أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الخولي - نسخة طبق الاصل














المزيد.....

نسخة طبق الاصل


طارق الخولي

الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 23:45
المحور: كتابات ساخرة
    


علني أغفوا وأصحوا وأتحول إلي كائن آخر. .
تلك الكائنات اللزجة، التي تحاول الالتصاق بكل شئ. وتطول لطوله، وتنكمش لانكماشه..
كانت بعض اوراقي تحتاج إلي توقيعات وأختام..وهو اليوم الذي يستحق مني النواح وربط الرأس بكوفية أو قطعة قماش ممزقة مع شد الرباط جيداً لكي نصل إلي النتيجة المطلوبة، كما تفعل إحدي بائعات الجبن وهي عائدة من الاسكندرية في قطار مخرب النوافذ ومفتوح الابواب دائماً. فأكثر شئ يجعلك تنزف عرقاً، وتشعر بضغطك يركب صاروخاً، هو رؤية موظف غائب عن العالم الخارجي وهو يحدق في جريدة، وتري في صفحاتها المواجهة لك وانت تتسمر أمامه في ضيق، صور جثة ملطخة بالدماء، وعنوان بالخط الاحمر الغليظ ”قتل زوجته وقطع جثتها في أكياس الزبالة” وبجانبه كوب من الشاي الفتلة من ماركة ”ليبتون” وبعض الارغفة وحزمة من الفجل والبصل الاخضر وقرطاس من الطعمية..
بعد دوران وهرولة إلي المكاتب، لم أنجز ما أريده. وقال لي الموظف صاحب الجملة الشهيرة ” فوت علينا بكرة ياسيد ”.
ورجعت مستاء مخضباً في العرق. الشمس تغلي فوق رأسي، عندها تذكرت الفيلم العربي” ثرثرة فوق النيل” أصدق فيلم رأيته- جملة عالقة دائماً في خيالي.” تقارير تقاير،كل ساعة تقرير”. وصورة تلك السيدة البدينة المنكفئة علي ملف، وبجانبها كيس مملوء بالبطاطس والخيار، ذلك الخيار هو جزاء كل من يدخل المكتب ويطلب خدمة.. عندها لابد أن تحتاط لمؤخرتك، قد يكون نصيبك من الخيار واحدة أو أكثر علي حسب حبك لمصر. ووجهها وهي تنظر لي من تحت النظارة الطبية عريضة الاطاربإندهاش.
لا تشعر بشئ وأنت تنزل علي درج السلالم خائباً وقد ركلك أحدهم ودفعك خارجاً. وانت تضع أوراقك فوق رأسك محتمياً بها كالابله من وهج الظهيرة. وتنظر لذلك الجهاز المعلق بجانب النافذة الزجاجية اللامعة، علي واجهة المبني الحكومي لكي يتكيف الموظفين ويكيفونا معهم..
ثم تقف منتظراً أتوبيس لينتشلك، وأنت تفتح عين وتغمض أخري وتنظر هنا وهناك كاللصوص وتتحسس جيوبك بين حين وآخر خوفاً من اللصوص.
جاء أتوبيس ضخم يكتظ بالايادي القابضة بالمواسير الحديدية قرب سقف الاتوبيس. والجميع يشهق ويزفر في ضيق. وسيل من العرق..
موقف موقف.. موقف يا بيه موقف يا أستاذ؟
وكأنه يوم الحشر، أو أن هذا هو الاتوبيس الوحيد التي تمتلكه الدولة، وكيف تركب تلك السيدة المسنة وهي تحمل شنطة يبدوا أن بها بعض البطيخ.. وما شأني.. فكر في أمر واحد، كيف تركب الماكوك.
وفي أوج الزحام ، عند الباب الصغير، هناك يد تعبث في جيبي الخلفي، وضعت يدي علي جيبي سريعاً. وقلت ”فيه أيه” نظر إلي أحدهم وقال لزميله ”خلاص تبعنا” ودلفت في الاتوبيس ولم يركب ذلك الشابان السارقان. ولا أعرف لماذا كان يحدق بي كل من كان بالاتوبيس، أظن انهم يعتقدونني لصاّ.
وتلك الوجوه البائسة المنكسرة، منكسي الرؤوس. كأنهم هاربون من الجحيم. وهناك وقعت عيني علي شخص بدين الجسد بارز الكرش، كثيف الشعر، يحمل جريدة عليها صورة أكياس سوداء، وعنوان غليظ ”قتل زوجته وقطعها في أكياس زبالة” لا أصدق أنه ذلك الموظف اللعين الذي رأيته هناك.



#طارق_الخولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو أنس
- زخات خواطر
- الحب والشعور(5)
- نساء من مجرة( درب الدبانة)
- مهاجر إلي فناء
- الحب والشعور(4)
- الحب والشعور
- الحب والعاطفة
- عنتر والريح
- دقات منتصف الليل2
- دقات منتصف الليل
- ليلة شتاء
- حقيقة اعظم دول العالم
- الصعلوك 2
- عقليه الشاعر
- الصعلوك
- دوله من ورق...
- بقايا رجل


المزيد.....




- مجدي صابر.. رحلة كاتب شكلته الكتب وصقله الشارع
- البحث عن الملاذ في أعمال خمسة فنانين من عمان في بينالي فيني ...
- تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينية ...
- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الخولي - نسخة طبق الاصل