أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملده العجلاني - الثقافة الرومانية القديمة وأثرها على الفن عبر التاريخ - 1















المزيد.....

الثقافة الرومانية القديمة وأثرها على الفن عبر التاريخ - 1


ملده العجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 21:42
المحور: الادب والفن
    


دون الخشية من أي تحدي ، بنى الرومان القناطر والجسور والقنوات والطرق والمدن المسورة، وحصون الحدود , إن عوامل كثيرة مثل تزايد الثروات وكثافة العدد السكاني في المدن أجبر الرومان القدماء على محاولة اكتشاف حلول جديدة (في العمارة) . فاتجهوا الى استخدام القباب والأقواس ، و جنبا إلى جنب مع المعرفة السليمة بمواد البناء ، قد مكنهم ذلك من تحقيق نجاحات غير مسبوقة في بناء مباني . يفترض أنها للاستخدام العام . و بشكل عام ، صُممت الآثار الرومانية لتلبية احتياجات روادها وليس للتعبيرعن المزاجات الفنية من صانعيها .

وكانت هذه الانشاءات رموز تنم عن الوعي والتطور الكبير للإمبراطورية الجبارة، وآثار دائمة وثابتة عنها , والتي لا تزال تشاهد اليوم ابتداء من أوروبا وصولا إلى بلاد ما بين النهرين وشمال أفريقيا , ومن قلب التقديس المستمر للمثالية من قبل الامبراطورية , و بفضل أجيال كثيرة , كان منذ أمد بعيد , الهاجس الديني , محل اهتمام الرومان , لضمان البقاء على قيد الحياة , وكذلك للحصول على الحظ الجيد , لمجتمعهم من خلال التقيد الدقيق بالإرادة الإلهية .

الخرسانة الرومانية :

اخترع المهندسين المعماريين الرومانيين ( الخرسانة الرومانية ) , واستخداموها في جعل المباني قابلة أن تقف على قدميها , وتدعيم الكثير من وزنها. وكان أول استخدام الخرسانة من قبل الرومان في بلدة كوسا في وقت ما بعد 273 قبل الميلاد . وكانت الخرسانة الرومانية القديمة خليط من الجير والرمل مع الأنقاض الحجرية , البازلت , والمياه والحجارة , وهي أقوى من مواد البناء التي كانت تستخدم سابقا. هذه المكونات وضعت في إطارات خشبية لتجف وتصل الى درجة صلابة ومقاومة الحجارة أو (في الغالب الأعم سميت - الطوب ).

النقطة الأكثر إثارة للإعجاب هي التخطيط الحضري :

فظهرت المباني السكنية متعددة الطوابق و بنيت لتلبية احتياجات مجموعة واسعة من الحاجات , وربما بعض هذه الحاجات مازالت غير واضحه تماما بالنسبة للمراقب الحديث.
ان التطورات الرومانية القديمة , في مجال الإسكان والصحة العامة هي مدهشه , وخصوصا بالنسبة للمشاهد اليوم و في العصر الحالي . فإننا نرى أمثلة واضحة , هي الحمامات والمراحيض , التي يمكن أن تكون إما عامة أو خاصة , حيث كان يوجد في مدينة روما لوحدها أكثر من 140 من المراحيض العامة.، ومن الأمثلة على ذلك أيضا قنوات المياه في روما ، وحمامات دقلديانوس وحمامات كاراكالا، البازيليكا والكولوسيوم .

وأيضا قد تم استنساخها في قياسات أصغر , في معظم البلدات والمدن الهامة في الإمبراطورية الرومانية . إن بعض المباني ما تزال على قيد الحياة كاملة تقريبا. ناهيك عن التطورات في تدفئة تحت الأرض ، الزجاج المزدوج (أمثلة في أوستيا) , وأنابيب المياه (الأمثلة في بومبي) .

مدينة روما هي سرة العالم وليس قلبها :

وفي اطار سعي روما لتقريب المسافات بين جميع المدن الرئيسية في الإمبراطورية . يقول الإمبراطور قسطنطين "السرة من روما" وقال ايضا "كل الطرق تؤدي إلى روما". كم عدد الطرق هناك؟ هناك الكثير جدا , لقد بنى الرومان حوالي 54،000 ميل من الطرق في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط . وعلى سبيل المقارنة مع عصرنا الحديث ، شملت نظم الطرق السريعة بين الولايات الأمريكية حوالي 47،000 ميل من الطرق المعبدة وذلك اعتبارا من عام 2004 م .

روما أول حضارة تقدم ميزة أنظمة التدفئة المركزية :

خلال القرن الأول الميلادي (العصر الكلاسيكي)، قد بنيت بعض المنازل الراقية في روما و كانت الأنابيب الفخارية جزءا لا يتجزأ من الجدران. فالأنابيب قامت بتوجيه الهواء الدافئ من الطابق السفلي حيث تشعل النار فهو أول نظام للتدفئة المركزية. والأفضل من ذلك، تم تزويد مناطق الاستحمام بالماء الساخن والبارد و حتى يمكن للسباحون أن يتحركوا ذهابا وإيابا بين ثلاثة حمامات وفقا لتفضيلاتهم: حار , بارد , معتدل . كما ايضا في قصور الاثرياء كان يمكن للاستحمام ان يكون مناسبة اجتماعية ، كحفلة تجمع الاصدقاء او لاجتماعات العمل ، ولهذا السبب نرى صورا عن الأرستقراطيين الرومان قد بنوا حمامات فاخرة و يمكن التسكع فيها تتسع لاعداد كبيرة في قصورهم .

في روما، غرف للتقيؤ :

نعم هذا صحيح كما تعمد اليوم ملكات الجمال للمحافظة على اجسادهن جميلة ورشيقة عبر هذه الطريقة , عمد الرومانيين الى التقيء بين الوجبات حتى يتمكنوا من التخلص من جميع آثار الثمالة والوزن الزائد بعد كل ماْدبة و بين الوجبات .... فمثلا الخطيب الروماني، شيشرون، هاجم يوليوس قيصر بالتعبير عنه بقوله " رغبة في التقيؤ بعد تناول العشاء ." ومع ذلك ، فإن فكرة أن الرومان كانت بإنشاء غرفة مخصصة لهذا الغرض تبدو غريبة جدا بالنسبة للمشاهد اليوم , و حيث أن الرومانين الاثرياء كانوا يقيمون حفلات باهظة و التي تستمر لعدة ساعات و من أجل الاستمرار في تناول الطعام الغالي الثمن، فإنها ( تلك الغرف ) كانت تحث على التقيؤ ومن ثم متابعة الاستمتاع بالماكولات الغالية والمحافظة على اجسادهم رشيقة , حيث كانوا غير معجبين بالاجساد المترهلة المنتفخة .


اليوم، إن النفوذ الحضاري الروماني يمكن رؤيته بين مباني لا تعد ولا تحصى , مثل أبنية البنوك , والمباني الحكومية , والمنازل , والمباني التجارية، الخ ...ان صدى الثقافة الرومانية مترسخ بين أساليب البناء الحديثة بسبب الاتقان الهيكلي - للقبة والقوس - وهما الجانب الأكثر شهرة والأكثر عصرية , المستخدم من العمارة الرومانية ، ويمكن مشاهدته في أي مكان تقريبا , لإظهار الأهمية والأناقة , كما في واشنطن العاصمة الامريكية حيث القباب هي العنصر المعماري المشترك في المباني الحكومية ..

الخاتمة :

الإمبراطورية الرومانية كانت أمة ضخمة، مهيمنة، ومؤثرة للغاية . فروما القديمة هي صورة للعظمة والنفوذ , والفن الروماني ليس مجرد فن الأباطرة ، أو أعضاء مجلس الشيوخ ، أو الأرستقراطية ، ولكن فن جميع شعوب الإمبراطورية الشاسعة في روما، بما في ذلك رجال الأعمال من الطبقة المتوسطة ، المعتوقون ، والعبيد، و الجنود . على الرغم من أن الأمثلة الناجية من المنحوتات الرومانية ، اللوحات ، المباني، والفنون الزخرفية هي بأعداد كبيرة ، إلا أنه تم تسجيل عدد قليل من أسماء الفنانين والمهندسين المعماريين الرومانيين و لكن بقيت اعمالهم خالدة لليوم فهي تعبيرعن مواهب فريدة غيرت العالم و حضارة احتضنت الابداع و اْسهمت بتطور اْساليب العيش وانظمة الحياة و ما زلنا نتعرف على اْشياء جديدة و مميزة بتلك الحضارة القديمة .


















#ملده_العجلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الاغريقية القديمة واْثرها على الفن عبر التاريخ
- الثقافات التي أثرت بالفن عبر التاريخ في المنطقة الهندية والش ...
- الفن في احتمالات لا حصر لها
- التقييم الموضوعي للفن اللاموضوعي .
- الفن المعاصر في ظل قيود المجتمع
- الفن الاستثمار الافضل في القرن 21 .
- عولمة الفن والجمال .
- هوية الأنثى اليوم في الفن المعاصر.
- الفن التشكيلي أكثر واقعية من الواقع نفسه.


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملده العجلاني - الثقافة الرومانية القديمة وأثرها على الفن عبر التاريخ - 1