أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حَمَّش - وسيلةُ عبور














المزيد.....


وسيلةُ عبور


عمر حَمَّش

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 11:32
المحور: الادب والفن
    


وسيلةُ عبور ..

قصة قصيرة

عمر حَمَّش

سألني: قصيرٌ كشربة شهدٍ .. ثقيلٌ، مديدٌ بلا منتهى؟
فأسرعتُ: العمرُ.
فقال: أصبتَ وفزتَ، فتمنى.
قلتُ: طِرْ بي، وحلّقْ.
فانحنى فاردا جناحينِ، وأصعدني؛ حتى صار سهما مُشعاً.
قلت: أين؟
ورأيته مع كلّ خَفقةِ طَرفٍ؛ يحطُّ على أجراسِ مُدنٍ؛ خمنتُها عواصمَ أوروبا، وقد شخصتُها، رغم جهلي المسبقِ.
وطاف، وطفتُ، وقد كنتُ ذكرَ حَجَلٍ يتنقلُ بين جناحيه، وهو يطلِقُ صفيرا لكُلِّ نَقلة، ما بين كلِّ لمحةِ طرفٍ لي، ولمحَة، حتى استقامَ فجأة، وهبطَ على مآذن أعلمُها علمَ اليقين، وتبينتُها تبيّن الواثقين، وصحتُ:
- القدس ..
فضحك الجنيُّ من تحتي، وقال:
- تركتها لآخر تطوافنا، وأعلمُ توقك ..
قلتُ: منعوني عن بلاطِها، ومنذ عقودٍ لم أطأها.
وقلتُ: أنزلني. فأنزلني، وهرولتُ تاركه، حتى عبرتُ بوابة باب العمود، وشممتُ رائحة سوقها المعقود؛ من قبلِ أنْ أصله، وفي هرولتي؛ لاحظت عيونا محدّقةً، ترمقُ سحنتي مستنكرة، فتجاهلتُها، وانحنيتُ على طِشتِ بائعة فجلٍ، وقد خمنتُها للحظةٍ أمّي المغادرة، وصحتُ: أمِّي!
ولامستُ عينيها بعينيَّ، ثمَّ تقهقرتُ مترنحا، أخزِّنُ في عينيَّ ما أراه، ولمّا تتبعتْ العيونُ جرأتي، ولاحقتني أرجلٌ، وهرولتْ سيقان؛ ثمَّ امتدت قصبة رشاشٍ؛ وجدتني ثانيةً طيرَ حَجلٍ، أعودُ على ذاتِ الجناح، والجنِّيُّ يقولُ:
نسيتَ نفسَك؟
وعاد سهما قد انطفأ، يهرولُ في ليلٍ أكحل، حتى رأيتُه؛ قد صار دابةً لا تصلح، وقد هوى في ذات البقعةِ من مخيمِ غزة، وهو يقول:
انزلْ ..كفاك.



#عمر_حَمَّش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَشفُ العارفين
- واحةُ الخالصين
- إطعام


المزيد.....




- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...
- الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
- عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
- مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا ...
- مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ- ...
- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حَمَّش - وسيلةُ عبور