|
قراءة في ديوان (المأذنة والبحر الأخضر)
راسم الخطاط
الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 20:04
المحور:
الادب والفن
قراءة في ديوان (المأذنة والبحر الأخضر) خيرا فعلت جريدة الصباح بطبعها ديوان الشاعر المبدع عماد المطاريحي وهو سبق تحسد عليه. إن هذا المبدع المسكون بالشعر سلوكا ومنطقا هو إنسان بحق وشاعر متفرد انتزع الإعجاب من مجموعة من النقاد في صحيفة الصباح وأدهش القراء لما طرحه من مواضيع حياتية جعل المألوف منها استثنائيا يستفز المتلقي ويجعله يشارك في كتابة قصائد الديوان تلك القصائد الممتلئة بالشموخ ورفعة الإنسان ,مناصرا للأكثرية. فعلى مدى قصائد الديوان أل(23) قصيدة لم أجد المطاريحي إلا طافحا بالشموخ لم يخذل أبناء وطنه بل كان صوتهم وكل مانريد أن نقوله فقد قاله المطاريحي يمر على جراحاتنا باعتبارها جراحاته ويمر على أفراحنا كنسمات الصبح الندية. الكتابة عن الشاعر المطاريحي مسؤولية كبيرة نظرا لما تحمله هذه القصائد من عمق وثراء رغم سلاسة مفرداتها واقترابها من الواقع الحياتي الذي نعيشه. أولى قصائد الديوان قصيدة (أمي) ص4 وهي ملحمة بحق الأم العراقية التي عانت الشيء الكثير من العوز في أزمنة رديئة (أمي بسنين العجاف) والأم عند المطاريحي هي الأمة فهي مرتبطة بكل الأشياء (أمي أخذ لونه الفرح من لونها)(أمي أخذ لونه الحزن من لونها)(من تلولي تستحي منها الحروب)(مدري من طين أمي مخلوق الوطن) وهي شامخة (أمي لو صلّت منارة) هي اليسر والنماء (أمي من تروح يعني نموت جوع). أما قصيدة (بعدين نبني جسر) ص10 فهي قصيدة الأمنيات (أتمنه عدنه شعب مايقبل بموته)(أتمنه أصحه الصبح ألكه أعله بابي ورد)(أنريد نبني وطن) والشاعر يتمنى السلام في ربوع وطنه في محاولة لنشر ثقافة الورد ومحو لغة الرصاص فالشاعر هنا هو الطفل والطفل هو الشاعر (يطلب هديته ورد لو نجح بالمدرسة..ما يطلب من الأهل جيبولي دبابة) . أما قصيدة (مسرحية) ص18 فهي مسرحية الخراب الذي يغزونا ونحن منقسمون بين متفرج أو مشارك في الخراب بين الرفض أو الاستسلام تؤشر على الرموز السلبية في التاريخ (مسرحية تجسد أحلام الكراسي)(محور القصة عصابة). ورموزها الايجابية (يمتلي بلاء الحسين)(امنين أجيبن علي وفقار وكتاب) هو البحث عن منقذ وتساؤل سرمدي ولكنه تساؤل مر وباعتباره مخرجا للمسرحية يقول (أولا آني أحب ألما عقد هدنه ويموته وسايره)(ثانيا... ثالثا... رابعا... خامسا... سابعا... عاشرا آسف ماأكول) محاولة من الشاعر لإشراك المتلقي في هذه المسرحية لرسم ملامح الحياة التي يطمح لها. أما قصيدة(استفسارات شعرية) ص22 فهي فلسفة الشاعر (الصايم عن دم الناس أفضل من صايم رمضان)( الراد يجاهد .. خل يغسل ذاته)( اليتصدق مو بفلوس ممكن يدفع ضحكه بريئة). أما قصيدة (العش والحطب) ص29 نجد المطاريحي يضع دستوره الخاص بالحياة بعيدا عن قاعات الخطب الرنانة (الدستور منقوص أعله هذا الحال .. الحقيقة العشك لازم ينكتب دستور) باعتبار الحب هو محرك الحياة وليس المصالح الضيقة. أما قصيدة (قررت أبقى فقير) ص57 فهي قصيدة المواقف إزاء كل شيء (قررت أبقى فقير) قرر أن يبقى فقيرا لكي يبقى صاحب معجزة (معجزاتي ثيابي بيض) ولأن غيره على هذا النقيض (إبوسط عالم ثوبه غيم)فهذه الغيوم ممكن أن تذهب في أية لحظة وتتكشف العورات ولأن الشاعر نبي فهو يقول (ما أفكر أبني موضع ولا أدور عن شبيه ولا أخاف من انقلاب) نبي يلغي التمايز الطبقي (ما أحب بالمدرسة ينادون وين إبن الوزير) لذا فهو متفرد (آني كائن من حرير .. ينذبح عصفور أموت .. ينولد عصفور أطير). أما قصيدة (ذنوب النهار) ص69 فهي قراءة معاصرة للأمام علي عليه السلام (علي يؤمن بالحوار) (علي ما أطلق سراح سارق أموال اليتامى) (علي من جاع العراق شطر كلبه) (لابس ثيابه القديمة) هي درس لأتباع الأمام علي فكرا وسلوكا. أما قصيدة (حزن النوارس) ص84 بإمكاني أن أسميها إباء النوارس (مامديت جفي بحجة العوز ونمت جوعان يم أهل التنانير) نعم ولم تغادر وطنك يانورسي الحزين أيها المطاريحي الرائع (صدك مجروح بس ماعوفك إوحيد) رغم إن وجعك هو ذات الوجع رغم تبدّل الوجوه والعناوين (صحيح إتبدلّت بعض العناوين وصحيح أتغيرت بعض التصاوير) نعم تبقى جراحك ولاى من مجيب (ونريد حسين محّد يقبل يصير) وتبقى أحلامك ولا من مجيب. أما آخر حبة في عنقود الديوان فهي قصيدة (الحقيبة) ص117 ليس من السهل أن تفصل بين المواطن والوطن فالأرض هي الإنسان والإنسان هو الأرض من غير الممكن فصلها كعاشق يذوب بحبيبته (أشم كاعي وتشمني إمحاضن أطفال) ويكون رده على من يريد له الرحيل (أرحل بس إليه شروط صعبات) هو قبول بالرحيل ولكنه القبول المعجز الذي لايتحقق إلا بمعجز ويعني بذات الوقت رفض للرحيل ووضع الآخر في امتحان صعب (دبرلي حقيبه إتشيل العراق) شكرا للمطاريحي شاعرا مثخنا بالجراحات ومدججا بالرفض وطاهرا كالنوارس ونقيا كالماء ..شكرا لنبي هذا الزمان.
#راسم_الخطاط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|