|
ايتام الخميني في طريقهم لازالة العراق من الذاكرة الانسانية
جميل نادر البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 18:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
2016 - 06 - 23
ايتام الخميني في طريقهم لازالة العراق من الذاكرة الانسانية
الكاتب: جميل نادر البابلي
وجد ملالي قم في بدونة المجتمعات المستهدفة من قبلهم لتجريدها من قيمها وقطع تواصلها مع تاريخها وجذورها كافضل وانجع وسيلة لهدم تلك المجتمعات والسيطرة عليها.
مستثمرين المخزون العاطفي اللاعقلاني لدى تلك المجتمعات في حنينها الى البدونة كوسيلة لبلوغ اهدافا وغايات تعجز من تحقيقها باساليب عقلانية وجهد وعمل هادف لتحسين مستواها المعاشي والاجتماعي بعيدا عن كل توجه حضاري.
فلقد بدأوا بلبنان بذريعة تحرير فلسطين وعنتريات السيد حسن الذي تشرف بلقب بطل المقاومة والذي انهى لبنان كدولة وتحول الى محمية بادارة وكيل الولي الفقيه في طهران، وقضى على اي مستقبل لشعبها، ونفس المنهج عمل به في البحرين وجزيرة العرب واليمن والعراق وسوريا وبقية بلدان العالم بالاخص الاسلامية منها هذا من جهة.
اما المحور الثاني في توجههم هو استثمارهم بذكاء الجهل المستفحل في مجتمعات تلك البلدان وفقرها المعرفي والثقافي المقتصرعلى التعاليم الاسلامية التي لا تعدو ان تكون بالكامل تقديسا للقيم البدوية من غرائز وطبائع واعراف وكل ما يتحكم بالانسان البدوي.
طبق هذا النموذج على عموم الساحة الاسلامية في حربهم على الاغلبية السنية في العالم اينما تمكنوا من ذلك، ومن الطبيعي ان يكون العراق الهدف الاول في مرماهم كما كان يوم انفتحت شهية النبي العربي في التوسع بعد استكمال مشروعه في جزيرة العرب في تحقيق احلامه في السيطرة ونهب ما تيسرمن العالم اينما تمكن سيفه من ذلك، وها هم سائرون على نفس النهج لتطبيق هذه الستراتيجية الغادرة والمخادعة، لهذا كل جهودهم منصبة في ترسيخ مفهوم ارتباطهم العضوي والمباشر بتلك الشخصية بتركيزهم على عبارة انهم من اهل البيت واحيائها في الوعي الجمعي، بهذا يمتلكون اهلية في التوريث التي تشمل كل بعد زمني ومكاني من مادي ومعنوي.
ان احلى واغرب ما في الكذبة هذه ان يتحول هندي وفارسي وتركي الى انحدار وراثي من اصل بدوي صبحان اللذي صهرهم بغير ميعاد..
فمنذ تاريخ اسقاط الدولة العراقية بتاريخ 2003 المنهكة اصلا بسبب الكوارث والحماقات التي ارتكبها النظام الفردي البائس وهم يعملون بشكل مدروس على الغاء كل ما يؤشر على الهوية العراقية مدعومين بسياسات الغازي الاميركي للبلد حيث نجح الحاكم الامريكي على البلد في دفن العراق يوم عمل على ابراز المؤسسة الدينية في النجف كونها مركزا لكل السلطات ولا حاجة لايضاح كونها امتدادا و فرعا لمؤسسة الملالي في قم وطهران، وترك كل الابواب مفتوحة امام المليشيات الشيعية القادمة من ايران لفرض سيطرتها بالكامل على كل مرافق الحياة في البلد.
فبداؤا بتنفيذ مخططات حكام طهران حلقة بعد اخرى والى اليوم بعد التحكم بالانتخابات بفتاوي مضللة في كل مرة وكان اخطرها فتوى المرجعية بتشكيل ما سمي مؤخرا بالحشد الشعبي (والمقدس طبعا) حيث به تشكل جيش طائفي انهى كل امل في امكانية بقاء البلد موحدا، ويشكل هذا التنظيم السكينة في خاصرة الجيش العراقي هذا ان كتب للاخير ان يوجد.
لقد افلحوا في مساعيهم الشريرة وافرغوا كل احقادهم على كل ما هو عراقي فبداوا بمطاردة كل العناصر الفاعلة في المجتمع فدشنت الاحزاب المرتبطة بملالي قم وطهران بمحاربة التواجد الغير الاسلامي في العراق عامة بدا بالبصرة من المسيحيين و الصابئة بالدرجة الاولى وباحقر الوسائل وقاموا بتصفية كل من تشم منه رائحة عراقية وعلى عموم الساحة الوطنية وركزوا جل جهدهم لتقزيم وجود المرأة كانسان، وعمموا ثقافة عبادة القبور والنواح على موتى مضى على وفاتهم قرونا علما انه ليس بين تلك الاسماء التي عملوا ويعملون على تاليهها و نشرقيم عبادتها وتقديسها اية علاقة لا من قريب اوبعيد مع العراق لا انتماءا ولا تاريخا ولا ثقافة، كل ما عرف عنها هو حبها للسلطة والتسلط مسلحين بفكرة التوريث وبمجهولية علمية حد الامية وعديمي العطاء لدرجة الصفر او دونه.
بجانب كل هذا نظموا حملات تصفية طالت كل من يشتبه به انه يحمل صفات عراقية من علماء وادباء اساتذة ومفكرين ورجال دولة وحكام وعسكريين هذا والاخطر من كل هذا يتجلى في الهدم الثقافي الممنهج الذي عمت بركاته على كل مناحي الحياة المادية منها والمعنوية على السواء حيث اعلنت الحرب على الفنون بكل انواعها ودمرت المعالم المعمارية والحضارية في المدن العراقية ودمر النظام التعليمي والمؤسسات الصحية في البلد وحورب الاطباء فمنهم قتل ومنهم من نجى بجلده وهرب واعادوا احياء القيم العشائرية كانجع أدات لهدم الدولة.
لهذا لم يكن غريبا ما اعلنوه مؤخرا في محوا اكبر عنوان يعرف به البلد وهو الغاء اسم عاصمة البلد التاريخية والحضارية وتبديله بمنحه الى شخصية بدوية بامتياز ليس فيها شعرة واحدة تشيرعلى علاقة لها بالبلد لا عرقيا ولا اثنيا ولا ثقافيا ولا عرفيا، وهي شخصية تفتقر الى كل مؤهلات شخصنة التاريخ بها.
كل مبرر هذا التكريم يقتصر على انحدارها العائلي حيث ولدت من نسل فرد عانت ولا زالت البشرية كلها تعاني من افعاله واقواله وليس هناك من مؤشر واحد لانهاء ما ترتب ويترتب عليها من شقاء بشري لا حدود له.
المعيب في الامر ان الشخص المعني تكريمه لا يحمل متطلبات هذا التمجيد بالتضحية بالذاكرة التاريخية لاهل وادي الرافدين خاصة والعالم اجمع غير انحداره العائلي ومجرد ولادة شخص ما من عائلة معينة لا يبرر تقديسه وتخليده.
به هذه الضربة ها هم ايتام الخميني وعبيد خامنئي يدقون المسمار الاخير في نعش العراق تاريخا ووجودا واكتملت الحلقة والفصل الاخير في مساعيهم لمسح كل اثر لعراقية الشعب فى البلاد بالغاء اسم بابل وتبديله باسم حسن وليس للعراق كوطن واصول وتاريخ اية معرفة بمن هوهذا الحسن.
ومن خصائص هذه الفئة الباغية انها تتخذ من الكذب المعول الاول في عملية هدمها للوطن اذ انهم دوما يعملون عكس ما يعلنون وباساليب خبيثة وطرق ملتوية وخادعة لا تليق بمن يحترم نفسه. فبعد ان وجدوا ردة الفعل العنيفة بمن تبقى من العراقيين، خرجوا باستحياء خجول لايضاح مقاصدهم المفضوحة بالادعاء انهم لا يقصدون محوا اسم بابل من الذاكرة العراقية، لكن لمن يفهم اساليب هذه الفئة الحاقدة يعلم ان توضيحهم المشؤوم لا يغير من قناعة الجميع ان المقصود باعلانهم هو الغاء لفظة بابل من الذاكرة العراقية على الاقل وتعميم النموذج البدوي للحياة بكل تفاصيلها وهذا ما يجعل اختفاء البلاد تاريخا ووجودا وثقافة من قائمة الامم بحكم المؤكد.
#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيادة الرئيس اوباما لا يليق بك ان تلوي عنق الحقيقة، انها خيا
...
-
عارعلى الحكومات العربية والاسلامية تنكرها لابوة داعش
-
للمرة الالف ينجح الذئب بالانفراد بالخروف للغدر به
-
الدعوة الاميريكية المشؤومة لتشكيل مليشيات من المسيحميين
-
بداية النهاية لدولة العراق.. متى .. وكيف؟؟
-
هل الربيع العربي هو الوليد الغير الشرعي لغزوة نيويورك المبار
...
-
رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية
-
اللامعقول الذي تجري فصوله في العراق هو محاولة التحالف الشيعي
...
-
رسالة عتاب الى ابناء وطني على ارض الرافدين ( العراق العزيز)
-
جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟
-
النموذج الايراني في التحرير واحياء الخلافة الاسلامية
-
هل العبادي هو الحل ام انه المشكلة
-
عودة الى مشكلة اللاجئين الى الغرب
-
خصوصيات شعوب الشرق هي اكفانهم ومقدساتهم هي قبورهم
-
تعقيب على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين الموسومة: الاسلام وا
...
-
اين عقلاء الشيعة من ما يجري...ياقوم؟
-
ليس هناك من ربيع دون ان نخلع الهتنا قبل حكامنا
المزيد.....
-
الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى
...
-
إسبانيا: القبض على -عصابة إجرامية- سرقت 10 ملايين يورو من من
...
-
العثور على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الم
...
-
ابتكار لفحص الهرمونات بالهاتف المحمول
-
لبنان.. شخص يقتحم موكب تشييع قتيل في -حزب الله- ويصدم عددا م
...
-
المغرب يعلن رفضه دعم إيران للحوثيين
-
رئيسة الوزراء الدنماركية: ما زلنا لا نعرف من أين سنحصل على ا
...
-
مصادر أوروبية: سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا بمغادرة غزة في السا
...
-
التساقط الكثيف للشعر قد يكون مؤشرا لأمراض مزمنة
-
أردوغان: تركيا متمسّكة بالقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|