قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 19:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الديخوتوميون-dichotomy
أصدقاؤنا الديخوتوميون ، لا يرون من الأشياء إلّا بُعْدَيها المتناقضين، فهم في الأغلب الأعم إقصائيون .. ولا يعترفون بوجود كيانات معنوية أو فيزيائية ،الّا الطرف الذين يقفون عنده، لا يعترفون بطيف الألوان في قوس قزح.. فالعالم إما أبيض (عالمهم الفكري والسياسي)، وإما أسود (عالم الآخرين السياسي والفكري). الكل بَيِّنٌ وواضح بل شديد الوضوح .
ومن على هذا المنبر، نشهد سجالات وتحديدا في الكواليس الخلفية ، تُكرّس للديخوتوميا ، تُكرس للنقائض، لا تعترف بوجود خير في الطرف الآخر للمعادلة الديخوتومية .
الإسلاميون من جانب ،يرون العلم ، الإعجاز والعدل في النظام السياسي الاسلامي ، وكل ما عداه ظلم وتهريج..
لكن "خصومهم" الفكريين من الديخوتوميين على الطرف الآخر، وتحديداً الديخوتوميون المسيحيون ، فيعتبرون الإسلام تزييف لإرادة الرب والمسلمين مجرد قطيع لا يفقه شيئا.
انصار الثورة السورية ،يعتبرونها أسمى تجليات الخير ، العدل والإنسانية ، والنظام النقيض يرونه سفاحا ،مجرما وفقط . بينما يقدس انصار النظام قائدهم ويعتبرون نقيضهم عملاء وخونة .
مناصري الثورة السورية ، يناصرون الحق والخير والعدل ، ويريدون للشعب السوري الحرية السياسية والعدالة الإجتماعية ولو على ظهور الدبابات الامريكية وفتاوى الوهابية . بينما الديخوتوميون من مناهضي المناصرين، فيعتبرونهم أذنابا وأذنابا فقط .
وهكذا في شتى مجالات الحياة العامة والخاصة ، فالعرب ذوو باع طويل في فن الديخوتوميا ..
من ليس معي فهو عدوي ..
لا حق في الإختلاف ، فالإختلاف قد يقود إلى اختلاف حول الحاكم ، وهذه مشكلة .. سواء كان هذا الحاكم في الأسرة الصغيرة ، القبيلة ، العشيرة أو الدولة ..
وتحيا الديخوتوميا ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟