نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 11:31
المحور:
الادب والفن
(( إلى ألكسندر بيثنته . الذي بصمته أخذ نوبل ..والى صديقتي الشاعرة سمر مروان ،التي قرب منزل الشاعر زرعت أرزة وقصيدة ودمعة للحسين ))
1ــ هناك في جنوب الأرز الذي ولدت فيه الرصاصة التي قتلت خليل حاوي ، وهناك في جنوب الرز الذي ولدت في نجمة قتلت ليلة حلمي بدفء ورغيف ، وهناك في الجنوب الأسباني ، حيث سها عبد الرحمن الداخل عن معنى بيت شعر ومشى يبحث عن قدر المنفى في بلاد النصارى ، هناك حيث قصيدتك أرزة ، ودموعك قيثارة من مزارع شبعا ، عزفت للبلاد محبتها ، فما وجدنا سوى ضوء عيناك يرشدنا للطريق...
أيها المحتفية بالشعر ..والنبض ، وبقايا خريف يتساقط من شجر بلد يودعنا
هل لنا أن نسال دمعة الكلمة عن قاموس يأوي آباؤنا الذين تركونا في محنة البحث عن الآنا ..؟
هم الآن وحيدون ...
فيما نحن ممتلئون بالمواقع الالكترونية ورواتب الوظيفة وحمى شتاء أطفالنا ، ووسائد لكتابة نساء لا يسألن سوى عن آلية الطبخ وتقشير البصل وكمية السكر فوق الشاي ، وحين تريد القصيدة منا قهوة ، تقول ،بتثاؤب : ومن أين أجئ بالبرازيل أليك ؟
وكأن القهوة هي البرازيل والفنجان كاليري بومبيدو ...
هناك في الجنوب الخيالي ..حيث الأرزة والإوزة شكلا واحدا ..
يصنع الله قصيدتك..
ويدفعها إلى بثينته ليحققها أو يصلح نهاياتها بصمته المعهود
ويقول : أن متاريس مدريد تشبه متاريس بيروت
وان عيناك والقمر ببرج واحد ..
وان جمال الحس فيك
مثل ضوء نحلة من اليورانيوم باعها انشتاتين إلى جبران خليل جبران
وجبران صنع منه نايا وأهداه إلى فيروز في عيد ميلادها السبعين
ونحن ماذا تبقى لنا ؟
ورق يتساقط من الشجرة
وعليه صورة لجامع في غرناطة...
2ــ هل نشكر الحوار المتمدن الذي يحتفي بتحضره السنوي
حين جمع خاطرة الورد بقاطرة الورد ؟
أم نقول للصدفة أنت مباركة مثل اوغاريت
تحملين هاجسا مشرقا لنساء لشبونة ؟
ولأجفان تلك الآرزية الفاتنة تحملين شمعدانا لضوء كتابة القصيدة
3 ــ هل تذكرين عطش الحسين صاحب الفضل في لقاءنا الأول
انه يزحف ليمسك عاشورا آخر
وليبدأ استذكار مصاب الزمان
فيما مصابك منفى ؟
وتعاسة أم مسح الله على أجفانها صورةً لو بقت معلقة تحت أجفانها لماتت من الحزن مثل موت العصافير في وحشة الثلج والمطر العاصف
هل تذكرين كيف صورتك؟
جعلت من هوامش الشعر بدايات لأغنية غجرية
همست بها حنجرة لوركا لتقول للفاتنة أشبيلية :
(( سمر تداعب قمر
وقمر يداعب ضفيرتي
وضفيرتي تداعب مصارع ثيران ثمل ))
4 ــ شجرة الأرز ..والمنزل الأسباني ..
هذا مكان لتذكر خواطرنا
وخواطرنا ركبت مهرتها السومرية وذهبت إلى صيدا
تفتش عن خاطرة البحر المتوسط
والبحر ذاته ثمل في رصاصة
والرصاصة ثملة في وردة
والوردة ثملة في رئتيك ...
أور السومرية 2 كانون أول 2005
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟