عباس ساجت الغزي
الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 03:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
داعش .. صنعَ في الغرب
بعد انتهاء العمر الافتراضي المقرر لتنظيم (القاعدة) من قبل الغرب, وفشل ذاك التنظيم بالاستمرار بتنفيذ الاجندة الخارجية للدول العظمى صاحبة انطلاق مشروع تغذية التطرف والتشدد الاسلامي, كان لابد من صناعة بديل لتنفيذ المخططات الغربية.
الملفات ذات الرموز والتشفيرات عالية الاهمية في ارقة المكاتب الفخمة والغرف الظلماء للوبي الصهيوني والامريكي ومخابرات الدول العظمى كانت تحوي خطط معدة واشخاص تم اعدادهم مسبقاً للنزول الى الساحة المعدة كبدائل وفق الرؤى الاستراتيجية متعددة الفترات للدول الغربية.
البيئة المناسبة كانت تحتل درجة بالغة الاهمية ايضاً في المخططات الغربية, فهم يعلمون بخبراتهم الطويلة في ادارة الحروب الباردة والساخنة واثارة الفتن هنا وهناك, بان الحواضن ضرورية لولادة ونشأة أي تنظيم ارهابي متطرف, لذا كان لابد من اثارة الفتن والحروب ونشر الجوع والفقر والمرض والفايروسات والوبائيات هنا وهناك لتحقيق البيئة المناسبة لاستقبال الحواضن المعدة في ساعة الصفر.
طي صفحة القاعدة وقتل زعيم التنظيم (اسامة بن لادن) والقيادين البارزين في التنظيم كان لابد ان يكون مصحوباً بحادثة كبيرة تشكل خطر داهم على العالم والغرب بالتحديد, فكانت احداث (11 سبتمبر) وتداعياتها لتتحرك الترسانة العسكرية التي كادت ان تدخل ضمن حدود انتهاء الصلاحية (اكسباير) لولا الاستراتيجية الصهيونية ــ الامريكية محكمة الاعداد.
ملئ الفراغات والاستمرار بوضع المخططات ضمن اسئلة الفصل الجديد في كتاب المؤامرات الغربية المقدس, ليبدأ فصل اخر بولادة تنظيم (داعش) الارهابي للاستمرار بحملة تشويه الدين الاسلامي وقيم التسامح ومكارم الاخلاق التي نادى بها الدين الحنيف ورسول الرحمة خاتم الانبياء.
كان معداً للتنظيم الجديد ان يبقى ضمن المساحة المحددة التي دلت عليها حروف تسمية التنظيم الارهابي (داعش) أي (الدولة الاسلامية في العراق والشام), لكن الامور خرجت عن السيطرة سريعاً خلاف تحقيق الاهداف التي قام عليها تنظيم القاعدة البائد في نظر القوى الكبرى.
استغرب ان ارى الدولة الاسلامية في العراق والشام ترسل عناصرها للقتال في ليبيا وتونس ومصر وحتى تركيا واوربا من خلال تنفيذ عمليات ارهابية نوعية, برغم عدم اثبات وجودها في الدول المعد للانطلاق منها, وان حضورها لا يرتقي لمستوى طموح الدول الغربية التي تحاول ابعاد العناصر المتطرفة عن المساس بأمنها القومي وسلامة مواطنيها.
رغم ويلاتنا وجراحاتنا وخسائرنا الكبيرة بالأرواح والثروات, يحق لنا ان نقيم الصناعة الغربية على انها الاكثر فشلاً في تاريخ المؤامرات التي حاكها الغرب ضد العرب من بداية بواكير البعثة النبوية حتى الوقت الحاضر.
عباس ساجت الغزي
#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟