ابراهيم مصطفى على
الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 00:20
المحور:
الادب والفن
كرمةٌ سكرى
ألرياح ساكنه
لم تعد ألشمس حاضره
ألسحاب غطّاها والمطر ينتظر ألبريق
قرب ضفاف ألنهر فراشات تدور
والعصافير تعبث كعادتها
والبلابل ترشف من أقداح ألكرمات خمرتها
كل شىءٍ تحت ألسماء يبتكر إهزوجة قبل سقوط ألمطر
شحرور أسود مشروم ألمنقار يغرد لأنثاه أعذب ألالحان
نخلة برحيه شقراء تجتمع حولها شتى ألاطيار والنحل
في هذا ألطقس ألمخملي ألرائق تنطلق فلاّحات أكواخ
متناثره على مد ألبصر
يحملن سلال من ألخيزران لجمع لآلئى أعنابٍ ملونه
إحداهن تصدح بإلهام سماوي وألآفاق تردد نعومة صوتها
عينان قرويتان تكشفان عن زخارف ورثت تزجيجهما
من تراث غرام ألسهوب لمعدنها
لا شيء يفيض عطره كهذا ألمكان
كل ألنباتات إختلط شذاها ليعطر صدور ألقرويات
تنحني أحداهن في دلعٍ كي تلتقط زهرة تراقص ألنسيم
تزرعها في منفرج نهديها ويرتجان كموج
بحر قفز من غفوته توّاً من صوت رعد أثيم
كنت قد حَلُمت كيف كانت تتمرأ بمرآتها
وظمتهما في رفق لمهديهما
ثمة نسوة يتراشقن في حبات كرمات
إندفعت نحوها !!
كنت أحمل ربابة فيها أصطاد ألنجوم
قلت لها أنت أحلى كرمة غافيه
ردّتْ .. أنت قمر !! من أين أتيت ؟
قلت من ألبراري ألقاحله
أجمع ألندى من بدائع ألنهود
وابحث عن ماء صوتكِ ألقَرَاح
كي أُعِبّه في شراييني لتثمل
ما بقِرْبَتكِ ؟
إبتسمت !!
لا ..إجابه
قلت أعزف لكِ
مثل عزفي للشحارير
يبدو قلبك مغناج كقلبي
إبتسمت !!
لا .. إجابه
إنتظرت قليلا ثم غرَّدَت لتصدح ألسماء
كنت شارداً أعزف على ربابتي
حينما فاجأتني
هل أحببت إمرأه ؟ قلت لا
في ألاحلام لديَّ ألف منهن
قالت .. وهل يكفي ذلك
قلت ماذا أعمل
قالت عزفك آلمني
قلت كأن حنجرتكِ مسكوكة من ذهب
تدعونني لاشرب من ريقها
قالت .. تحت ظلّ تلك ألكرمة ألسكرى
هَلُمَّ بنا !!
.............................................
شُحْرور : طائرٌ غِرِّيدٌ أسود اللّون من فصيلة الشُّحروريات ورتبة الجواثم المشرومات المناقير
: وِعَاءٌ مِنْ جِلْدٍ يُوضَعُ فِيهِ الْمَاءُ وَنَحْوُه ،القِرْبَةُ
#ابراهيم_مصطفى_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟