رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 5189 - 2016 / 6 / 10 - 01:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ستائر واغطية المطاعم " رمضانيّاً " !!
رائد عمر العيدروسي
منَ الصعبِ جداً تحديد التأريخ في " اليوم والشهر والسنة " الذي بدأَ فيه السماح لبعض المطاعم أن تفتح ابوابها " المغطّاة " في شهر رمضان , ولا ادري اذا ما كان ذلك في زمن ما يسمى بدولة الخلافة العثمانية او حينما كان العراق محتلاً من قِبل الدولة العثمانية التركية , وإذ لا شأنَ لنا في ذلك , فلنفترض إذن أنّ عادة او من التقاليد التراثية بهذا الخصوص , اي تغطية مداخل وواجهات المطاعم في رمضان , قد بدأ منذ تأسيس الدولة العراقية " ولربما بعها بقليل " . ليس المغزى الأساس في تحديد البدء بذلك , إنّما استمراريته لغاية اليوم ولربما الى يوم " يُبعثون " .!
في واقع الأمر , وفي حقيقةٍ واقعةٍ وقائمة , فعلى الرغمِ " اوّلاً " من أنّ هذه الأغطية او الستائر او حتى " الجوادر " والتي هي اشبه بِ " الشراشف " غير المكويّه او قِطعٍ من القماش الأبيض – تحديداً – والمكتوب عليها بالقلم العريض : , والتي هي ايضا مفروشه او منصوبة بشكلٍ غير هندسيٍّ ولا منتظم , فأنها بالأساس وَ وِفقَ ما توارثناهُ من التراث الشعبي " نقلاً عن احفادِ أجدادِ الأجداد " , قد جرى وضعها أمام بعض المطاعم المرخّصة لكي تحول دون التأثير على فتح شهيّة المرء الصائم الذي يمرّ من امامها .! , بالإضافة لإحترام حرمة شهر رمضان المبارك " وكأنّ الحرمة واحترامها لا تغدو إلاّ بتغطية منظر او مناظر اطعمة " داخل " البعض القليل من المطاعم المفتوحة , وكأنّ الإقلاع عن الصوم متوقّفٌ على هذا المنظر السخيف .! دونما ايّة اعتباراتٍ بأنَّ الصوم هو صوم النفس عن المعاصي والشهوات وليس بالإقتصار عن الشراب والطعام .!
وفي الواقع " مرّةً اخرى " فأنَّ وضع هذه الأقمشة او من مرادفات اسمائها .! أمام بوابات وواجهات المطاعم هي طريقة واسلوب متخلّف للغاية وخصوصاً أمام غير المسلمين سواءً كانوا من مواطني البلد او الأجانب , فضلاً عن الصائمين وغير الصائمين ايضاً .! إنّهُ منظرٌ يبعثُ – فيما يبعث – عن رغبةٍ " نسبيّه " لملء البطون او عن نهمٍ مدفون ! او عن ربطٍ جدليٍّ او بيزنطينيٍّ بين الصوم والطعام .! , وبصراحةٍ أجدهُ معيباً في مجال " الإعلام " , كما ارى وبصيغةِ الحدِّ الأدنى وليس المطلق .! أنَّ وضعَ " ستائرٍ معدنيّة " او ما شابه ذلك من او في هو اكثر لياقة وتحضّر! إنّما مَنْ الذي يلتفتُ لهذا الأمر في قيادات الدولة غير المتحضّرة ولا المتمدّنه .!!
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟