علي الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 20:05
المحور:
الادب والفن
الصباح تكسر الطوق تحتفي بشاعر المأذنة و البحر الأخضر
لجنة من الاساتذة ريسان الخزعلي و محمود النمر و ابراهيم الخياط و اسفرت عن فوز مخطوطة الشاعر المبدع عماد المطاريحي التي حملت عنوان (المئذنة والبحر الاخضر)و التي تكفلت الصباح بطباعتها و توزيعها بشكل رسمي عن مؤسسة اعلامية تعتبر الاولى كسرآ لقرار العهد المباد
++++++++++ الموضوع +++++++++++
الصباح تكسر الطوق تحتفي بشاعر المأذنة و البحر الأخضر
التجربة الاولى من نوعها
بغداد ـ علي الربيعي
حتى يستعيد الشعر الشعبي العراقي عافيته , ويعود لمصاف جماليات الثقافة بشكلها العام ,انبثقت فكرة الزميل الشاعر حمزة الحلفي حول اجراء مسابقة لطبع المجاميع الشعرية الشعبية , يحظى فائزها الاول بطبع مجموعته
ضمن اصدارات الصباح التي تعنى بمختلف الثقافات و الفنون , كون هذا اللون الادبي قد غّيب او همش لعقود طويلة تحت ذريعة سلامة اللغة ابان النظام السابق منتصف السبعينيات من القرن الماضي , وبعض دهاقنة المحسوبين و الطارئين الذين اسهموا في تشويه المشهد الشعبي ..وقد ايدت الفكرة من قبل الزميل رئيس التحرير فلاح المشعل , وشكلت ورشة عمل داخل ملحق الثقافة الشعبية لمتابعة المسابقة و الاعلان عنها كما وردت في اعدادنا السابقة , ومفاتحة الزملاء المعنيين بثقافة الادب الشعبي من خارج الصباح , و كانوا بحق حريصين و لمستوى الامانة و المسؤولية في قراءة و تحديد الفائز و لآكثر من ثمانية عشر مجموعة , قرآت بعناية و دقة و (جهد)يستحق منا انحناءة كبيرة شفوعة بالشكر و الامتنان وهم كل من ريسان الخزعلي و ابراهيم الخياط و محمود النمر ..
وقد اسفرت النتائج عن فوز الشاعر الديواني عماد المطاريحي عن مجموعته الموسومة (المئاذنة و البحر الاخضر) الذي احتفت به الصباح على قاعتها في مركز الدراسات الستراتيجية الاسبوع الماضي و حضرها نخبة من المثقفين و الشعراء , وتضمنت خلالها تقديم هدية (درع الصباح) للفائز من قبل الزميل رئيس التحرير ,..و قدم للحفل الزميل الشاعر كاظم غيلان الذي اشار لاهمية الشعر الشعبي و دوره في صنع الجمال امام كل القبح الذي صنعه النظام الدكتاتوري المباد , و مؤكدآ على ثقافة الشاعر الشعبي و حثه لمواكبة القراءة و التواصل مع رموز الثقافة , وعدم العودة لآشكال المديح , وخاصة في ما اسماها (صالونات) بعض السياسيين الحاليين, و ان الشاعر الشعبي بآمكانه ان يصنع الجمال في اي من الظروف دون اية تنازلات مهينة و مذلة ,..ثم توالت كلمات الزملاء المحترمين تقتنص هذا الجزء :.
المقاومة الجمالية
فلاح المشعل /رئيس التحرير
دورة الجمال لابد ان تبدآ , و ان تكون نقطة الشروع هي اعادة قوانين الجمال الى نصابها , لان الجمال مشروع حياة و ليست كلمة ذهنية و انما هي مشروع بناء ذاتي ينطلق من الذات الى الذات ,الاخرى و الاحتفالية لشاعر مبدع قد تكون متواضعة ,و لكنها في كل الاحوال مقاومة ثقافية جمالية و جادة تدعو الى الامل و ان ينتصر الجمال امام القبح ,..وقد اوعز الزميل المشعل بآن يقام مهرجان سنوي للشعر الشعبي العراقي بداية كل عام , وان القصائد الفائزة الثلاث ستطبع لهم مجاميعهم الشعرية و توزع في الشهر الخامس الذي يصادف عيد الصحيفة , و هي مبادرة اخرى تعزز وتقوي من المشهد الشعري الذي اخذت على عاتقها الصباح الشروع به تواصلا مع المشهد الثقافي العراقي بشكل عام .
كسر قرار
الفريد سمعان /رئيس الاتحاد العام للادباء و الكتاب العراقيين
لم يكن اتحاد الادب بعيدآ عن الشعر الشعبي , بل في صميم نتاجهم الشعري و هم حالة ثقافية تستحق الرعاية من جميع المؤسسات الثقافية الاخرى , و لكن بعددهم الكبير الحالي لا يمكن استيعابهم على هذا النحو, و كانت قد تمت مفاتحتنا بهذا الشآن و اعتذر الاتحاد عن انضمامهم للسبب المذكور ..و لتطوير هذا المنجز الابداعي الكبير اقترح تشكيل هيئة من كبار الشعراء الشعبيين لتخصيص او التوجيه لدراسات نقدية قادمة تسلط على ضوء كل منجز من تلك المنجزات , وأن تجهيل او تغييب الشعر الشعبي منتصف السبعينات من قبل النظام الدكتاتوري بحجة سلامة اللغة كان قراراً مجحفا بحق نخبة من الشعراء الشعبيين الذين يمتلكون ادواتهم ووعيهم وكسر القرار في اللحظة الراهنة هو انجاز للصباح في كل الاحوال ..
ارشيف المحبة
عادل العرداوي / شاعر و اعلامي
مبادرة كبيرة و غير اعتيادية بالنسبة لمؤسسة تعنى بالثقافة و الادب , و تكسر طوق النسيان و التهميش لمنطقة ابداعية جماعية , تستحق منا ان نتفاعل معا , وان نبحث في هذا الجانب المهم لتقديمه على اكمل وجه , و ملحق الثقافة الشعبية هو كسب للصحافة و للشعر بشكل عام , وانا من المتابعين الجيدين لجميع تفصيلاته , كوني قد عملت في هذا الحقل الثقافي , بدءأ من تجربتي مع الاستاذ عبد المنعم الجادر صاحب صحيفة (كل شئ) وحميد المحل في مجلة (الفكاهة) و ساهمت في تحرير صحيفة الشعر الشعبي منذ عام 1966 , وكذلك من خلال عملي في جريدة الاتحاد , حيث كان المطاريحي من الذين ينشرون في الصفحة التي اشرف على تحريرها اواسط الثمانينيات , وشاهدآ حيآ لكل الزملاء الذين نشرت ووجهت لهم خاصة ممن كانوا في بداياتهم وقتئذ كآرشيف محبة دائمة مع جميع المبدعين و المخلصين لمنجزهم الابداعي ..
حضور النقد
جمعة الحلفي/شاعر واعلامي
انه منجز كبير و مسؤول في نفس الوقت ,على ان امنيتي ان تتوسع نشاطات الصباح في المستقبل , خاصة وانها تتمتع بأمكانيات ثقافية وصحيفة تعينها على تقديم الاكثر لعل ما في الذاكرة ما يعود بي الى منتصف 1976 عندما شرعت بطباعة مجموعتي (ساعة ويذبل
الزيتون ) وكيف جرت مآساتها قبل وبعد طباعتها من قبل النظام الشوفيني كوننا في حينها محسوبين على المحسوبين من المثقفين من ازلام اليسار, وهذه المحاربة لم تفقدنا عزيمة التواصل لبناء الكلمة ..و ادعوا في الوقت ذاته الى التريث في التدقيق للقصيدة و توجيه النقد بالنسبة لما يتعلق بالاعلام او من خلال المهرجانات التي يبدو ان بعض القائمين عليها لا يميزون بين الابداع والاسفاف والتعوينية التي تطغى على المشهد الشعبي وان المؤسسات الاعلامية جميعها مسؤولة عن ما يقدم , وان النقد هو الذي يجب ان يعتمد في التقديم و تصحيح المسار لهذا الخطاب الثقافي المهم..
كوة في جدار المنع
عماد المطاريحي/الشاعر الفائز بالمسابقة
جئت للاحتفاء بهذه المبادرة الفريدة , وليس للاحتفاء بالمجموعة كفائز , لانها تمثل لكل الشعراء كوة في جدار المنع ,..كما انني اثني على جهود الزملاء في الملحق و اللجنة التي قرأت النصوص و المتمثلة بالاساتذة الشعراء ريسان الخزعلي و ابراهيم الخياط و محمود النمر ,..متمنيآ مختتماً بقراءة واحدة من قصائد المجموعة المعنونة (امي).
اعادة اعتبار
حمزة الحلفي /شاعر
في اواسط السبعينيات القرن الماضي اصدرت الحكومة انذاك قرارا مجحفا يقضي بمنع و تداول و طباعة الشعر الشعبي تحت مبرر الحفاظ على سلامة اللغة العربية و الرابط القومي , وظل هذا القرار ساريا ليومنا هذا اي لما بعد سقوط النظام بخمس سنوات و كان الاحرى بدار الشؤون الثقافية كونها الجهة المسؤولة عن طباعة المنجز الادبي ان تخطو باتجاه كسر ذلك القرارالسيئ و الذي اراد تهميش هذا اللون الابداعي الذي انجب مظفر النواب و طارق ياسين و رياض النعماني و جمعة الحلفي و,,,الخ من اسماء لا تقل اهمية و ابداعا عن ما ذكرت , و من اجل كسر القاعدة الظالمة بادرت جريدة الصباح ومن خلال مقترح ملحق ثقافة شعبية تقدمت به للزميل رئيس التحرير باجراء مسابقة المخطوطة الشعرية التي شارك بها ثمانية عشر شاعرآ و اشرفت على فحصها لجنة من الاساتذة ريسان الخزعلي و محمود النمر و ابراهيم الخياط و اسفرت عن فوز مخطوطة الشاعر المبدع عماد المطاريحي التي حملت عنوان (المئذنة والبحر الاخضر)و التي تكفلت الصباح بطباعتها و توزيعها بشكل رسمي عن مؤسسة اعلامية تعتبر الاولى كسرآ لقرار العهد المباد واعادة الاعتبار لشرعية الشعر الشعبي العراقي كلون ابداعي ناشط وعريق لا يمكن فصله بأي حال عن مشهدنا الثقافي.
_________________________
#علي_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟