أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - إعادة النظر في أنماط البناء عند ممارسة الحكم














المزيد.....

إعادة النظر في أنماط البناء عند ممارسة الحكم


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 15:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" الطريقة الوحيدة لمواجهة الحالة القصوى لهذا الوضع هي بقبولنا التام بتجريب الاحتمالات الجذرية الصعبة القادمة وتحمل ما يترتب عليها من قضايا"1
لا يزال الناس في تخبط حول وجهة العالم المعاصر وطبيعة المرحلة ونوع الأهداف والوسائل التي يمكن إتباعها ولا تزال الضمائر تتبنى الحقائق المثالية والمغالطات والافتراضات والاعتقادات عن نظام الحكم
إذا كانت الهيبة السياسية تتشكل بواسطة تنظيم المراسم وتخليد الذكرى والابتعاد عن التشنج وإذا كانت التحولات الاجتماعية نتيجة انتقال الحكم من نظام سياسي إلى آخر تفرز الفراغ والتردد وإذا كانت التوترات الاجتماعية تظهر بسبب منح الامتيازات وتكريس الهرمية فإن ترتيب الشأن العام يتطلب إتباع أصلح الأنظمة وإقامة العدل وفرض المساواة وترسيخ البعد المدني في الفكر والسلوك لدى الناس وإشاعة السلم الأهلي وانتقاء الأخيار وتحميل المسؤولية إلى الأكفاء وكسب التأييد لبلوغ الاستقرار وطلب النماء.
ليست سيطرة المركز على المرافق العامة بواسطة الإدارة والأجهزة المتخصصة هو القاعدة التي تحقق التوازن بل الحكم المركزي هو الاستثناء الذي يسمح للسلطة بالانتشار في الأقاليم في ظروف انتقالية قصد التغلب على الصعوبات والنواقص والقيام بمهمات تنقل الفئات الاجتماعية من وضع التصادم إلى التنافس.
ليس تقليد الخطط هو الأمر المعمول به في النظم السياسية الناجحة بل إتباع أنماط جيدة من البناء تجعل حياة المواطن في المدينة مزدهرة وتقيم جملة خيارات دقيقة تعمل على تلبية الاحتياجات العامة وتحقق الإنتظارات وفق معالجة جذرية للمشاكل المستعصية تقوم بتغيير حاسم لصورة الدولة في ذهن المواطن.
هكذا يراهن التأسيس الأنثربولوجي للسياسة على ضمان الاختلاف داخل الوحدة ويقوم ببناء جسور التواصل مع الغير في قلب الهوية ويتوجه بشجاعة نحو تشييد عالم جديد يسعى نحو السعادة ويستطيع أن يصنع من نفسه ما يريد وتتعايش ضمنه العقيدة والثقافة والعلوم ويكون فيه القانون الصلة بين الشعب والأرض ويقوم بتحرير كل القوى الايجابية ويقاوم النزعات التدميرية ويقضي على التشرذم الطائفي.
لا يتقدم المرء في مسار التحديث إلا بدمج الحاجيات الاقتصادية ضمن العواطف الأخلاقية خارج اقتصاد المنزل وضمن سوسيولوجيا الفضيلة ولا يبلغوا عصر الأريحية إلا إذا حولوا الميول الدينية إلى علم سياسة الحرية وأطروا الانشقاق الراديكالي في تنوير جمهوري وجعلوا من اقتصاد العمل ديانة اجتماعية.
مصادر البناء عند ممارسة الحكم يمكن أن تكون عديدة تستفيد من مخزون التراث الحي وقدرات الذاكرة الجامعية وتحشذ درجة التلامس بين الثقافات وتركز على تأثير الثقافة والفنون والدعاية في الانعطاف نحو قيم جديدة تقطع من التخلف والوحشية والتفتيت والاختفاء والتراجع وتدشن نقطة الانطلاق وتحقق الأمل.
لقد تبقى للمرء أشياء كثيرة مطالب بأن يتعلمها ويقوم بها ومن بينها استكشاف الذكاء الفريد للعقل وشحن الوعي بالتعقيد البسيط والفوضى المنظمة والتعويل على الذكاء البشري وانجاز ما يفوق مهارات الآلات.
" الحوار في بعض الأحيان غير صحيح في وضعية نزاع رغم أن بعض السياسيين يعتقدون أن هذا أمر أساسي للتقدم.... النضال من أجل التحرر من الاضطهاد غالبا ما يكون بالضرورة عملية مؤلمة"2 .
تغيير الأساليب المتبعة في تحصيل التحضر هو الأمر الذي يمكن للمرء أن يفكر به بجدية في بداية كل منعطف اجتماعي ولتلبية مستزلمات الاستحقاق السياسي للثورة.
المرجع:
1 سلافوي جيجيك ، مقدمات، ترجمة حسام الدين محمد، دار المتوسط، ميلانو، ايطاليا، طبعة أولى، 2016.ص38.
2- سلافوي جيجيك ، مقدمات، مرجع مذكور، ص139.

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج الفلسفي من الظن إلى اليقين
- ومضات مضطرمة من تاريخ الفنومينولوجيا
- إنبناء مطاع صفدي للمغيوب زمن القطيعة الكارثية
- مشروطية الحكم على فضيلة الحذر
- منطق المقدس في العقلانية الدينية
- مفارقات المعرفة الفلسفية
- دور النقابات في زمن الاضطراب
- الخيال الإبداعي والمخيال الاجتماعي
- فلسفة الأمر ومنطق السلطة عند ناصيف نصار
- حينما ينقذنا الفن من الرداءة
- من حد التأويل إلى مفهوم الهرمينوطيقا
- في سبيل أنسنة المسألة النسوية
- خيارات التغلب على أشكال اللاّمساواة
- ممكنات التدخل الفلسفي في الحاضر
- استخدام الفيزياء الرياضية في السياسية الحديثة
- كارل يسبرس والسير في طريق التفلسف
- الهرمينوطيقا ، المصادر والتحولات
- وظيفة النخبة وتنوير الجمهور
- إلى أي حد يتمتع الإنسان بالحرية؟
- وجوه فلسفية عن الطبيعة


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - إعادة النظر في أنماط البناء عند ممارسة الحكم