مامند محمد قادر
الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 13:02
المحور:
الادب والفن
لا تنس
* نص : مامند محمد قادر
لا تنس
عندما ترحل
أن ترسل لي ذراعاَ من السماء
لأجعله مظلة لي ,
أن ترسل لي مرآة أشاهد فيها نفسي .
و صخرة
أضع عليها رأسي ,
مشهداً من هبوط طائر على غصنٍ ,
و تغريدة بلبلٍ في سكون غابة ..
فأنا .. لا تترك رؤياي
تشابكات قبيحة ,
و لا تهجر مسمعي لوهلة نعيق الألوان .
لا تنس أن ترسل لي
صوت وطأة قدم ,
دقة أصبع على الباب ,
صرخة في سكون الليل
فأنا حضوري هنا
غياب في حقيبة مسافر
غمزت له ومضة جزيرة من اليأس ,
نافذة من الذهول .
أن الفصول و الأيام قد غدت شيئا واحدا
لا تنس ان ترسل لي حفنة من شتاء .. أو خريف ,
اختلافاً بين الأيام ,
طعم اللحظات الغير مكتشفة مسبقاً ..
ان رحلت
أتوسل اليك
ألّا ترجع .....
اريدك فقط
ان ترسل لي صوراً جديدة لك
لا لتبديد اشتياقي
و انما لأشمّ منها رائحة الأيام .
أن ترسل لي جدولأ
لتوزيع أوقات أيامك
ليس لأطلاعي على مكسبك المالي
و انما لأرتّب في رأسي اضطراب الأيام .
أحلفك بالله
أن تركض بدلاً عني حافياً كصبيان في حقل أخضر للقمح ,
أن تلاحق ببصيرتك بعيداً أسراب الطيور في السماء ,
و أن تتبع الفراشات في أدغال كثيفة
لعلك تسترجع لي طفولتي .
لا تنس بالله عليك
أن تقبّل شارعاً تمشط شعره حمرة الغروب ,
أن تحدق جيداً في وجوه المارة ,
أن تصافح بعينيك ابتسامة على شفاه طفل
فأنا قلبي تدممه دوماً
ملامح الحزن لوجوه تعششت في أذهاني .
ذكّرني و قبل ان تغادر
بموعد رحيلك
لارسل معك قلبي ,
لأرسل معك أذنيَ , و عينيَ
فأنا لا أحتاج اليها هنا .
كن حذراً في رحيلك
لا تنس أن تخبيء نفسك تحت أجنحة طائر
فأنا واثق تماماَ من أنَ لا احد هناك يرحب بك
أو يفتح قلبه لامثالنا
لتكن في أمان الله و الطرق الموحلة و الغابات الكثيفة .
أنا باق هنا ....
ان لم أمت
و ان لن يحدث لي مكروهاً
فأنا أعيش صمتي و سباتي
في وهم وطن آخر ..
* قاص و شاعر كوردي من كوردستان العراق
#مامند_محمد_قادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟