أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ايران والسعودية في بيتنا














المزيد.....

ايران والسعودية في بيتنا


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إيران والسعودية في بيتنا
محمد الذهبي
كان يمشي ويردد لقد جمعنا الضدين وادخلنا ايران والسعودية، يضحك تارة ويتجهم اخرى، استوقفه احدهم شفقة عليه، ما بك ايها الرجل؟ هل انت مجنون ام تريد ان تدعي الجنون، فاقسم باغلظ الايمان ان ايران والسعودية في بيته، وضحك ثانية بهستيريا ، اصطحبه الى مكان قريب وجلب له قنينة ماء بارد، خذ اشرب وارتح قليلا، لايجدر بك وانت في هذا السن ان تضحك الناس عليك، فضحك ثانية وهز يده بسخرية، بلد عمره 7 آلاف سنة يضحكون عليه، وانت تخشى من سخرية الناس مني، هذا الامر الذي تنادي به وسط الجموع سيفسره بعض الجهلاء تفسيرات اخرى، ربما اودت بحياتك، انت تعرف ما هو وزن إيران وماهو وزن السعودية هنا، فاغلق فمك وساتبرع لك باجرة تكسي تقلك الى البيت، لقد عقمت ابقارنا، وعقم النخيل، ومعامل التعليب التي كانت مصدرا مهما من مصادر ثروة العراق اختفت على ايدي الثوار الذين اطاحوا بصدام وحزبه، الديمقراطية التي نحياها ترى اننا يجب ان نوزع ثرواتنا على دول الجوار، فنأتي بالبنزين من الكويت والماء الصافي كذلك المعبأ بقنان من البلاستك، ونأتي بالتمر من السعودية واللبن من ايران، يمكنك ان تتهمني بالجنون، لقد تناولت التمر السعودي واللبن الايراني على الغداء، لم يمتزج الغذاءان، وحدثت في معدتي معركة ضارية استخدمت فيها جميع الاسلحة.
انت مجنون بالفعل، انا مجنون وانت؟ هل تدعي العقل؟ دعني اسألك سؤالا واحدا، في اي زمان ومكان استورد العراق التمر من السعودية، وفي اي زمان ومكان استورد العراق اللبن من ايران؟، هل تعلم ان الاردن كان يفطر على القيمر العراقي، ملك الاردن اعني، وعندما رأوا ان فترة نقله طويلة وربما تلف في الطريق، استورد الاردن الجاموس من الفضيلية، الفضيلية بمفردها تستطيع تغطية استهلاك بغداد من الحليب ومشتقاته، ولاحاجة بنا ان نجمع عدوين في بطوننا في تناول التمر السعودي مع اللبن الايراني، ساسحبك الى ذلك المقهى وسترى بعينك كيف تدور الحرب فيه بين ايران والسعودية، بعدها ننتقل ضيوفا الى اية صحيفة او قناة فضائية ونرى الحروب المستعرة بين إيران والسعودية، لندخل سوقا مختلطة في المناطق المشتركة وسترى بعينك حجم الأسلحة المستخدمة بين الدولتين، لنستعرض بعدها الصحف ونقرأها معا، ونشاهد الفضائيات، ونلتقي بالسياسيين، وسنرى المعارك التي تدور رحاها هنا لدينا، انت نفسك هل تريد ان تكون مسؤولا؟ اتكىء على إحدى الدولتين المسلمتين، تعرف ان اميركا تعبت وتركت الساحة لهما الى ان تسقط إحداهما الأخرى.
ان معدتي تحتوي على النقيضين، ولذا مازلت ابحث منذ الغداء عن لبن وتمر عراقيين، علّهما يستطيعان ان يوقفا فورة المعارك في داخل معدتي، او ربما انضم التمر العراقي الى التمر السعودي، وانضم اللبن العراقي الى اللبن الايراني، حينئذ سيزداد المي ولاتنطفي حرقة امعائي ابدا، لم يدم الامر طويلا، حتى اصفرّ وجه الرجل وراح يجود بنفسه، سأله ما بك؟، صار يرتجف بقوة، عاد اليه، هل انقلك الى المستشفى، وضعه في سيارة اجرة وذهب به الى المستشفى، بدأت اسئلة الطبيب الخفر التقليدية، ماذا تناولت على الغداء، فاجاب تمرا سعوديا ولبنا ايرانيا، فضحك الطبيب، كان يمكنك ان تقول تناولت تمرا ولبنا بدون ان تعطي هويتهما، انه التسمم يارجل، فالتفت الى صاحبه: الم اقل لك انهما نقيضان ولايمكن ان يجتمعا في معدة واحدة، واذا ما اجتمعا فسوف يدمران اقوى معدة في العالم، راح يصرخ عاليا، لقد تسممت اكلت التمر السعودي واعقبته باللبن الايراني، لم يدم الامر طويلا، فقد سأله الرجل عن عنوانه، وهل يستطيع ان يتصل باهله للحضور، وهل اكل احد منهم معك من التمر واللبن، اكلوا وانا فقط تسممت، انهم بخير لقد اتصلت بهم، لانني ساسلم الروح، اتصل باهله، وضع شرشفا ابيض على جسده، وغادر قاعة الطوارىء مسرعا وهو يردد اسم ايران والسعودية.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجاهرة بالافطار
- مرآتك انتَ
- الحكيم الذي لم يعد حكيماً
- الموسيقار
- المعطف والربيع
- ليتك اكلته ميّتاً وتركته حيّاً
- خريف المدينة
- امي انا في الطب العدلي
- مصحح
- سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية
- العذارى ومراقد الاولياء
- مدن الموت
- الموت في الوطن المنفى
- تالي العمر محطات
- انا وليلى ولتفتحوا جراحكم
- لم يشترك في تحرير الفلوجة
- ماجدوى الدخول الى الخضراء
- من جيبك نوفي الديّانه
- شهادة الاوراق الصفراء في سوق اعريبهْ
- حين دفنت الشمس


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ايران والسعودية في بيتنا