطنين على قدم المساواة في الحقوق والواجبات بدون تمييز. وفي هذا السياق يشير الى دور الاحزاب السياسية في تحقيق الاستقرار المؤسساتي وبتشريع التحول الديمقراطي من خلال إرساء مفهومي المشاركة والمنافسة والى الفصل بين السلطات وأهمية مكافحة الفساد.

أما فيما يتعلق بالمتغيرات الاقتصادية الوسطية فانه يركز على أهمية الاستقرار السياسي وتعزيز معدلات النمو الاقتصادي وهوما يرتبط بإدارة النخبة الحاكمة للموارد الطبيعية من خلال انتهاج سياسة توزيعية متزنة وعادلة.. ويرتبط ايضا بتحقيق معدلات من التنمية الاقتصادية والتي تتمثل في الاستثمار من الناتج المحلي الاجمالي، ومستوى التضخم وغيرها من المؤشرات.

وفي مجمل الحديث عن المتغييرات الاقتصادية يرى البعض – وهم على حق – ان العامل الاساس المهدد للسلام الاجتماعي والاستقرار السياسي هو عدم التقارب النسبي في معدلات توزيع الدخل وما ينتج عنه من طغيان فئة اجتماعية على فئة اخرى، وهو ما يشير الى ترف الأقلية على حساب الاغلبية ربما يؤدي الى ازدياد السخط، ويقود الى زعزعة استقرار الدولة قد يؤدي الى العنف والاضطرابات والاحتجاجات المختلفة.

وعلى مستوى المتغيرات الاجتماعية الوسطية فان أبرز المحددات المؤثرة على حالة التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي ادارة التنوعات الاثنية والعرقية المجتمعية. ويربط الباحث ذلك من خلال الشعور بالغبن والتمييز الاقتصادي ضد الجماعات الاثنية، خاصة في ظل وجودها في دولة غنية، ما يدفع هذه الجماعات للتمرد ضد النظام القائم.. وفي هذا الجانب يتناول تدفقات الهجرة الاجنبية ومدى تأثيرها سلبا على التحول نحو الديمقراطية لا سيما في الدول الغنية التي تستورد العمالة الوافدة.

خلاصة القول يرى الكاتب أن نمط النظام السياسي سواء كان ديمقراطيا أو سلطويا ليس عاملا حاكما لتحقيق الاستقرار السياسي وانما يتطلب توافر مجموعة من المتغيرات الوسطية لكي تتحقق، وتفوق تلك المتغيرات تأثير نمط النظام السياسي وبأوزان نسبية مختلفة، التي تتمثل في توازن المطالب السياسية مع قدرة المؤسسات السياسية وتبلور شرعية الهياكل والأبنية السياسية، وترسيخ أبعاد الخبرة الديمقراطية، وحدود التشاركية في السلطة السياسية، ومسار العلاقات بين السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، ومحورية دور الاحزاب السياسية في التحولات الديمقراطية، ومعدلات انتشار الفساد في الابنية المؤسسية، وآليات التفاعل مع التحولات الداخلية في المناطق الجغرافية المتقاربة، ونمط ادارة النخبة الحاكمة عوائد الموارد الطبيعية وتحقيق معدلات التنمية الاقتصادية، وملاءمة مشروطية المعونات الخارجية، وادارة التنوعات الاثنية والعرقية المجتمعية واستيعاب تدفقات الهجرة الأجنبية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة ولعبة المصالح!
- الرقابة البرلمانية مرة أخرى!
- أضرار خلط الدين بالسياسة!
- الإسلام السياسي الإيراني!
- سياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية!
- الفساد يشبه -السوس-!
- في ذكرى الانتصار على النازية والفاشية
- إبداع حسن جناحي
- تحديات التنمية البشرية!
- سيداو والضجة المفتعلة!
- الثقافة والحرية
- الإصلاح الإداري والرقابة والمحاسبة!
- طرابيشي يترجل
- العالم العربي والإصلاح السياسي!
- شيء من التاريخ الصهيوني وانتخابات الرئاسة الأمريكية!
- الثامن من مارس محطة مضيئة في حياة نساء العالم
- المواطنة ومناهج التربية!
- العولمة والسيادة والاقتصاد!
- فاطمة ناعوت
- البرلمانات العربية!


المزيد.....




- لِمَ انتظر هذا الرجل سن التقاعد حتى يمارس شغفه بتحويل الخردة ...
- -إن مت أريد موتا صاخبا-.. مقتل المصورة الصحفية فاطمة حسونة ب ...
- نعيم قاسم: لن نسمح لأحد بنزع سلاح حزب الله وسنواجه من يسعى ل ...
- قصة عروس في غزة فقدت عريسها قبل الزفاف بيوم
- الصحافة في عصر التزييف العميق: رؤى وتحديات من منتدى الإعلام ...
- اليمن: غارات أميركية على صنعاء والحديدة والجوف تخلف أكثر من ...
- محاكمة -التآمر-..أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً على قادة المع ...
- -نوفوستي-: المحتالون الذين يهاجمون الروس عبر الهاتف يعملون ت ...
- رابطة صينية تتهم واشنطن بانتهاك قواعد التجارة الدولية بشكل ص ...
- أورتاغوس -تتثاءب- ردا على أمين عام حزب الله


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي!