أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم القريشي - ثقافة شعبية: عماد المطاريحي .. مشروع القصيدة المهمة















المزيد.....

ثقافة شعبية: عماد المطاريحي .. مشروع القصيدة المهمة


كاظم القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 20:04
المحور: الادب والفن
    






ثقافة شعبية: عماد المطاريحي .. مشروع القصيدة المهمة

بمبادرة رائدة من جريدة الصباح الغراء صدرت للشاعر عماد المطاريحي مجموعته المتميزة والموسومة بـ(المأذنة والبحر الأخضر) والهدف من وراء ذلك دعم حركة النشر والتأليف للقصيدة الشعبية

عندنا والتي هي الان بأمس الحاجة لمثل تلك المبادرة الايجابية يعزز ذلك وجود معايير وضوابط نقدية رصينة ومهمة تقف وراء الاختيار هذا والامل يحدونا بأن تستمر مثل هذه المبادرات وتتصاعد بوتيرة عالية تنسجم والمكانة الحيوية لقصيدتنا الشعبية العراقية الحديثة في عموم التجربة الشعبية العالمية والتي هي ايضا مؤهلة لان تكون مشاريع للدراسات الاكاديمية العليا خصوصا قد سبقنا في هذا المجال جامعات مرموقة في الدراسات الشعبية ومتابعة التطور الذي تشهده القصيدة والاداء الفولكلوري العام في مستوى النطاق الدولي والاقليمي يضاف الى ذلك ان القصيدة الشعبية عندنا تمتاز بعمق وصدق التجربة وأصالة الطرح والشاعرية الكبيرة وهذا ما نلمسه في مجموعة المطاريحي هذه التي تحتوي على (23) قصيدة تحاول-بحذر- ان تقدم نموذجها الواقعي على مستوى النص عندنا وتشارف على حافة الريادة وجيلها المهم بدءاً من النواب وانتهاءً برحيم الغالبي مرورا بأسماء لا يمكن ان تغادرها الذاكرة..
القصيدة عند المطاريحي تحرك هادئ نحو مساحة الريادة بصدق وذكاء وتلك مواصفات مفتوحة لكل التجارب الرصينة في التصدي لهموم الانسان وآماله التي كان المطاريحي قادرا على تلمسها ونقلها بعد ذلك للمتلقي.
وفي المقدمة منها رائعة (أمي) التي هي انضج قصائد المجموعة ومن أخطر ما كُتب عن امنا العراقية على عموم التجربة الشعرية المعاصرة فصيحة ام شعبية...انها رثائية الهم العراقي منذ السومريين حتى الان وعلى كل المستويات في حياة الرافدين:-
مرة حزنت
حيل حزنت
لان خاصمنه الرغيف
نزل قرص الشمس حافي ومدد بماعونها
هذه الملحمة / الصورة/ البيان الشعري ذو الاحتجاج العالي لم يقدمها- على حد علمي- شاعر قبله وبهذا الطرح الفريد، وليقول لنا بعد ذلك...
ومن تسولف تمطر الدنيا دفو
وتحط دمعتها مخدة
ومن تلولي...تستحي منها الحروب
انه شعر عالمي التوجه.. وهنا اقول، ان المطاريحي لو لم يكتب سوى هذه القصيدة لكفاه عنوانا، انها من اهم قصائدنا المعاصرة كلها ولكنه مع ذلك يظل مطالبا – بمشروعية التلقي- بأن يعمق تجربته على مستويات
- تناول الموضوع
- لغة الموضوع
- اثراء مفاهيم النص بشكله النهائي ليكون النص بعد ذلك ملكا للاخر ولحركة الشعر وللانسانية.
- نستمر مع المجموعة لنتصفح جملة امنيات مشروعة كتبها شعرا وتلك في مفهوم الحداثة الشعرية من أخطر وظائفية القصيدة، أليس الشعر حلما يراود الانسان وهو في البعد الزماني اسبق من اللغة التي كُتب فيها بعد ذلك، حيث الشعر خطرات على الهواجس وانفتاح على عوالم اللاوعي فبل التوجه صوب اللغة التي هي مكتشف حل ثانيا بعد الشعر وهنا لا بد من القول بأن النص الشعري المهم والريادي يطور امكانات المتلقي ويصعد حتى من مستوى لغة واسلوبية الناقد نفسه وهو يضيف الى الاثنين عوالم من المعرفة والمناورة وترصين الوعي بمعنى اجمالي...الشعر الجيد يعلم الاخرين ويطور الذائقة الاجتماعية وفي احيان عديدة، الشعر الريادي والمهم يُتعب القارئ لانه شعر ينقل القارئ الى مساحات من الهموم والتذكر والمعرفة، أو ليست المعرفة على حد تعبير (رامبو) سفيرة للاحزان، وهذا بالضبط ما يقوم به- الولد المتعب المطاريحي- لانه يقدم نصا يثير فينا الفزع ويحرك فينا لغة الحياة الحقيقية على حد تعبير لويس بورخيس في كتابه الشهير (صنعة الشعر)
أتريد نبني وطن
نحتاج نبني فكر
في موضوعة الوطن ثمة اختيارات، يأتي في المقدمة منها، اننا نريد بناء الاوطان المتطورة التي يمتلك فيها الانسان زمام المبادرة في عملية البناء من اجل ذلك علينا ان نكون بشرا اولا ومواطنين بعد ذلك.
أن القصيدة عند المطاريحي محاولة جادة على مساحة الرغبة في تقديم نفسها بشكلها الاثير، لكنها تصطدم بمراهنات الواقع وهي جزء من هذا الواقع بكل طروحاته ومصاعبه ولهذا نراه في قصائد أخرى يُسرع نحو هيكلة عمله الشعري ثم البحث عن نهاية تحتاج الى توافقية افضل ولكن ذلك لا يمنع ان نقول انه يكتب قصيدة مهمة لنراه في قادم الايام شاعرا أكثر قبولا وارتكازا.
- انت وحدك ترسم بروحي النهار
- العشب لازم ينكتب دستور
- ينهض الطف، يمتلي المسرح بدمعة كربلة
- انا موتي نده
- عقرب الساعة لدغ حيل الزمان
- في النصوص الخمسة اعلاه، اختزال عالي الكفاءة لمعنى ان يكتب الشاعر بيتا واحدا يكفي لان يكون قصيدة كاملة وهذه المقاربة تجد اصداءها في نصوص الدارمي المعروفة
- في قراءة أخرى للمطاريحي نجده قريبا من مسرحة النص الشعري وبنجاح مع الاهتمام بتعميق الرؤية والتجربة المسرحية المكتوبة، انه شاعر يقترب كثيرا من المسرح وهذا ما نجده في (مسخرة، استفتاءات شعرية، تراجيديا يا وطن، ذنوب النهار) والاخيرة- في رأي- تستحق ان تحمل عنوان المجموعة وذلك لكونها بناء شعريا متكاملا تقريبا من حيث المضمون الخطير الذي يستدعي قراءة الامام عليه السلام قراءة جديدة قائمة على مرتكزات الحداثوية في (العقل، المعرفة، العلم) دون سواها انسجاما مع عظمة القانون الذي قدمه للانسانية على مدى تاريخها وكان الامام في كل هذا ناموسا للانسانية بلا جغرافية وبلا تاريخ مقنن وبلا تقسيم للبشرية وهذا ما قدمه المطاريحي برؤية جديرة بالتقدير وهي في عموم الاعتبارات من أهم الفصائد الشعبية والفصيحة عن الامام الخالد.
علي ما يقبل بتقسيم الشعوب
علي نور ينتمي لكل الرجال
علي تاريخ الرجال
وأخيرا ان المطاريحي يقدم نصه المهم وسط
كم هائل من النتاجات الشعرية التي تنظر
الى المحاكمة النقدية الرصينة التي تخلص هذه النتاجات من نسبة عالية من ماذا؟، والتي نتهيب من ان نقول عنها بأنها شعر شعبي عراقي، هذا الشعر العظيم الذي يمتلك عمقا ولغة وتجربة ميدانية وحسا عاليا جعلت منه في مصاف العالمية دون وجل او خوف والذي نعمل بجد ان يكون موضوعا في الدراسات العليا على مستوى الماجستير او الدكتوراه، وفي نصوصه مادة دراسية نظرية وميدانية تستحق مثل هذه الدراسات فهو ليس أقل قيمة من نصوص اودنيس والسياب والماغوط ومحمود البريكان بل اعتقد ان نصوصا عند النواب والسماوي والشباني وطارق ياسين والمطاريحي وكاظم غيلان وعريان السيد خلف وكريم محمد حمزة والنعماني وفاضل السعيدي وناظم السماوي أفضل كثيرا من نتاجات كثيرة كانت فيها المرتبة العلمية الاكاديمية تحصيل حاصل ليس الا.
شكرا للمطاريحي الذي قدم نصه المهم وننتظره مستقبلا.



#كاظم_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم القريشي - ثقافة شعبية: عماد المطاريحي .. مشروع القصيدة المهمة