أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - جو كوكس .. اقتلاع الزهرة














المزيد.....

جو كوكس .. اقتلاع الزهرة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم الخميس 16 يونيو تم اغتيال النائبة البريطانية " زيلين جويل" التي اشتهرت باسم"جو كوكس" أثناء توجهها لاجتماع بناخبيها في شمال انجلترا. وأشارت معظم التقارير إلي أن القاتل هو"توماس مور" البالغ من العمر 52 سنة وأنه كان ينتظرها حسب شهود من مقهى مجاور وأطلق النار عليها مرة وأخرى فسقطت على الأرض فانحنى وأطلق النار مرة ثالثة في وجهها. وأضافت بعض المصادر أن القاتل هتف أثناء ذلك" بريطانيا أولا". واتفق معظم المحللين على أن الجريمة وقعت في سياق الاستفتاء بشأن بقاء بريطانيا من عدمه في الاتحاد الأوروبي، بهدف تلقين أنصار الاتحاد الأوروبي وكانت " كوكس" في مقدمتهم درسا عنيفا. ولتأكيد ذلك التفسير يضيفون أن " توماس مور" على صلة وثيقة مع النازيين الأوربيين الجدد دعاة سيادة العرق الأبيض والأمم البيضاء، وإذا صح ذلك لكان الدافع الحقيقي للقاتل هومواقف"كوكس"المؤيدة للمهاجرين والأقليات، والقضايا العربية، هو الدافع للاغتيال، وليس– كما يراد لنا أن نفهم- بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من عدمه. أما قصة تأييدها للاتحاد الأوروبي فليست سوى غطاء للتمويه على أصحاب المصلحة في اسكات"جو كوكس"وإسرائيل في مقدمتهم. كانت " كوكس" التي فارقت عالمنا عن اثنين وأربعين عاما تاركة خلفها طفلين معروفة بتعاطفها مع قضايا المهجرين داخل بريطانيا، وقد أشادت بدور الهجرة في تحسين أوضاع البلاد في أول خطاب لها في مجلس العموم بعد انتخابها في مايو 2015، وكانت أيضا تترأس لجنة البرلمانيين من " أجل سوريا"، وعضوة في مجموعة " أصدقاء فلسطين" البرلمانية، ووقفت تدعم بحزم حركة مقاطعة إسرائيل، ونادت طويلا برفع الحصار عن غزة، ودعت وطالبت بالتعدد القومي والعرقي والثقافي، وعلاوة على كل ذلك كانت من أنصار بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي. فهل ترك القتلة مجمل أسباب القتل وتوقفوا فقط عند مسألة موقف " كوكس" من الاتحاد؟! أم أنهم صوبوا رصاصهم إلي كل مواقف"جو كوكس" تحت غطاء آخر للتمويه على الجهة الحقيقية التي وقفت وراء الاغتيال لأسباب غير الاتحاد الأوروبي؟. أعتقد أن اغتيال " كوكس" سيبقى غامضا مثل اغتيالات سياسية كثيرة لم تفضح بعد حقيقة الفاعل فيها، من أشهرها اغتيال جون كيندي عام 1963أثناء مرور موكبه في مدينة دالاس، ثم مقتل المتهم باغتياله بعدها بيومين! ومازالت الجهة الحقيقية الفاعلة مجهولة رغم انقضاء نصف قرن! ومازال الغموض يحيط باغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية بنظير بوتو في 2007، كما مازال موت الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عام 2004 محوطا بالغموض، رغم اعلان الخبراء في باريس بعد وفاته بست سنوات عن اكتشاف آثار مادة البوونيوم المشعة على ملابسه. لقد اقتلعت البربرية زهرة غالية من حديقة البشر، هي النائبة " جو كوكس" التي ولدت عام 1974بشمال بريطانيا ثم أنهت تعليمها في كامبريدج عام 1955، وساهمت بنشاط في أعمال الجمعيات الانسانية مثل منظمات إنقاذ الأطفال في مناطق النزاع، وفي منظمة " أكسفام" الخيرية، ثم انتخبت إلي البرلمان العام الماضي. قالت الصحفية"لورا كينسبيرج" تنعيها: " كانت جو نجمة، مشعة، شجاعة ومرحة". ونعاها رئيس الوزراء البريطاني بقوله " فقدنا روحا مشبعة بالرقة والرحمة". نسبت إليها مصادر كثيرة قولها:" ارجعوا إلي التاريخ جيدا .. لاتوجد اسرائيل، توجد فقط فلسطين"، ومن أقوالها المسجلة في البرلمان: " في بعض الأحيان كل ما يلزم الأشرار لكي ينتصروا هو صمت الناس الطيبين". لقد اقتلعت البربرية زهرة أخرى، لكن " كوكس" تواصل نموها مع زهور كثيرة في حديقة لا حدود لها تضم كل أصحاب الضمائر الحية.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كله جايز .. في ثقافة الجوايز !
- عن العلم والأدب مجددا
- جراحة - قصة قصيرة
- رحلة للحكومة للتعرف إلي الشعب
- لغة الجرائد
- تفاصيل الموت والحياة
- - اتصال - قصة قصيرة
- تيران وصنافير .. وحرية التعبير
- صحافتنا المصرية تاريخ من الحرية
- صياد الأرواح
- عدمية وخراب الأدب الصهيوني
- لحظات لن يغغر فيها الوطن الصمت .. حول جزيرتي صنافير وتيران
- تمثال للأم الشجاعة
- علاء الديب .. شجن الوحدة والاغتراب
- طوب علينا يارب
- حاكموا الوزير أو أفرجوا عن أطفال المسيحيين
- من تنوير العقل إلي تنوير الشعور
- يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!
- الشاي والناس
- من الذي يتجرأ على تعديل نجيب محفوظ ؟!


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - جو كوكس .. اقتلاع الزهرة