|
حوار مع اللبؤة الجريحة الفنانة كفاح عبدالمجيد .الابنة الوحيدة الناجية من المجزرة التي ارتكبت بحق آل الخياط .؟
سالم وريوش الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 02:57
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد عائلة الشهيد عبدالمجيد محمد علي الخياط ..
حوار مع اللبؤة الجريحة الفنانة كفاح عبدالمجيد .الابنة الوحيدة الناجية من المجزرة التي ارتكبت بحق آل الخياط .؟ قبل أيام .. وبتاريخ14/6/2016 ..مرت الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد عائلة الشهيد عبدالمجيد محمد علي الخياط الذي صدر امر بإعدامه هو وعائلته جميعا ومصادرة كل اموالهم المنقولة وغير المنقولة ، هذا ما اشارت إليه الوثائق التي تم الحصول عليها من جمعية السجناء السياسيين ، والتهمة هي انتمائهم للحزب الشيوعي العراقي .. ثمانية اقمار انطفأت في ليلة لم تكن محسوبة من الزمن ، ليلة مرعبة ورهيبة ومفزعة ، ليلة من الليالي الحالكة السواد ، كانت كئيبة كئداء كوجه النظام ،ذلك النظام الذي لم يتورع من أن يرتكب ابشع الجرائم بحق مواطنيه لا لشيء إلا لكونهم يريدون العيش بكرامة بعيدا عن إملاءاته ورغباته ونزواته ، أتعلم أم أنت لا تعلمُ .... بأن جراح الضحايا فمُ صرخة إدانة بوجه كل من لازال يؤمن بأن زمن البعث هو زمن الأمن والأمان والازدهار ، والعصر الذ هبي للعراق .. في ذات ليلة كان ثمة .. عائلة أفرادها يتطلعون للقادم من الأيام بعيون ملئها الأمل ،يتدثرون بدثار الأمان والحب ، يحلمون بغد جديد وعالم من الفرح السرمدي ، عائلة أرادت أن يكون للحياة معنى وللسعادة مرتجى ، وللحب موئل ،لم ترتكب ذنبا غير انها أمنت واعتنقت مبادئ إنسانية تبنتها لأنها طريق الخلاص من سياط الجور والظلم ،و لأن فيهم بذرات من الطيبة والإباء والنخوة والأصالة العراقية السومرية لم يرق ذلك للجلادين ، لذا أرادوا اقتلاع جذورهم الراسخة في هذه الأرض ، عائلة اقتيدت بأكملها في ساعة باكرة من صباح يوم شتائي بارد إلى مصير مجهول ، ليلة 27 / 1/1981 لم تكن معدودة في سفر تلك العائلة ،حين هجمت جحافل الشر ، ودياجير الظلام ، وذئاب بشرية متعطشة لدماء بني جلدتها ، لتطفئ النور والحب والسلام الذي راح يظللهم بظله الوارف ، اقتيدوا الى مديرية الأمن العامة .. أخذوهم مكبلين إلى مصير يغيب على البال تصوره ، فحبست الأنفاس ، وقبضت الايادي على القلوب ،ووجفت الأبدان وماتت كل الآمال . لم ينج من هؤلاء إلا لبؤة تخلصت من براثنهم بأعجوبة ..ربما لتكون شاهدا للعصر ،الصوت الوحيد الذ ي بقي ليحيي ذكراهم بعد اقتلاع جذورهم ، فظل جرحها غائرا دون التئام ،كلما جدت في المخيلة ذكريات الأمس البغيض كلما نكأت الجروح ، واستفاقت الآلام .. وشطت الأفكار عن مرافئها ، خيالها يتوه كقارب في بحر لجي وبلا مجداف يقودها لعالم الأحزان عنوة مهما حاولت سدل ستار النسيان .. ثمانية اسماء : اكثر من 22 عاما ومصيرهم في عالم الغيب ، وحين ازفت ساعة الخلاص من الطاغوت وولد العراق الجديد بديمقراطية عرجاء ..كان هاجس تلك المرأة وحلمها الكبير أن تجد بينهم أحياء ..لكن تلك الاسماء صارت رقما ادرج ضمن عشرات الألوف من الأرقام لمغدورين لقوا حتوفهم على أيدي جلادي البعث وكانوا.. 1. عبد المجيد محمد علي الخياط 59 عاما مدير الاصلاح الزراعي 2. نظيرة عبدالرحمن البناء 57 سنة 3. مي عبدالمجيد 29 سنة خريجة ادارة واقتصاد فرع المحاسبة 4. نوفل عبدالمجيد 28 سنة طالب كلية الهندسة قسم النفط 5. ميسون عبد المجيد 26 سنة طالبة كلية طب الاسنان 6. نبيل عبدالمجيد 23 سنة طالب اعدادية 7. سوسن عبدالمجيد 21 سنة طالبة سنة اولى الجامعة التكنولوجية 8. صمود عبدالمجيد 18 سنة اعتقلت مرتين ، اول اعتقال لها لم يبلغ عمرها حينها ثلاثة عشر عاما كانت مع الرفيقة سعاد خيري في نفس المعتقل والاعتقال الثاني كان عمرها أربعة عشر عاما وهي طالبة اعدادية تراجيديا مأسوية لم تدونها كتب التأريخ ..و لم توثقها مدونات حقوق الانسان ، وصمة عار يندى له جبين الانسانية ، تلك الإنسانية التي أصمت آذانها عن نداءات المستغيثين بها يوم كان العراق سجنا كبيرا ، فلم تأبه لأنين الثكالى والأيتام والارامل وهم ينوحون على من ذبحوا أو أعدموا في مجازر البعث ، من صارت صدورهم مدافن للرصاص ولشظايا القنابل ، من كانت أعواد المشانق لهم أراجيح ، أولئك الذين صودرت حياتهم دون ادنى سبب بمحاكمات صورية تفتقر لأدنى مبادئ و شروط حقوق الإنسان ،ناهيك عمن راحوا ضحية حروب العبث الصدامي .. نعم لم تسمع الإنسانية صراخ وعويل من يرزح تحت نير الظلم في سجون بلغ تعدادها عالم 984 1 أكثر من 200 سجن ومعتقل وزعت بشكل عادل على كل المحافظات من الشمال للجنوب .. لانعرف من اين نبدأ الحديث والحديث ذو شجون ...أول سؤال تبادر لذهني .. وكان فاتحة لحديث تختبئ بين طياته رزايا عظام وأنا ألتقي بالفنانة والأستاذة أم تمارا السيدة كفاح عبدالمجيد الخياط المرأة الوحيدة الناجية من المجزرة التي ارتكبت بحق آل الخياط.. وجدتها كالطود الشامخ صلبة قوية .تحمل في داخلها ارث ثقيل من الذكريات المرة .رغم ذا يشع في عينيها بريق امل بالحياة . س _ تاريخان كل له معنى مختلف عن الآخر أثرا في حياتك .. يوم 27/ 1 / 1981 .. وتاريخ سقوط الصنم عام 2003 .. أحدهما كان بطعم العلقم مرارة . والآخر بطعم العسل حين أزيحت غمة جثمت على قلوب العراقيين .أكثر من 35 عاما .اكثرها صعوبة تلك الفترة التي امتدت إلى اثنين وعشرين عاما بدءا من يوم اعتقال عائلتك .. ج _ لماذا هذا التحديد ( 27 / 1 / 1981 ) !! بينما تاريخ سقوط الصنم تاريخ عام .؟..ربما هو العكس ..فتاريخ الظلم عام شامل ..لا يمكن تحديده بيوم محدد ..إنها فترة سجن يصادر بها قيمة الزمن ..جميع العراقيين كانوا يعيشون في فترة الدكتاتورية خارج قيمة الزمن ..جميعنا كنا ننتظر ..هل تعلمون أبجدية الانتظار التي لم يتذوقها احد بقدر تذوق العراقيين لها .؟.. في الانتظار يكمن (الأمل )!! نعم ..كانت هنالك( طاقة الأمل) التي تدفعنا للاستمرار بالحياة ..الأمل بالخلاص ..هو الذي يمنحنا الصبر على شظف العيش في ظل حياة الحصار ....إذا أردنا أن نلخص المعنى في ظل تاريخين ..الأول تاريخ الدكتاتورية ..والآخر تاريخ ما ( يسمى بالديمقراطية ) بكلمات محددة ذات دلالة ..أقول إن تاريخ الدكتاتور تعني ما يلي ( الخوف المركزي / حاجة مادية مذلة / انضباط لا جدال فيه / وجود شخصية البطل القائد المخلص والامل في مجيئه مستقبلا / الانتظار / الرحيل خارج الوطن خوفا من بطش النظام / الصبر / الصمت والصمت ثم الصمت من البوح بأي كلمة ) ...بينما ملخص المعاني التي نستطيع تحديدها في ظل التاريخ الثاني تأتي مغايرة للتاريخ الأول مثل ( الانفلات الأمني / عدم وجود مركز للقرار / الفوضى المشوشة / تحسن مستوى المعيشة نسبيا / خيبة الأمل في كثير من القيادات التي كانت نماذج يقتدي بها / اللا جدوى من الانتظار / صدمة الانفلات الطائفي والعنف / وصولا إلى أعلى معنى يعيشه العراقي اليوم ألا وهو ( الصدمة ) !! نعم (الصدمة ) وهي تكمن في اختلال المعنى لكلمة الوطن ..نحن نعيش اليوم هذا المعنى المخيف ..ونعيد الحسابات في معنى الوطن ..ومعنى التضحية من اجله ..وما هو دور (الآخر) الذي يعيش معي على نفس الجغرافية المحددة ..؟؟؟..ومع كل الذي ذكرته ..أود أن الخص حالتي النفسية التي أنا عشتها لحظة سقوط الصنم وتحديدا بعد أشهر من سقوطه ..أقول ربما هي أصعب فترة من حياتي ...لقد كانت حقيقة صدمة ..بكل معنى الكلمة ..صدمة لأن جدران الوعي الواهم الذي كان يغلفني قد سقط ..كنت أتصور طوال فترة صدام .إن النظام قد أبقى بعض من أفراد عائلتي ولم يعدمهم جميعا ..هكذا تصورت حسب المعطيات التي كنت أزيف بها وعيي ..ولذلك حجزت عمري للبقية الباقية كي أوفر لهم مسكن يليق بهم حال خروجهم من السجن ..ومستوى مادي يحترمهم بقية عمرهم !! لم أكن أتصور حجم حماقة هذا النظام !!! وحين سقوطه ..سقطت جدران الدار التي تستر وعيي الزائف ...حينها أصبحت امرأة مهشمة بكل ما تعنيه هذه الكلمة ..!!!فالروح كانت متماسكة فقط بفعل (الأمل )و|الحلم بالمستقبل) . ..ولكنها انهارت لمجرد ضياع الحلم .. لحظة سقوط الصنم ..كانت أصعب لحظات عمري ..ليس على مستوى الروح فقط بل على مستوى الواقع المادي ..لقد كان علي إثبات وفاتهم قانونيا ..علما ان لا دليل يثبت وفاتهم سوى (مقتبس حكم ) لمحكمة الثورة اللعين ...كيف اثبت لموظف دولة عاش عمره كله يطبق قوانين مجلس قيادة الثورة ..اثبت له حقيقة ليس لها قانون مادي يسندها.. س 2. بعد السقوط وجدتي الحقيقة الصادمة بين ملفات الأمن ، كانت فاجعة لك بمعنى الكلمة .. هل لك أن تحكي لنا.؟ كيف تم القبض على العائلة .؟وكيف نجوت أنت من جلاوزة النظام ..؟ ج ــ انا اصف عائلة مجيد الخياط بالعراق المصغر !!فعندما أعيد التفكير بانتماء هذه العائلة أجدها عائلة نموذجية من كل النواحي وأتصور إن هذا سبب إبادة هذه العائلة ..!!فمن ناحية انتمائها عشائريا ..تجد كل الانتماءات تصب في مجراها .فالوالد جاء من (أب عربي شيعبي / جدته كردية فيلية .).ومن ام تركمانية شيعية )..اما الوالدة نظيرة فهي ابنة الشاعر العراقي السني المعروف ( عبد الرحمن البناء )شاعر حزب الاستقلال الذي ذكره علي الوردي في كتابه لمحات من تاريخ العراق ودوره في ثورة العشرين وله ديوان شعر محفوظ في المكتبة الوطنية ..وبالنسبة لانتماء العائلة سياسيا فتراها منشطرة بين الفكر الشيوعي والاتجاه الليبرالي المستقل إضافة إلى الفكر الديني المتمثل بحزب الدعوة ..حقيقة كانت نموذج لكل الصراعات السياسية في العراق ..كان اخي الكبير نوفل وهو مهندس نفط شيوعي ..كان قد غادر المنزل خوفا عليه من الأمن العامة والمخبرين وأشيع للمخبرين خبر سفره خارج العراق ..ويبدو إن الأمن العامة كانت لها عيون مندسة ومتغلغلة داخل الحزب الشيوعي ولذلك كانت تترصد مجيئه الى البيت لتلقي القبض عليه وعلى جميع من في البيت دون استثناء ومصادرة أموالهم واختفائهم من خارطة الحياة ..لم ينج من هذه العائلة حينها سواي أنا وأخي الصغير نبيل ....كنت انا متزوجة واسكن في بيت زوجي ..وكان نبيل حينها في بيتي انا .. ولقد ذهبت إلى أهلي لشعوري بقرب آلام المخاض وأردت أن تكون أمي معي ..ولكني تفا جئت بوجود الأمن داخل المنزل ..ولقد حققوا معي عدة ساعات ..وطلبوا مني التوقيع على تعهد بعدم ذكر واقعة اعتقال الاهل وإلا اعرض نفسي لعقوبة الإعدام ..ولقد وقعت على طلبهم ..وأطلقوا سراحي .. ..اما نبيل ..فلقد كانت له جماعات دينية ..قرروا الهرب خارج العراق ..ويبدو ان بين هؤلاء ايضا كان هنالك مخبرين مندسين ..اذ تم اعتقالهم وإعدامهم بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة ..ونبيل هو الوحيد الذي تسلمت خبر إعدامه في مستشفى الرشيد العسكري وتم تبليغ عمي عبد الحميد الخياط بخبر اعدامه _ المشاعر التي سيطرت عليك طيلة تلك الفترة التي اختبأت فيها عن عيون النظام ؟ كيف كانت حياتك ..
س3 هل بحثت عنهم طيلة تلك الفترة بين السجون والمعتقلات وهل مدت لك يد العون من الاقارب والحزب آنذاك أو بعد السقوط ؟ ج ــ حقيقة ....التعهد الذي ذكرته لك ..الذي وقعت عليه ..اشترط علي عدم ذكر واقعة القاء القبض عليهم والا اعرض نفسي لعقوبة الإعدام ..طبعا كان سببا أساسيا لعدم التحرك بل كان هنالك نوعا من الإقامة الجبرية التي كانت وبشكل دوري كل سنة يتم التحقيق مع زوجي حول وضعنا وتحركاتنا ..ولكن في السنين الاخيرة كان قد اعلن صدام حسين عفو عن السجناء جميعا ..وكانت لهفتي حينها شديدة اذ بدأت رحلتي الى سجن ابو غريب ..ازوره بين الحين والاخر ..ادخل مع اقرباء لزوجي في زيارة ابنهم السجين ..واظل ابحث بين ثنايا السجن ..هنالك كنت اسمع اصوات تأتي من مكان يسمى ب ( الوسط)..بين الحين والآخر أحاول الاقتراب من هذه المنطقة ولكني اصطدم باقتحام مفاجئ من حراس السجن لمنعي .... وبعد فترة وصل خبر الى الأمن العامة حول زيارتي للسجن ..اذ تم منعي وتذكيري بالتعهد الذي سجلته على نفسي .. لقد كان اغلب الناس والاصدقاء متضامنين معي روحيا ..ولكن ظروف الدكتاتورية وسلطتها المركزية الخانقة تمنعهم من البوح والاشهار بهذا التضامن المعنوي ..اما بعد السقوط ..فلقد المني كثيرا تهافت الاقارب لي ليس لشيء سوى للحصول على تأييد يضمن لهم الحصول على وظيفة ..!!بعد ان كانوا يخافون الاقتراب من بيتي ..وحقيقة انا لا الومهم ..إنما ألوم قانون مؤسسة الشهداء الذي ضمن لهم الحصول على وظيفة فقط لارتباطهم بالشهيد ..وطبعا هذه هي احد الأسباب التي أدت إلى الترهل الإداري الذي تعانيه هذه المؤسسة ..فليس شرطا على المؤسسة ان تجد عمل لذوي الشهداء ..وانما تكتفي بإعطائهم حقوقهم المادية والمعنوية وتعويضهم ..لان الدولة بحاجة الى استراتيجية فاعلة لتشغيل الايدي العاملة بطريقة فنية اعتمادا على تطوير الكفاءات خدمة للبلد ..وليس ارضاء لذوي الشهداء ... اما من ناحية الحزب الشيوعي او حزب الدعوة ..اقول ..انني عاهدت نفسي بعدم الارتباط مع اي حزب سياسي كان ..وذلك لان ما اصاب عائلتي جعلني في نقطة اللا عودة مع اي ارتباط عقائدي ..كل ما ارجوه في حياتي هو العافية لوطني والامن والسلام ..ولندع الفكر حر ...يتحرك كيفما يشاء وليكن الخير دالته
س4 من البديهي إن أي عقاب لأي جرم جنائي أو جنحة يتناسب مع نوع الجرم .. هذا إذا اعتبرنا إن هناك جرما .. لم هذا الإصرار من قبل السلطة على إعدام عائله بكاملها .. ؟ ترى ماذا جاء في حيثيات المحكمة الصورية التي أجريت بحق العائلة المغدورة ..؟ ج .نعم. ..لقد كان الأمن متابع لخطوات أخي نوفل ..إذ جاؤوا إلى أبي يطلبون منه أن يوضح لهم مكانه.. ولقد وقع ابي على تعهد يثبت أن نوفل خارج العراق. .علما انه كان مختبئ داخل البيت ولقد حفر والدي سرداب تحت الأرض ليخفي نوفل ..علما أن وجود الاندساس من قبل أصدقاء نوفل الشيوعيين. .جعلهم يقتحمون المنزل ..وحينها كان ما كان ، لم تكن عائلتي هي الوحيدة التي أبيدت بالكامل. .هنالك كثير من العوائل ..أقول أن محاولة الأمن على الاستيلاء على أملاك هذه العوائل وعدم ترك أي دليل وراءهم هي أحد الأسباب علما انهم طلبوا مني كتابة تعهد بعدم ذكر حادثة اعتقالهم والا اعرض نفسي لعقوبة الإعدام س 5 حسب ما قيل أنه وجد ت مطبعة للحزب في بيتكم هل هذا صحيح ، أم أنها مجرد إشاعة ..؟ .. هذا ما أشيع لتبرير عملية اقتحام البيت ..انا قلت لك ان نوفل شخصية شيوعية وكان عضوا فاعلا داخل الحزب ولكن سوسن وميسون ووالدتي ..انا ..وحتى والدي كنا مستقلين ..قد نتعاطف مع الفكر الشيوعي إلا أننا جميعا كنا قد وقعنا على تعهدات بعدم انتماءنا لأي حزب س 6. عودة إلى أيام الشباب أيام كان لكل من اشقاءك طموحه وآماله وأمانيه ، وئدت تلك الأماني ما أن استشهد ذويك ، حدثينا عما كانوا يطمحون إليه ويتأملونه ..؟ بعد صمت أرادت السيدة كفاح أن تستعيد بقايا مما علق بذاكرتها .. لكن ثمة غمامة حجبت عنها رؤيا الماضي لذا كانت اجابتها مقتضبة ..؟ ج . كل ما تبقى من ذاكرتي هو صراع بين أفراد العائلة ..بعض يسعى للابتعاد عن المخاطر ..والآخر كان قد اقتيد نحو الفخ.. س 7 كيف نخلد الراحلين .. ظل السؤال بلا إجابه ..وأنت تتحدثين عن أهلك وقد طواهم النسيان لسببين .. احدهما نسيان قسري والآخر تجاهل أو عدم استذكارهم من قبل رفاقهم كشهداء جادوا بحياتهم .. تحت أي مسمى كان ..حب الوطن ، أو حبهم لمبادئهم التي يحملونها ..؟ كيف نخلد الراحلين ..هذا هو السؤال ..؟
سؤال قاسي يعذبني دوما أخي الفاضل . انا حجزت عمري للإجابة على هذا السؤال في بداية السقوط. .وبعد أن تجاوزت صدمة اعدامهم. . أسست منظمة للأيتام أطلقت عليها منظمة نظيرة للأيتام.. هي بعض من الإجابة على قلقي. . ولقد كان لها دور فاعل وصادم مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلا أنني تواجهت مع أطراف متطرفة...اضطررت إلى الانعزال. حينها وجدت أن لا الأحزاب ولا الإعلام يخلد عائلتي قدر ما يلعب الفن وخاصة النحت في ذلك ..انا حاليا أسعى إلى إقامة نصب تذكاري ورمزي لجثامينهم ولكل شهداء مقبرة محمد السكران .. ولقد قدمت طلبا إلى مؤسسة الشهداء حول ذلك علما اني اعمل حاليا في هذه المؤسسة ..وأسست ورشة نحتية يشاد بها ثم عقبت قائلا(( الكلمة لها تأثيرها أيضا هل قمتي بأجراء ندوات ومحاضرات عن تلك الجريمة يمكن أن تكون صوت مضافا للإدانة وفضح الجريمة )) نعم لدي لقاء تلفزيوني في برنامج عراقيات في سفر الخلود لفضائية العراقية. .لقاء استمر نصف ساعة كانت قد خصصت لذلك
س 8 هل لديك صورة أو وثيقة للعائلة .. ؟ ما يؤسفني يا أخي هو مصادرة كل املاكهم ..فلم أملك صورة او وثيقة لهم ..المشكلة أن بيتي نفسه غادرناه وذلك لأن زوجي في الثمانينات كان هاربا من الجيش و بعد السقوط وجدت الحقيقة الصادمة بين ملفات الأمن ، كانت فاجعة بمعنى الكلمة . أنها جريمة إبادة جماعية. ! ! إنها مهزلة وطن اسمه العراق (ثم استطردت قائلة ) ولكن لدي صورة سأرسلها لك هي آخر يوم قبل إلقاء القبض عليهم كان قد التقطها عمي لهم ...سارسلها لك هل تعلم أخي. .انا أشعر أنني قد قصرت إعلاميا بحق عائلتي. .ولكن ليس ذنبي إنما ذنب الإرهاب الذي قصفنا ولم يمنحنا فرصة أن نقوم بقامتنا ..بعد استكمال معاملات القانونية لإثبات حجة وفاتهم ارتبطت بكلية الفنون الجميلة ..حينها بدأت الطائفية المرعبة والمفخخات التي تتصيدنا ، لكن وقتي ضيق. . لم يمنحني الوقت فترة كافية للقيام بمؤتمر إعلامي. .إضافة إلى اعتبار مثل هذه المؤتمرات محاولة للتسلق على تاريخ الاهل.. (قلت مقاطعا) . أنت تعرين بذلك تلك الحقبة التي لازال الكثير يعتبرها الحقبة الذهبية في تاريخ العراق س9 عرفنا انك فنانة مبدعة ، هل تركت بشاعة الجريمة أثرها على إبداعك ؟؟ ــ نعم ..جدا جدا ..طوال فترة نظام صدام ..كنت ارسم بصمت ..اجتزئ الوقت والمال ..وكلاهما شحيح ..كي ارسم لوحاتي الزيتية ..على الرغم من عدم دراستي اكاديميا للرسم ..ولذلك اعد هذه المرحلة فنا فطريا ..وكنت قد جمعتها بعشرين لوحة تقريبا وعرضتها بمعرض في بداية ارتباطي بكلية الفنون الجميلة ..ولقد حمل اسم "للعراق اللبوة الجريحة "..كان معرضا له صداه ..وامتدحه كثير من النقاد .. وبعد عام أقمت المعرض الثاني الذي حمل عنوان "نزيف الذاكرة " ..بعد ذلك وجدت ان النحت هو خير وسيلة عن حاجتي للتعبير ..عندها بدأت التوجه نحو النحت ..ولقد أقمت معرضا شخصيا نحتيا في قاعة نصب الشهيد ..حمل اكثر من عشرين منحوتة تجسد قيم الشهادة والم المعاناة من الظلم .. س 10 على المستوى الشخصي ..علاقة الزوج والابناء بقضيتك ومدى ارتباطهم بها ؟؟ ــ على المستوى الاجتماعي ..زوجي شخصية مثقفة وقريبة جدا من تاريخي فهو قريني في كل خطواتي .. ولقد كنا معا في حلوها ومرها لذلك لم يتخل عني في شدتي ..بل كان رجلا متفهما حنونا .وطيب القلب وهو رجل واعي ومثقف ...واعي لدور الفن ودور الثقافة في تطور المجتمع ...وطبعا هذا العامل سبب من اسباب نجاحي ..اما الابناء ..فلقد شقوا طريقهم بانفسهم كل له اختصاصه فابنتي تمارا ..ماجستير انتاج حيواني وهي تدرس اليوم الدكتوراه. .وابني سلام طبيب يدرس حاليا مرحلة ثالثة بورد باطنية ..كلاهما محبان للخير وللوطن ..وكلاهما قد زرعت بين عيونهما نبتة من المي والم عائلتي ..نبتة هي دالتهما للخير والمحبة ..ولقد القى فكر العائلة بظلاله على صياغة عاطفتهما ووجدانهما تجاه مفاهيم الوطن والتحسس بالمسؤولية العامة ..ناهيك عن نكرانهم للذات وحبهما للتضحية والايثار كلما تطلب الامر لذلك وقبل أن الملم أوراقي سألتها .. س 11 . ما رأيك بحركة اليسار العراقي ..؟ حقيقة أتمنى أن ينهض اليسار من جديد. .وإن ينتبه لخصوصية المجتمع العراقي ..صحيح هنالك العالمية. .والإنسانية. .لكن هذا لا يعني أننا لا نملك جلد عراقي أصيل خاص . . لماذا هذا الإهمال المتعمد لخصوصية المجتمع العراقي. س 12. .جريدة اليسار العراقي ..كيف ترينها ..؟ قرأت الجريدة. . حقيقة هنالك مواضيع جميلة جدا أحدها لسلام عبود حول مظفر النواب. .كان رائعا والآخر لأديب إسرائيلي حول إنجازه لرسالة الماجستير حول الموسيقى العراقية ..كان استثنائيا.. _نحن ننتظر منك أن ترفدي الجريدة بمواضيع مهمة ستكون موضع ترحيبنا _أتمنى ذلك لكني نحاتة. .وسأزودكم بآخر انتاجاتي النحتية عن قريب _ ولماذا لا يكون لنا معك لقاء كنحاته .؟ _ مثلما تريد. .. انهيت حديثي والذي تمنيت ان لا ينتهي .. لأنه حديث ذو نكهة خاص .ومع إنسانة نادرة .
#سالم_وريوش_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة مفتوحة إلى صحيفة طريق الشعب
-
افتتاح العيادة الطبية المجانية الثانية في مدينة الثورة ( الص
...
-
سالم الحميد يحاور صبيحة شبر بمناسبة صدور روايتها: ( فاقةٌ تت
...
-
الراهن السوري حوار مع الكاتب السوري فايز شناني
-
بناء قبر الرفيق الخالد فهد
-
علي مولود الطالبي شاعر عراقي شاب تخطى حدود الزمن في إبداعه
-
تاسيس جامعة الثورة في مدينة الصدر
-
سيكولوجية البحث عن الرغبات المكبوتة في نص (مراهقة حلم )
-
مهزلة عقل مكابر
-
التحليل الوظائفي لنص ( ليلة عاصفة )للكاتبة الفلسطينية الأستا
...
-
انتقاء قصة قصيرة
-
أستحوا شوية ....... ياحكومة
-
صراع الرغبات المكبوتة في نص الكاتبة المبدعة إيمان الدرع (أتغ
...
-
فطور بعد صمت .....إلى روح الشهيد شكري بلعيد
-
قراءة في نص خاطرة أنفاس الرمان للكاتبة المبدعة لبنى علي
-
زائر الليل
-
( زائر الليل )
-
رؤية في نص شعري للأديبة التونسية سليمى السرايري / صمت الصلوا
...
-
احتضار
-
احتضار / قصة قصيرة
المزيد.....
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|