أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصرت مردان - مسرحية عندما يطول الليل














المزيد.....

مسرحية عندما يطول الليل


نصرت مردان

الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


مسرحية

عندما يطول الليل
نصرت مردان

الليل في أشد ساعته هدوءا . خلفية حديقة عامة وأمامها موقف فارغ للباص مظلم نوعا ما، يحتوي مقعدا طويلا فارغا لانتظار الركاب . . بعد لحظات يظهر رجل . ينظر إلى حوله برهة ، ثم ينظر إلى السماء وكأنه يعد النجوم . يقترب من الموقف :

ــ موقف فارغ في انتظار باص تعب ، أنهكه الجولان في نفس الشوارع والوقوف في نفس المواقف مئات المرات .. ربما السائق يسوق حافلته بنصف وعي ، من كثرة تعوده على الشوارع والطرقات والمواقف حاله حال الحمار الذكي الذي يعود الى المنزل دون صاحبه فقط لو كان يملك ذكاءا كذكاء الحمار..
(ينظر ثانية الى الموقف ) :

ــ باله من صمت ثقيل .. لو كنت ظللت في البيت بعد الكأس الرابعة ، من يدري لارتكبت جريمة أو لأصبت بالجنون ..! بل أن المدينة نفسها تحمل البؤس والكآبة الى الأعماق .. لكم هي عطشى الى النميمة والكذب، والتظاهر بالتدين والإغراق في الصلاة والصوم ، والدجل والشعوذة ، والزيف ومعادة الحق والحقيقة ..
( صوت سعال نسائي رقيق ، يلتفت الرجل الى مصدر الصوت ، في آخر زاوية المقعد ، يرى ظل امرأة . الرجل يقترب منها )

الرجل ـ أرجو أن لا تخافي مني يا سيدتي في هذه الساعة الموحشة من الليل !؟
المرأة ـ ولماذا أخاف منك وأنا لم أر منك ما يريب ، رغم انك هناك من فترة ليست بقصيرة ؟
الرجل ـ الصمت آمان ، والليل يغمرنا بأمانه وسلامه ..
المرأة ـ على كل حال النهار يحمل معه الجريمة والشرور والجريمة أكثر من الليل .
الرجل ( يغير مجرى الحديث ) ـــ هل كنتِ تنتظرين الباص ؟
( المرأة تشعل سيكارة بهدوء )
المرأة ـ كم الساعة الآن ؟

(الرجل ينظر الى ساعته )

الرجل ـ الرابعة صباحا !
المرأة ـ ثمة ساعتان لوصول أول باص صباحي اليوم للموقف !
( المرأة تواصل الحديث )

المرأة ـ هل لي أن أتطفل وأسألك عن سبب وجودك هنا في الساعة غير المعتادة ؟
الرجل ـ بل عليك الجواب عن سبب وجودك في هذا المكان، والباصات ترقد غافية في المرآب ؟



المرأة ـ صدقني لن أتردد في أن أفصح لك عن كل شيء ، لو كنت أنت الباديء !
الرجل ـ قصتي ليست مثيرة .. فزوجتي قد تركتني وهجرت البيت ، ولم ترجع رغم محاولاتي العديدة .. خرجت من البيت في هذه الساعة ، وحسنا فعلت ,,فلو بقيت ساعة أخرى في البيت لربما هرعت الى بيتها ونزلت عليها طعنا بالسكاكين وعلى كل من يواجهني .. فكرت كثيرا قررت الخروج هائما على وجهي حتى وجدت نفسي هنا ..وسط الصمت الآمن ..

( ظل ابتسامة تظهر على وجه المرأة)

الرجل ــ هل تعتقدين أن الحب يؤدي الى الجريمة ؟
المرأة ـ وأحيانا الكراهية .. !
الرجل ـ لقد أتى دورك في مصارحتي عن سبب وجودك هنا في مثل هذه الساعة ؟
( المرأة تشعل سيكارة أخرى )
الرجل ـ آسف لعدم إشعال سيكارتك ..لأنني لا أدخن ..
المرأة ـ لا يهم .. اسمع يا سيدي .. أنا امرأة خلقت للحب .. منذ سنة لي علاقة حب مع عشيق لي ، وهو يخاطب كل مشاعري .. العائق الوحيد كان زوجي العجوز المعقد .. اليوم تخلص عشيقي منه ، وأنهى أنفاسه التي كانت يجب أن تتوقف منذ تعارفنا على بعض .. قررنا ترك البيت فورا ، فأركبني خلف دراجته البخارية منطلقا في شوارع وأزقات المدينة حتى أتينا الى موقف الباص هذا .. ودعني هنا على أن يعود لي بعد نصف ساعة ( بحزن حقيقي ) الآن أدرك عن يقين بأنه قد خدعني ، وتركني لمصيري.. يا له من خائن !

الرجل ـ أليس لك مكان تأوين إليه ؟

المرأة ــ كلا ..

( الرجل يفكر قليلا )

الرجل ــ وما رأيك لو تقيمين عندي .. فزوجتي كما قلت لك قد هجرتني منذ فترة ليست بالقليلة ..
المرأة ( ممتنة ) ـ هذا كرم لا أرده .. خاصة ان ملامح من الطيبة تبدو على محياك .. من يدري قد نبقى معا كأصدقاء ..

الرجل ــ وهذا كرم منك لن أنساه ..

تبتعد المرأة صوب مظلة موقف الباص ، وتجلس في مكانها السابق .
يقترب شرطي من الرجل ، وينظر إليه بتساؤل .

الشرطي ـ ماذا تفعل في هذه الساعة ؟
الرجل ـ أنتظر الباص ..
الشرطي ـ الرحلات الصباحية لم تبدأ بعد
الرجل ـ سأنتظر مع صاحبتي ..
الشرطي ـ وأين هي ؟
(الرجل يشير الى مقاعد الانتظار في الموقف )
الشرطي يتوجه داخل مظلة الموقف .. يغيب لحظات ثم يعود
الشرطي ـ لا أحد هناك ..
الرجل ـ كانت معي قبل لحظات ..

الشرطي ـ ما اسمها .. ناد عليها !
(يضطرب الرجل ، ويكتشف أنه لا يعرف اسمها )

الرجل ـ كانت هنا .. كانت هنا !
الشرطي ـ أنت مجنون أو مخمور .. هل ثمة امرأة شريفة تخرج من بيتها في هذه الساعة التي تنام فيها حتى الشوارع والبيوت ..


( ستار)



#نصرت_مردان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل عزيز نسين
- موسوعة شعراء أربيل
- هل يحتضن العراق مثقفيه ؟
- الشعر التركماني العراقي ـ مقدمة ونصوص
- جاندار ، الطالباني ونموذج بروكسل
- على ضوء زيارة الطالباني لأنقرة : صفحة جديدة بين التركمان وال ...
- عطا ترزي باشي يؤرخ تاريخ الطباعة والصحافة في كركوك 1879 ـ 19 ...
- الشاعر الاوزبكي محمد صالح، شجرة غريبة في المنفى
- التركمان في شرق المتوسط
- لوحات ملونة يرسمها الأذربيجاني غضنفر ?اشاييف عن كركوك و التر ...
- تينور في قفص الطيور
- الروائية التركية نازلي آراي : عالمي الروائي فوضوي وغريب..بين ...
- قصائد برقية إلى شعراء مدينتي
- إبراهيم الداقوقي يرسم صورة الأتراك لدى العرب
- كتابات في قفص الاتهام- بودلير يغرد في جحيم البؤس ود.هـ .لورا ...


المزيد.....




- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...
- انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين ...
- -روحي راحت منّي-.. أخت الممثلة الراحلة إيناس النجار تعبّر عن ...
- -عرافة هافانا- مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل
- الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
- إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو ...
- معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر ...
- بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج ...
- بعد انتهاء تصوير -7Dogs-.. تركي آل الشيخ يعلن عن أفلام سعودي ...
- برائعة شعرية.. محمد بن راشد يهنئ أمير قطر بفوز «هوت شو» بكأس ...


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصرت مردان - مسرحية عندما يطول الليل