|
أديب في الجنة (88) * صرخة الربة عشتار في ذروة الوصال !!
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 09:37
المحور:
الادب والفن
أديب في الجنة (88) * صرخة الربة عشتار في ذروة الوصال !! راح الأمير سحب السماوات يترقب عودة قدراته إليه بعد أن فرغت الربة عشتار من التخاطر ذهنيا مع أبيها الإله . ألقت نفسها على الأمير وشرعت في تقبيل عنقه وهي تتحسس بيديها مكمن الإثارة في جسده " هل عادت إليك قواك يا حبيبي " أحس الأمير برعشة خالجت جسده فأدرك أن قدراته الخارقة قد عادت إليه ،وكي يتأكد ألقى نظرة على شمعدان ضخم من خلف ظهر الربة التي كانت منشغلة في تقبيل عنقه وتحسس جسده، انشق الشمعدان من منتصفه ، أعاده الأمير إلى وضعه دون أن تتنبه الربة " لا يبدو أنها عادت كلها أيتها الربة " رفعت الربة رأسها عن عنقه وأوقفت يدها اليمنى عن العبث والتحسس : - ألا يكفيك ما عاد من قوى ؟ - لا أعرف ! لم تشعر بأي استجابات شهوانية من قبل الأمير، مما دفعها إلى الإعتقاد أن أباها لم يعد فعلا إلى الأمير كامل قواه وقدراته ، فعادت إلى التخاطر معه ليؤكد لها أنه أعاد إليه كل ما كان يمتلكه . تساءلت : - أبي يؤكد أنه أعاد إليك كامل قواك فلماذا لا أجد استجابة منك يا حبيبي ؟! صمت الأمير للحظات يفكر كيف سينقذ نفسه من هذا الأسر دون أن يعرف شيئا عن هذا العالم الذي تدعي الربة وأبوها أنه عالم آلهة ! - يا حبيبتي أبوك اختطفني اختطافا، وأنت تراويدنني عن نفسي بما يشبه الإرغام ، والمحبة تقتضي أن تمارس بمثيلها ، لا أفهم كيف تكونين ربة للحب والجمال وتمارسين ما يتناقض مع الحب والجمال ! إن أردت مواقعة كما تشتهين لا بد أن نخلق بيننا عالما من المحبة والجمال والحب ،وأنا ما زلت على وعدي! تنبهت الربة إلى أنه خاطبها " حبيبتي " لأول مرة ، بل وأدركت أنه محق في كلامه . توقفت عن العبث بجسده وتقبيله . هتفت : - أنت محق يا حبيبي ، إنها طبيعتي الغريبة . كيف يمكن أن نخلق بيننا عالما من المحبة والجمال لندخل في عالم الحب؟! ابتسم الأمير وهو يمد يده لأول مرة ليملس على شعر الربة الذي كان بطول جسدها : - ربة تمنح الخصب والمحبة والجمال ولا تعرف كيف يمكن أن تخلق عالما يتناغم فيه الحب والجمال ! حدثيني عن عالم أبيك، عن سر قوته، عنك ، عن فهمكم للوجود ؟ اعتدلت الربة في جلستها على السرير الرباني إلى جانب الأمير الإله حسب رؤيتها ، جاهدة لأن تخرج من الحال التي كانت فيها: - نحن نعتقد أن ثمة خالقا أكبر للوجود لا يعرف أحد ماهيته . هذا الخالق هو من أن أنشأ الكون بكليته وأنشأ الخلق فيه ،وجعل من بعض مخلوقاته آلاف الآلهة المساعدين له، وأوكل إليهم مهمات ما مختلفة في عملية الخلق . أبي هو أحد هؤلاء الآلهة له بعض القدرات الخارقة وليس مطلق القدرات ، فثمة قدرات لآلهة أخرى تفوق قدراته ، القدرة المطلقة لا يمتلكها إلا الخالق الأكبر للوجود والخلق . ولا يستطيع إي إله أن يقوم بعمل خارق دون موافقة إرادة الخالق الأكبر عليه ، هذه الإرادة لا يمكن استشعارها إلا بتنفيذ العمل الخارق أو عدم تنفيذه . أبي يرى أنه إله لسبع مجرات من الجن والإنس ، وكل مجرة تحوي آلاف الكواكب . يعلو هذه المجرات سبع سماوات ،ونحن الآن في حجرتي السابعة من أجنحة قصري السبعة في المحيط السابع من المحيطات السبعة المعلقة في السماء السابعة من هذه المجرات؟ عند أبي جنات وجهنمات في كل مجرة . جنات للجن وجنات للإنس . وجهنمات للجن وجهنمات للإنس. الطريق إلى الجنات تمر على ملايين الحبال الممدود فوق نهر عريض من الحمم المنصهرة ، فالمؤمن الذي كان مخلصا لأبي ومؤديا لشرائعه يجتاز الحبل بسهولة وكأنه يسير على أرض فسيحة ،أما غير المؤمن فيسقط عن الحبل لتبتلعه الحمم المنصهرة . وهنا قاطع الأمير الربة متسائلا : - لكن الجن يستطيعون اجتياز الحبل بقدراتهم الخارقة ؟ قالت الربة : - لا يا حبيبي أيها الإله الجميل ! - لكني لست إلها أيتها الربة ،أنا مجرد أمير! - بل أنت إله أيها الأمير ! أما ما يتعلق بتساؤلك عن الجن ،فهم يفقدون قدراتهم يوم القيامة ويعودون إلى طبيعة أقرب إلى الطبيعة البشرية ! - وهناك يوم قيامة أيضا ؟ - أجل أيها الحبيب ! - وما هي شرائع أبيك في العبادة ؟ - الشهادة أنه أحد الآلهة الكبار والصلاة له كل يوم مرة واحدة ! وهناك شرائع أخرى تتعلق بتنظيم الحياة الإجتماعية في عالمي الإنس والجن ! - الآن حدثيني عن طبيعتك أنت وكيف تهبين الحب والجمال والخصب للآخرين . - أنا من طبيعة ربانية جنية إنسية . أرادني الخالق الأكبر أن أكون في شكل إنسية وأحمل قدرات جنية وربانية محدودة ! - ومن يتحكم في إرادتك ؟ أبوك أم الخالق الأكبر ؟ - بل أبي . الخالق الأكبر انتهى أمره مني ! - وكيف تهبين ما تهبينه للبشر والجن ؟ - الهبة تأتي تلقائيا من وجودي ،كونها مرتبطة بي . وصمتت الربة عن الكلام للحظة ثم تساءلت : - هل هناك ما لم أخبرك عنه يا حبيبي ؟ - لم تخبريني عن الحب ؟ - أنا لم أمارس الحب في حياتي . أستشعره وأتصوره فقط دون أن أمارسه . أشعر أن طبيعتي الربوبية تستدعي أن لا أمارس الحب إلا مع رب ،وحتى الآن لم يتسن لي ذلك . حين سمعت بوجودك شعرت أن أملا لاح لي في أفق أحلامي . زرتك متخفية فهالني جمالك. ربما لم أعرف كيف أتصرف معك ، لذلك تصرفت بفظاظة عبر قدرات أبي . الحق معك في أن تصرفاتي لا تليق بربة . أرجوك أن تسامحني وأن تنسى قدر الإمكان ما حدث ، ولك أن تعتبر نفسك حرا من الآن وأن تغادر مخدعي بسلام دون فعل شيئ يذكر . لكني أرجوك واتوسل إليك بكل ليالي عمري التي حرمت من الحب الحقيقي ، أن لا تحرمني من حبك ، خذني جارية عندك أحضر لك الطعام ، أغسل ثيابك ، أسرح شعرك ، أقلم أظافرك ، أعبدك ! لكن لا تحرمني من حبك ! بدت الربة وقد تحولت إلى النقيض مما كانت عليه ، ودخيلتها تفيض بمشاعر إنسانية ربانية بحق . رق قلب الأمير لها ، فشرع يملس بيده على وجهها ووجنتيها ، فيما شرعت هي في تقبيل باطن يده ،وقد انحدرت دموع حارة من عينيها . ضمها الأمير إلى حضنه وشرع يمسح دموعها بالقبل ، لتغرق هي معه في القبل الحارة الملتهبة ،وليعري أحدهما الآخر على وقع القبل ،وليمطرا جسديهما بعمق القبل ، وليبحرا في عالم من وله العشق والوصال ، لم يدخله ربان من قبل على الإطلاق ، ليلتحما بجسديهما ليغدوا جسدا واحدا ومتعة اللذة تسري متغلغلة في كافة مسامات جسديهما، وحين بلغا ذروة النشوة في الوصال صرخت الربة صرخة هائلة تستشعر فيها أقصى حدود اللذة بأقصى حدود الألم ، لتسمع صرختها في السموات السبع والمجرات السبع، وليدرك كل كائن في هذه المجرات والسماوات ، أنها صرخة الربة عشتار وقد بلغت ذروة الوصال !! *****
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أديب في الجنة (87) * ثمة أمل في نجاة سحب السماوات من براثن ا
...
-
أديب في الجنة (86) * خطف سحب السموات !!
-
أديب في الجنة (85) * حديث الروح في بوح الملك إلى الأمير!
-
محنة العقل العربي ونفايات القمامة !!
-
أديب في الجنة (84) تحليل أميري للتمظهر الوهمي !
-
أديب في الجنة (83) * غرام ممتع وجنون فلسفي !!
-
أديب في الجنة (82) * الملك لقمان طريح الفراش !
-
صلاة الأطفال والمستقبل المرعب! شاهينيات ( 1256)
-
أديب في الجنة (81) * هذيانات وكوابيس لقمانية !
-
أديب في الجنة (80) حرب طاحنة وسحب سماوية !
-
الدين والعقل البشري! خواطر . تأملات . مقولات ومقالات. (5)
-
في الجميل والأجمل ! شاهينيات ( 1241)
-
تعريف المصطلحات في مذهب - وحدة الوجود الحديث- شاهينيات ( 124
...
-
واحسرتاه على الطفولة القتيلة !
-
*في الألوهة وتعريفها وفعلها ! شاهينيات ( 1229 )
-
* وعي الألوهة بين المادة والطاقة ! شاهينيات 1228
-
أديب في الجنة (79) * عجائب الزمان في عرس الأميرة والأمير .
-
أديب في الجنة (78) * حب عابر للكواكب!!
-
* في الخالق والخلق والغباء الثقافي والدكتاتورية!
-
أديب في الجنة (77) * - حوار الحضارات - وأميرة تقع في حب سحب
...
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|