أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - خريف المدينة














المزيد.....


خريف المدينة


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 16:57
المحور: الادب والفن
    


خريف المدينة
محمد الذهبي
كان مشغولا بكتابة روايته خريف المدينة، اراد لها ان تكون صورة للمأساة اليومية، حبس نفسه مع جهاز الكومبيوتر، عليّ ان اخرج بمنجز ادبي يستوعب هذه الظروف ويكون ثمرة لحياة لا ادري كيف قطعت اشواطها معي بهذا النزق الذي تبديه تجاهي، لم اسرق فكرتها من احد كما يفعل الآخرون، كتاب كبار يؤمنون بهذه القضية، حتى ان الصخب والعنف لوليم فوكنر كانت اكثر رواية قلدت في الستينيات، حيث جاءت اعمال لروائيين عرب كبار نسخة ثانية من الصخب والعنف، فقد كان كاتب الوعي الذي تأثر به جيل كامل من الروائيين آنذاك، نعم من الممكن ان تسرق اية فكرة في رواية، وتبني باتجاه محاكاتها، ولا ادري لماذا تراودني مشكلة الفرزدق مع الكميت، حين القى امامه قصيدته المعروفة طربت وماشوقا الى البيض اطرب، فما كان من الفرزدق الا ان يقول له: أ انجدت امك يافتى، فقال الكميت: بل ابي يا ابا فراس، لكنني تركت قراءاتي جانبا وحبست نفسي، لاصور صخب هذه المدينة اللعينة، طرقت زوجته الباب، نعم ماذا تريدين؟ انا مشغول ، لقد تركت مريم بيت زوجها وخرجت في الليل المخيف جدا، واريد ان اجد حلا لخروجها المتأخر هذا، فردت زوجته، بدل ان تجد حلا لمريم، تعال شوف بنتك لحد الآن ما اجت من الكلية، وابنك هذا الماخذ الشوارع، اتعلم ان بعد ساعة لن تجد هذا النور، الكهرباء الوطنية ستختفي، وواير السحب مقطوع، بعدها ستستطيع ان تبحث عن مريم.
برم كثيرا بخطابها الساذج وعاد الى جهاز الكومبيوتر، فراحت تتكلم بصوت عالٍ: هسه لو مثل وجيه عباس اتقدم برنامج وتفيدنه وتفيد نفسك، لو مثل محمد الحمد، كل واحد يحجيله ساعة وياخذون لهدات فلوس، وعايشين احسن عيشة، وراحت تعدد اسماء كثيرة، حتى المعممين الذين يخرجون من على الفضائيات في رمضان، هسه لومثل انور الحمداني، يطلع يحجي على هذا وعلى هذا، ويقولون انه يمتلك فله كبيرة في مصر، ولج انور الحمداني حكموا عليه سنتين سجن غيابي، تريدين انسجن وترتاحين، فردت: احسن ما كاعد اكبال دستوفسكي ، وشلوخوف وذوله همنغواي ومكدس الكتب، وكل هذه اموال اطفالك، هذه المكتبة الكبيرة كم دفعت فيها وماذا جنيت في النهاية، ونحن بيتنا لم يكتمل بعد، جميعنا نعيش في غرفتين متداخلتين، لك واحدة ونحن جميعا في واحدة، حتى انا لم انم قربك منذ خمس سنوات، وعادت ترفع صوتها من جديد ليسمع جيدا، حتى الكتب التي طبعتها، ودفعت اكثر من الفي دولار، مافائدتها، هل بعت كتابا واحدا منها، وراحت تسخر من جلساته المتقطعة في اتحاد الادباء، قمت بتوزيعها هناك وكسبت رائع وجميل.
حاول ان يصم اذنيه عنها، لقد اصابتني بالقرف هذه الساذجة، كيف تسنى لي ان ارتبط بواحدة لاتفرق بين مقدمي البرامج والكتاب المبدعين، همها الوحيد ان اكون ثورا معصوب العينين، بدأت ثانية تصك اسماعه، لو انك كنت كالمدرسين الآخرين على الاقل تأخذ دروسا خصوصية، لكنا الآن في حال آخر، لماذا تكتب بالمجان، هذا يريد مقال، وذاك يريد قصة، حتى الطلاب اعتادوا عليك، يطرقون الباب يريدون انشاء، حاول ان يقفل الباب ليتخلص من كلماتها التي تغرس في قلبه كالمسامير، وكلما اراد العودة الى روايته، جاء صوتها من بعيد ليقطع عليه سلسلة افكاره، لم تعد تتحمل صمته، وطرقت الباب ثانية، نعم ماذا تريدين؟ ما اسم روايتك؟ خريف المدينة، فضحكت، يعني مثلا مثلا، راح تكتب فد شي احسن من ماكتبوا هذوله اليمك؟ احتار كثيرا كيف يجيب عن سؤال كهذا، وراح يعدد لها اوجه الابداع وهي تضحك، وتردد : رائع... جميل... عظيم، يمعود انته مو تكول هذا الفاز بجائزة بوكر، اخذله فكرة من فيلم وكتب رواية عليها، لعد اشبيك يحظي، دخذلك فكرة وهيه الافلام هواي واكتب مثله، ضحك ملء شدقيه، ضحك من سذاجتها، وضحكت هي كثيرا على ماوصل اليه، وهي تردد بس ذابحني: الفائز يأخذ كلّ شيء، التفت الى مريم في روايته وراح يحدثها ويبحث عنها ليلا في شوارع بغداد المظلمة، علّ سائق التكسي الذي اقلها من الكرادة يأخذها معه الى البيت كالمرة السابقة لتنام على سطح الدار بعيدا عن عيني زوجته.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امي انا في الطب العدلي
- مصحح
- سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية
- العذارى ومراقد الاولياء
- مدن الموت
- الموت في الوطن المنفى
- تالي العمر محطات
- انا وليلى ولتفتحوا جراحكم
- لم يشترك في تحرير الفلوجة
- ماجدوى الدخول الى الخضراء
- من جيبك نوفي الديّانه
- شهادة الاوراق الصفراء في سوق اعريبهْ
- حين دفنت الشمس
- حين تتكلم المقابر وتفضح الاحياء
- لعل البحر محتاج الى البلح
- الديك الذي ملأ الارض صياحا
- لم اكن هنا
- ماذا تكتب عني
- قائمة الشعراء الموتى
- السومرية الجميلة


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - خريف المدينة